استئناف الحوار الاستراتيجي.. صفحة جديدة للعلاقات المصرية الأمريكية
قال محللون، إن استئناف الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية؛ تمهيد لمرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، تقوم على التعاون المشترك فيما يتعلق بقضايا العالم العربي وشرق المتوسط.
وانطلق أمس الإثنين، الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا، بمشاركة وزير الخارجية سامح شكري، ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، بدعوة من واشنطن.
وأشار المحلل السياسي الأمريكي الدكتور عاطف عبدالجواد، إلى أن أجندة الحوار الاستراتيجي تشمل طائفة عريضة من الموضوعات التي يتفق أو يختلف حولها الجانبان من مسألة الأوضاع في السودان، إلى جهود العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران والقضية الفلسطينية وليبيا وملف حقوق الإنسان.
نقطة ارتكاز
وأضاف «عبدالجواد» لـ«الدستور»، أن هذا الحوار هو الأول في عهد الرئيس بايدن، والأول منذ العام ٢٠١٥، ورغم أن الولايات المتحدة تدرك أهمية مصر كنقطة ارتكاز لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى أن الجانب الأمريكي أشاد باستراتيجية مصر المعلنة أخيرًا لإلغاء حالة الطوارئ، وتحسين حقوق الإنسان خلال خمس سنوات، وأن واشنطن سوف تتعاون مع القاهرة في تحسين حرية التعبير والصحافة بصورة مستدامة ومحسوسة، وبهذا تتحسن العلاقات المصرية الأمريكية نحو الأفضل والأقوى.
وأوضح أن الهدف الرئيسي من الحوار الاستراتيجي؛ هو العمل معًا على تقريب وجهات النظر والتعامل معا لمواجهة الخلافات والتحديات، فضلًا عن تعزيز الاتفاق في قضايا عديدة أخرى من بينها التعاون في مكافحة الإرهاب، لافتًا إلى أن الحوار الاستراتيجي يعزز مكانة مصر، كحليف قوي خارج منظومة حلف شمال الأطلسي.
تعميق العلاقات
وفي ذات السياق، أشار المحلل السياسي الأمريكي مايكل مورجان، إلى أن استئناف الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة خطوة مهمة جدًا في الاتجاه الإيجابي لتعميق العلاقات بين الدولتين، وأهم دلالاته إدراك أهمية مصر كحليف استراتيجي تاريخي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، منوهًا بأن شرق المتوسط يبرز أهمية الولايات المتحدة كقوة عظمى لمصر.
وأضاف «مورجان» لـ«الدستور»، أن التوقيت له دلالات كثيرة، خصوصًا بعد الانسحاب السريع للولايات المتحدة من المنطقة، ووضع مصر اقتصاديًا واستراتيجيًا في المنطقة، خلال الفترة الحالية.
ونوه بأن الكثير من الأحداث في ملفات عدة في الأشهر القليلة الماضية مثل انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان والحرب الأهلية التي اندلعت في إقليم تيجراي وأديس أبابا، تفرض نفسها على مائدة الحوار، فضلاً عن مناقشة القضية الفلسطينية والحرب علي الإرهاب في المنطقة والاتحاد في مواجهة تغيير المشهد العسكري في المنطقة.
ولفت إلى أن هناك بعض الملفات غير المباشرة في الحوار، ومنها ملف سد النهضة، وهو الأهم لمصر والمصريين، مشيرًا إلى ان مجالات التعاون عديدة وتتطلب إرادة من الجانبين وأهمها دعم جهود السلام في المنطقة فضلا عن التعاون الاقتصادي والاستراتيجي خصوصا بعدما أثبتت مصر أنها تخطت مرحلة عدم الاستقرار بعد ثورتين كبيرتين، كما بلورت دورها المحوري في المنطقة بشكل عام و في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل خاص.
دلالات عديدة
ويرى مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير صلاح حليمة، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تنتهج سياسة مغايرة لسلفه دونالد ترامب، ومهتم بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وأضاف «حليمة» لـ«الدستور»، أن توقيت انطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين يحمل عديد الدلالات، فالمنطقة العربية ومنطقة البحر الأحمر والقارة الإفريقية تشهد تغيرات في غاية الخطورة، ترتبط بالأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وهناك مرتزقة ومنظمات متطرفة مدعومة من بعض الدول، ومصر عضو في مجلس الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، ما يعني الاشتباك مع كل هذه التحديات في المنطقة.
وأوضح أن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة وصلت إلى مرحلة متقدمة؛ فعلاقات الدول تبدأ بالتفاهم الاستراتيجي ثم التعاون الاستراتيجي يتبعه الحوار الاستراتيجي، لافتًا إلى أن مصر دخلت مرحلة الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا، ما يعني التوصل إلى رؤى متوافقة بين الجانبين في كل الملفات.