دخل موسوعة جينيس و«قراصية» عبدالوهاب.. أسرار لا تعرفها عن الراحل صباح فخري
رحل عن عالمنا، صباح اليوم، المطرب صباح فخري، وربما لا يعلم البعض أنه قد أتم حفظ القرآن الكريم وعمره لم يتجاوز الـ10 سنوات، كما تعلم الغناء عن طريق جلسات والدته، إذ كانت تعقدها مع صديقاتها، ولعل أول موال يغنيه كان «غرد يا بلبل وسلّ الناس بتغريدك» عام 1946.
«الدستور» التقت محمود العطار، المؤرخ الموسيقي، قائلا: «ورثت حب صباح فخري من جدي وقد كان إمام مسجد ولم يكن متعلقا بأحد قدر تعلقه بصباح فخري، فكنا نجلس ونستمع لصباح وأنا طفل، ونشأت على محبته، وظللت عاما وراء عام انتظر أن يأتي صباح فخري للقاهرة، إلى أن سمعت باصابته بجلطة في المخ وعدم قدرته على الكلام وكان ذلك عام 2013».
يكمل العطار: «بالصدفة البحتة كانت لي صديقة تعرف محبتي لفخري وعلمت أن الدكتورة إيناس عبد الدايم والتي كانت مديرة لدار الأوبرا في ذلك الوقت تنظم احتفالية لصالون خاص لصباح فخري في دار الأوبرا بالقاهرة، وحضر الاحتفالية كبار الفنانين والمطربين مثل عازف العود العراقي نصير شمة، وفي هذا اليوم غنى ابنه أنس فخري و«صباح» كان قد بدا الكلام وتحدث عن ذكرياته وطفولته.
وتابع: «في ذلك اليوم حكى صباح فخري قصة عجيبة، وهي أنه بعد أشهر قليلة من ولادته كانت أمه تفاجأ ببكاؤه كثيرا، فراحت تراقب الولد، ورأت واحدا من أفراد العائلة يقرصه في كل مرة فيبكي الولد، فسألته فقال لها: «والله العظيم بكاؤه يطربني».
قراصية «عبد الوهاب»
وتحدث «العطار» عن موقف آخر، قائلا: «كان صباح فخري صديقا مقربا لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وكان عبد الوهاب يستقبله حين يأتي للقاهرة، وكان صباح فخري يستقبل عبد الوهاب في سوريا، وكانت هناك أغنية شهيرة لصباح فخري اسمها «القراصية»، وفي مرة كان فيها صباح فخري ضيفًا على مهرجان القاهرة للموسيقى العربية فقابل عبد الوهاب فسأله الاخير عن القراصية، فقال له صباح: «هذه لا يمكن سماعها ولكن لابد لك أن تتذوقها، وبالفعل حين ذهب عبد الوهاب إلى سوريا أحضر له صباح فخري قفصا من هذه الفاكهة».
ظل محتفظا بأصول الطرب
يواصل العطار: «لم يجدد صباح فخري في الأغنية وظل محتفظا بأصول الطرب وأصول الأغنية العربية إلى آخر يوم في حياته، وظل رافضا لوجود آلة غربية في أغانيه، صباح كانوا قد نصحوه في وقت شبابه أن يتوجه إلى القاهرةـ، حيث المجد والشهرة كما كان الحال في ذلك الوقت، لكنه رفض وأصبح من القلائل الذين اشتهروا في نطاق بلادهم وعرفوا في القاهرة بفنهم ولم تكن القاهرة هي نقطة انطلاقهم، تماما مثل وديع الصافي وفيروز».
اعتزل الغناء
واستطرد: «صباح بعد تخرجه من معهد الموسيقى العربية بدمشق عام 1948، بلغ وتحشرج واخشوشن، فصباح بدأ يشعر أنه يغني وكأن صوتا غيره يخرج منه واعتزل الغناء على إثر هذه الحالة وعمل مدرسا لفترة في ريف حلب، إلى أن كبر ونضج صوته ورجع ليتألق ويصنع أسطورة صباح فخري».
دخل موسوعة جينيس
وتابع العطار: «صباح فخري الوحيد الذي دخل موسوعة جينس بالغناء المتواصل في حفل كاراكس بفنزويلا عام 1968 وغنى لمدة عشر ساعات متواصلة لا تنقطع، وأصبح مسجلا في الموسوعة كأكبر مطرب غنى لساعات متواصلة».
حرقت إسرائيل اسطواناته
واختتم المؤرخ الموسيقي تصريحاته قائلا: «صباح فخري أحرقت إسرائيل اسطواناته بعد غنائه أغنية بعنوان «حي على الجهاد» عام 1967، على إثر نكسة 67، متوجها بها للشعوب العربية، ولم تكن إسرائيل تحب أي أغنيات تحث على الجهاد، لأنه يعني محاربتها، حتى أحرقت جميع اسطواناته».