فى ذكرى «حادث المنشية».. ماذا قال نجيب محفوظ عن الجماعة الإرهابية؟
فى مثل هذا اليوم؛ التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1954، قام الرئيس المصري جمال عبدالناصر بحل جماعة الإخوان المسلمين إثر محاولة اغتيال فاشلة استهدفته فيما يعرف باسم حادث المنشية، تلك الحادثة التي أثارت غضب العديد من المبدعين وأهل الكتابة، وأبرزهم أديب نوبل الأديب الراحل نجيب محفوظ، والذى لم يتراجع عن الحديث عن تلك الحادثة فى حواره مع الكاتب الصحفي والناقد الراحل رجاء النقاش في كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" .
قال نجيب محفوظ: "إنه عندما جرت محاولة اغتيال عبدالناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية سنة 1954، لم أتعاطف مع الإخوان، إننى أعترض عليهم ولا أستبعد أبدًا أن يكونوا هم بالفعل وراء محاولة اغتيال عبدالناصر، فتاريخهم في العنف راسخ ومعروف، كذلك لم أكن مرتاحًا للإجراء الذى اتخذه عبدالناصر بتصفية كل الأحزاب السياسية بعد نجاح الثورة واستثنائه للإخوان المسلمين من هذه التصفية، ولكنه عندما قام بتصفيتهم عقب حادث المنشية شعرت بالارتياح".
ذكرت صحيفة الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 2 نوفمبر 1954 أنه بعد مرور أسبوع على الحادثة أن عامل بناء صعيدي يُدعى "خديوي آدم" وجد المُسدّس الذي حاول به محمود عبداللطيف اغتيال جمال عبدالناصر بـ ميدان المنشية، فسافر من الإسكندرية إلى القاهرة "سيرًا على قدميه" ليُسلم المُسدّس بنفسه إلى الرئيس جمال عبدالناصر بعد أسبوع من المشي على الأقدام.
جدير بالذكر أنه صدر هذا الكتاب فى الذكرى العاشرة لحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، وقد استغرق إعداده نحو 7 سنوات، فقد أجرى الناقد والكاتب الكبير رجاء النقاش حوارات مع نجيب محفوظ استمرت 18 شهرًا سجل خلالها نحو 50 ساعة، تلقى فى مجموعها الضوء على ما لم يكن معروفًا عن حياته ومسيرته، وتفصح عن حقيقة أفكاره وآرائه ومواقفه ومآزقه.
إن هذا الكتاب هو فى الواقع صورة بانورامية لتطور الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية فى مصر فى نحو ثلاثة أرباع القرن من خلال معايشة الأديب الكبير لها وتفاعله معها.