مصر الرقمية.. أول «ماكينة سجل مدنى ذكى»: الشهادة فى 3 دقائق
بمجرد أن تطأ قدماك مصلحة الأحوال المدنية فى منطقة «العباسية»، بالقاهرة، تجذب أنظارك ماكينة السجل المدنى الذكية فى مدخل المبنى، التى يمكنك من خلالها استخراج الشهادات الثبوتية الرسمية، مثل: «الميلاد- الوفاة- الزواج- الطلاق»، فى أقل من ٣ دقائق وبضغطة واحدة.
ودشنت وزارة الداخلية ٣ من هذه الماكينات الذكية الجديدة، التى تعد أول تطبيق فعلى لخدمة التحقق الرقمى باستخدام العلامات البايومترية «بصمات الوجه والأصابع»، فى إطار مواكبة عصر التحول الرقمى، و«ميكنة» جميع قطاعات الدولة.
وتعد ماكينة مصلحة الأحوال المدنية فى العباسية أول تفعيل رسمى لهذه الماكينات الذكية الجديدة، وقد زارتها «الدستور» لرصد تفاعل المواطنين معها وما تقدمه لهم من خدمات، إلى جانب الحديث مع مسئولين عنها لتوضيح كيفية عملها، وسبل نشرها فى جميع أنحاء الجمهورية خلال الفترة المقبلة.
مسئول: تتحقق من المواطن بـ«البصمة والوجه».. وتصل إلى المولات قريبًا
قال مسئول فى مصلحة الأحوال المدنية بالعباسية إن «الماكينة الذكية»، التى دشنتها وزارة الداخلية داخل مبنى المصلحة مؤخرًا، تشبه الماكينات القديمة التى وزعت على المبانى الحكومية من قبل، مع إضافة خاصية جديدة إليها تتيح استخدام العلامات البايومترية للكشف عن هوية المستخدم عن طريق بصمات الوجه والأصابع.
وأضاف أن هذه الماكينة الجديدة تمثل انطلاقة تجريبية لـ«منظومة سجل مدنى ذكية متكاملة»، بحيث تكون البداية بها، ثم يتم تشغيل ماكينتين مماثلتين داخل اثنين من المولات التجارية الكبرى خلال الفترة المقبلة، بما يتيح للمواطنين استخراج الوثائق الرسمية بكل سهولة ويسر، وخلال مدة زمنية لا تتجاوز ٣ دقائق.
وأوضح أن الماكينة تتبع آلية تكنولوجية تتيح التحقق من هوية المستخدم، اعتمادًا فى البداية على البيانات الشخصية التى يكتبها مثل «الرقم القومى»، وبعدها تتعرف على هويته الحقيقية من خلال بصمة الإصبع، وفى حال عدم تعرفها على هذه البصمة، يتم تحويل المستخدم إلى الخطوة البديلة مباشرة، وهى الكشف عن هويته من خلال الكاميرا الموجودة أعلى الماكينة، التى يمكنها التعرف عليه سريعًا بمجرد وقوفه أمامها.
وشدد على أن الوسائل المستخدمة فى التحقق من هوية المستخدمين للماكينة «موثوقة» لأبعد حد، كونها تطابق بصمات إصبع ووجه المواطن الموجود أمامها ببصماته وبياناته الحقيقية المسجلة فى قاعدة بيانات الأحوال المدنية.
وتطرق إلى تعميم التجربة، قائلًا إن قطاع الأحوال المدنية يعمل على توفير منافذ إلكترونية وماكينات السجل المدنى الذكية داخل الأماكن العامة والمولات الكبرى، بهدف إتاحة خدمة استخراج جميع وثائق الأحوال المدنية على مدار اليوم.
واختتم بأن هذه الخدمة الجديدة حصلت على إشادات واسعة فور إطلاقها، من قبل المواطنين المقبلين على مبنى مصلحة الأحوال المدنية، كما أنها تفتح مجالًا لنشر فكرة المنافذ المميكنة التى يمكنها التحقق من هوية المواطنين بشكل موثوق، فى العديد من قطاعات الدولة.
خبير تكنولوجيا معلومات: تُسهل الحصول على شهادات «الميلاد والوفاة والزواج والطلاق»
قال أحد خبراء تكنولوجيا المعلومات بمبنى الأحوال المدنية إن المستخدم يستطيع أن يتعامل مع الجهاز من خلال التفاعل المباشر مع الشاشة التلامسية الملحقة بالماكينة، وتكون أولى الخطوات هى الضغط على خانة «ابدأ»، ثم يقوم بإدخال الرقم القومى الخاص به، ورقم هاتفه الشخصى.
وأضاف: «تطلب الماكينة بعد ذلك الضغط على مكان بصمة الإصبع، وهو ما يستغرق ثوانى معدودة للتحقق من هوية المستخدم بعد مطابقة البصمة عبر الجهاز المرفق بكل ماكينة، أو مطابقة صورة الوجه عبر الكاميرا الموجودة أعلى الجهاز، وفى حالة التحقق بنجاح تعرض عليه الوثائق المتاح طباعتها على الفور». وواصل: «خدمة التحقق الرقمى باستخدام العلامات البايومترية عن طريق بصمات الإصبع والوجه لم يتم استخدامها من قبل فى أى قطاعات مصرية، وتُعد هذه الخطوة طفرة كبيرة فى مواكبة العصر التكنولوجى، وستفتح المجال للشركات والمؤسسات الكبرى فى تفعيل خدماتها للمواطنين بالخاصية نفسها، والسير على خطوات صحيحة نحو ميكنة القطاعات والتحول الرقمى».
وتابع: «بعد اختيار المستخدم الوثيقة المراد طباعتها فإنه يدفع تكلفتها نقدًا عبر إدخال النقود فى جهاز الدفع النقدى، وجميع الشهادات المرفقة بها تُصدر بمبلغ قدره ٥٠ جنيهًا، وبعد الانتهاء من مرحلة الدفع، تطبع الماكينة الشهادة الرسمية، مرفقة بإيصال بكل تفاصيل العملية».
واستكمل: «الماكينة حاليًا تطبع وثيقة قيد الميلاد للمستخدم أو لأى من أقرباء الدرجة الأولى، وكذلك وثيقة الوفاة، أما وثائق الزواج والطلاق فتستخرج للمستخدم فقط وليس للأقرباء، وفى حالة حدوث أى عطل فى الماكينة يتدخل أحد الفنيين الموجودين بجانبها طوال الوقت، ويعمل على حل المشكلة».
كريم غالى: انتهت مشكلة الوقوف فى الطابور لساعات
استطاع الشاب كريم غالى أن يستخرج شهادة ميلاد أخيه بعد أن تحققت الماكينة من هويته، وتأكدت أيضًا من صلة القرابة بأخيه، ثم دفع المبلغ المطلوب، واستلم الإيصال والشهادة.
وأعرب «غالى» عن سعادته بالخطوة التكنولوجية الجديدة التى أطلقتها وزارة الداخلية، مرجعًا الفضل فى ذلك إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لا يكل ولا يمل من تحقيق الإنجازات.
وعبّر عن أمله فى تعميم الخدمة داخل جميع أرجاء مصر، كونها غير معقدة فى التعامل وسريعة بشكل كبير.
وقال: «كنت أشعر بالضيق حين أضطر للقدوم إلى السجل المدنى من أجل استخراج الوثائق الرسمية، وأحمل همّ الوقوف فى الطابور لساعات بسبب زحام المواطنين على استخراج أوراقهم، لكن بعد استخدامى الماكينة الرقمية سأستطيع استخراج جميع الشهادات الخاصة بأسرتى دون أن يضطروا للنزول معى».
ليلى: حصلت على وثيقة زواجى فى مدة زمنية قياسية
«ليلى» كانت إحدى المستخدمات لماكينة السجل المدنى الذكية، رغم أنها لم تكن تعرفها فى البداية، فقد جاءت إلى مبنى الأحوال المدنية من أجل استخراج وثيقة زواجها بالطريقة المعتادة، لكن بمجرد دخولها المبنى شاهدت مواطنين يستخدمون الجهاز وينجزون أوراقهم فى وقت سريع، لذا قررت أن تخوض التجربة بنفسها.
ولم يستغرق الأمر مع «ليلى» سوى دقيقتين فقط لتستخرج وثيقة زواجها بسهولة تامة بعد أن كتبت رقمها القومى ورقم هاتفها، ثم تحققت الماكينة من هويتها وأخرجت لها الشهادة فور دفعها ٥٠ جنيهًا.
وعبّرت «ليلى» عن سعادتها باستخدام هذه الخاصية، قائلة: «هذه الماكينة تُعد طفرة تكنولوجية لم نرها من قبل إلا فى الدول الأوروبية المتقدمة، وفوجئت بتوافرها فى مصر، ولم أصدق حين رأيتها تتعرف على هويتى من خلال بصمة الإصبع، وكانت التجربة ممتعة للغاية وسهلة أيضًا مقارنة بالطرق التقليدية لاستخراج الوثائق الرسمية».
محمد عيد: نعيش الآن أفضل أوقات التطور التكنولوجى
أعرب محمد عيد، أحد المواطنين، عن فخره بالتطور التكنولوجى الذى وصلت إليه مصر، وقال: «أتمنى توفير جميع خدمات الأحوال المدنية بذات الطريقة».
وذكر «عيد» أنه تم تطوير الماكينات الذكية لتُسهل على المواطنين استخراج الشهادات الرسمية فور وقوفهم أمامها وإدخال بياناتهم الشخصية ثم التعرف على الهوية باستخدام بصمة الإصبع والوجه، بالإضافة لتوفير إمكانية استخراج شهادات الأقارب من الدرجة الأولى.
وأعرب عن سعادته بإطلاق الخدمة التكنولوجية فى مصر، لافتًا إلى أنها ساعدته على استخراج وثائقه الخاصة فى وقت وجيز للغاية، مشيدًا بدور الرئيس السيسى فى تطوير البلاد وتحقيق هذه الطفرة.