«لا حول ولا قوة إلا بالله من كنوز الجنة».. علي جمعة يوضح
قال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية السابق، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن المولى سبحانه وتعالى يقول في سورة الأعراف:{أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ}، وهذا أحد معاني لا حول ولا قوة إلا بالله، التي قال فيها رسول الله ﷺ «إنها من كنوز الجنة» لماذا؟ لأنها عنوانٌ على حقيقة يُبنى عليها كل السلوك البشري، وتُبنى عليها العقائد الصحيحة، ويُبنى عليها حسن العلاقة مع رب العالمين لا حول ولا قوة إلا بالله، يعني ليس هناك حولٌ وقوة سوى حوله وقوته، وليس هناك فاعل حقيقي في هذا الكون إلا الله، إذًا فهذه الآية بعبارةٍ أخرى تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله يُبنى عليها السلوك الصحيح، وتُبنى عليها العقيدة الصحيحة، وتُبنى عليها العلاقة الحسنة بينك وبين الله.
وتابع جمعة عبر صفحته الرسمية قائلاً: "عندما شرحنا حكم ابن عطاء الله السكندري أكثر من 200 حكمة، حكم مهمة وجميلة وفيها معاني كثيرة، قلنا أنها كلها مبنية على لا حول ولا قوة إلا بالله، لأن "لا حول ولا قوة إلا بالله" هي أساس من أُسس بناء العقيدة ، عندك تعلم أن هذه الأرض، وأن هؤلاء البشر ما عليك إلا أن تُبلّغهم فقط لا غير، فلا يحدث لك توتّر، وكراهية، وعنف وما السبب ؟.
أضاف: السبب أن هذا أمر الله فيهم، الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يهديهم هداهم من غير طريقك، يستيقظ من النوم يجد نفسه قد اهتدى، وقد رأينا هذا، في يوم جاء فنان - كان ملحد -وعندما نزل المطار قال: أنا أريد أن أزور الأهرامات، قالوا له: ولكن الساعة واحدة بعد منتصف الليل، قال: أنا أريد أن أزور الأهرامات، أنا بأحلم بها طوال الرحلة ، فيجب أن أزور الأهرامات الأن، فأخذوه وذهبوا للأهرامات ، فنظر لها وقال: لا إله إلا الله، -فما علاقة الأهرامات بلا إله إلا الله؟ ولا يوجد من دعاه، ولا من كلمه.
وبعد ذلك قال: أنا أريد أن أسلم، -هذا هو أمر الله فيه، الناس لا تصدق هذا لكن نحن رأينا ذلك بأعيننا- وذهب في اليوم التالي إلى الأزهر وأشهر إسلامه، وبدأ يقرأ في الإسلام -يعني اهتدى إلى الإسلام دون دعوة ودون قراءة، أمر الله فيه هكذا-، وحسن إسلامه، واستمر في هذا إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى، فما هذا؟ أمر الله، عندما تعرف هذه الكلمة تصبح هادئ البال في الدعوة، ولا تجعل في قلبك غلًا لأحد، فإذا لم يصدقك من أمامك، ولم يتبعك فهذا أمر الله فيه هكذا ، فانتبه إنه لا حول ولا قوة إلا بالله وأن أمر الله نافذ ، ومراده سوف يكون، ولا يكون في كونه إلا ما أراد سبحانه.