أزمة «يهود الفلاشا».. إسرائيل تعد إثيوبيا بإعادة مرتكبى جرائم الحرب
قدمت إسرائيل وعودًا إلى إثيوبيا بأنها ستعيد اليهود الذين هاجروا إليها من هناك – والذين يعرفون بمسمى «يهود الفلاشا» - في الأشهر القليلة الماضية خلال الاشتباكات، حال ثبوت ضلوعهم في جرائم حرب.
وأجرى أبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الإسرائيلي نفتالي بينيت، وتحدث غاضبًا حول أن بعض اليهود الذين تم نقلهم جوًا إلى إسرائيل كانوا متورطين في جرائم حرب، حسبما أذاعت القناة الـ13 في التليفزيون الإسرائيلي.
شكوك حول هوية يهود إثيوبيا المهاجرين
وقال مصدر أمني، في تصريحات إلى التليفزيون الإسرائيلي، إن هناك ما لا يقل عن أربعة ضباط، من بين أكثر من ألفي مهاجر إثيوبي دخلوا تل أبيب خلال العام الماضي، يشتبه في ارتكابهم مذابح ضد مواطني إقليم تيجراي.
وقد تواجه إسرائيل مشكلة - بحسب القناة الـ 13- في تحديد الهوية الحقيقية للكثير من يهود إثيوبيا الذين دخلوا إليها، خاصةً أنهم ليست لديهم جوازات سفر أو وثائق هوية وأن الكثيرين قدموا نفس تاريخ الميلاد «1 أبريل»، مما دفع المسئولين إلى استنتاج أنه تم تزويدهم بمعلومات كاذبة.
وكذلك، لم يتم توضيح كيف تخطط إسرائيل للتحقق مما إذا كان هناك مهاجرون من يهود إثيوبيا متورطون في جرائم حرب.
ضغوط على إسرائيل لجلب يهود إثيوبيا
ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعًا، خلال الأيام المقبلة، لوضع سياسة بشأن هذا الملف، وسيكون بحضور إيليت شاكيد وزيرة الداخلية، وبنينا تامانو شطا وزيرة الهجرة والاستيعاب، وبيني جانتس وزير الجيش.
وأكد التليفزيون الإسرائيلي أن يهود إثيوبيا المقرر إحضارهم إلى إسرائيل ليس هناك خطر ملموس ضدهم بسبب دياناتهم.
وتصاعدت الضغوط على إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، لجلب نحو 5 آلاف من أفراد الجالية اليهودية في إثيوبيا إلى تل أبيب، في ظل تصاعد حدة الحرب مع إقليم تيجراي واقترابهم من العاصمة «أديس أبابا»، فيما قال الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسزوج، الأسبوع الماضي، إنه يجب مواصلة نقلهم إلى إسرائيل بشكل سريع.
في السياق ذاته، اتفقت شطا – وهي من أصل إثيوبي - مع شاكيد، أمس الثلاثاء، على تسريع الهجرة المتوقفة لآلاف اليهود من إثيوبيا، والمشمولين بالاتفاق ممن لديهم أقارب من الدرجة الأولى في إسرائيل، وكانوا مؤهلين للهجرة بموجب قرار حكومي إسرائيلي صدر عام 2015، ينص على إحضار 90 آلاف يهودي من أديس أبابا.
تحقيقات إسرائيلية في هوية يهود الفلاشا
وهددت شطا بالانسحاب من منصبها في حال لم يتم نقل مزيد من الجالية اليهودية إلى إسرائيل.
وقالت تقارير إسرائيلية، الأحد الماضي، إن هناك شكوكًا حول ما إذا كان كافة الإثيوبيين الذين دخلوا إلى إسرائيل من اليهود، مشيرةً إلى أن العشرات منهم ربما صوروا أصولهم اليهودية بشكل كاذب، وبالغوا في الخطر الذي يحيط بهم هناك.
وأثار تحقيق أجرته سلطة «الهجرة والسكان» في إسرائيل شكوكًا جدية بشأن هوية غالبية 61 إثيوبيًا تم جلبهم إلى إسرائيل خلال الأشهر الماضية.
ومنذ اندلاع القتال بين إثيوبيا وإقليم تيجراي قبل عام، تم إحضار أكثر من ألفي يهودي إثيوبي إلى إسرائيل، بينهم مجموعة مكونة من 61 شخصًا، احتاجوا إلى توقيع وزاري على هجرتهم لأنهم ليسوا جزءًا من الجالية اليهودية، زاعمين أن جذورهم يهودية فقط.
وتتراوح أعداد أفراد الجالية اليهودية في إثيوبيا بين 7 و12 ألف شخص ينتظرون الذهاب إلى إسرائيل، ويعيش الكثير منهم في منطقة تيجراي وبالقرب من مراكز الجالية اليهودية في مدينتي «جوندر» و«أديس أبابا».