«النميمة الحلال».. علاقات الحب والزواج بين آليات الماضي والحاضر
عن "المكتبة العربية للنشروالتوزيع" صدر للكاتب الروائي والقاص خليل الزيني مجموعته القصصية الثانية "النميمة الحلال" والتي تقع في 13 قصة تقوم على الرصد التسجيلي الحاذق لعالم فضولي ومتلصص، يتصنت على حياتنا الأسرية، بداية من لحظة الزواج ومعاناته المادية وصولا لحالات من التشكك الناتجة عن تلصص كلاً من طرفي العلاقة العاطفية أو الزوجية فيما بعد.
وكذلك طرح واستعراض وصراع الأدوار، للرجل والمرأة في المحيط الأكبر لنقف ونتأمل دور الشكل المادي وطغيانه على كلا من المؤسسة الزوجية وغالبية العلاقات العاطفية في زمننا الحاضر مما يساهم في كثرة الحواجز التي تحول دون الوصال بي كلا من العاشق والمعشوق، الزوج / الزوجة، والحبيب / والحبيبة، وهذا مايرصده القاريء في نصوص بعينها منها، "روضة النسيان، الحفلة، الحرمان ، البريق، فؤاد سارة، سوسن وبيت الحمد " زوار الأحلام" و"روضة النسيان" و"أسئلة الأيام الصعبة" "دقات قطار اللوم".
وهذه النصوص تحديدا هي الأقرب لمتون الحالة الكتابية التي تضاهي وتطرح الفارق ما بين آليات العشق والوصال في الزمن الماضي وتلك الرجرجات والهزات النفسية أو ماهيات الهروب التي تكون هي النهايات الغالبة في علاقات العصر الآني، لندرك كيف تعبث بنا الأيام ـ عندما نصاب بمرض النسيان؟ ونسترجع جمال الماضي من خلال الذكريات وأشياء بعينها مثل العصى ، وكيف كانت الحياة أيام النبوت والعصا العاج والأبنوس، وهذا الطفل المُهمل ـ المنطوي ـ ابن البيت كثير الأولاد
وعلاقاته بالبيت وأحزانه العظيمة والذي يتماهى ، حد التطابق مع السارد الرئيس في مجموعة "النميمة الحلال" التي تقلب شكل العيش والحياة بين الحبيبين فتتحول العلاقة الإنسانية لأمور تافهة وصادمة، صدمة (سوسن وبيت الحمد) وكيف أن الماضي دوما يعود غذًا رغم الثقافة العميقة التي شب وينتمى لها الطرفان في الزمن الأول.
تلك الثقافة التى تدفع الأهل ليزوجوا الصغار حمايةً لهم ويندفع الزوج الصغير ليكون الأسرة والثروة ولكن للثروة حسابات أخرى وللثروة والجهل أيضاً مؤشرات ونتائج قد تدفع البعض للسرقة بأي طريق وأسهلها العواطف ولكن كيف لمن خبر الأيام أن يطويه الكره والعمي، تكمن علاقة الزوج/ الحبيب، ودوره مع المعنى البسيط لفلسفة وجوهر الحياة والعيش ومفهوم الأسرة.
كذلك يستعرض الراوي، بساطة وسلاسة العيش في لحظة كاشفة ومحيرة تأتي في الغالب بعد فوات الأوان، في لحظة غيرة ووجد وعرفان بين زوج وزوجة وطرف ثالث عينه على الهدم من أجل إفشال العلاقة لسرقة ما يملك الحبيبين، نعم هى "النميمة" الحلال في تلك المجموعة الأثيرة ببساطة الحكي وسلاسة اللغة ودفء الحكايا التي تعود بنا للزمات المصريين رجالا ونساء في التأرجح بين العقل والقلب مع زهق الروح.
قصص “النميمة الحلال” تقع في 180 صفحة من القطع المتوسط وهي العمل الرابع للكاتب بعد روايتين منهم "صدى الأيام الغامض" و"وشم الأيام" صدرا تباعا في عامي 2017، و 2019 ، الجدير بالذكر أن الكاتب خليل الزيني خريج هندسة مدنية ويعمل بالمجال الحر وولد ويقيم بمحافظة الدقهلية وله العديد من النشاطات الثقافية فيما يخص نقد الشعر والرواية وكتابة مقالات جمالية عن فلسفات الفنون والآداب.