«سوزان» تترك الهندسة من أجل العمل بالطين والنحت (صور)
يعيش بعض الأشخاص ما بين الموهبة وحلم تنميتها والأمر الواقع، منهم من يستسلم، ومنهم من يواجه ويتحدى، ذلك ما أقدمت عليه سوزان ماهر صاحبة الـ٢٩ عامًا.
بالرغم من دراستها بكلية الأداب قسم الجغرافية، وحصولها على فرصة عمل بأكبر شركات المقاولات إلا أنها تحدت والدتها وشكل الحياة الطبيعية، وقامت باللجوء لورش التدريب لتنمية موهبتها في فن الرسم و الزخف، وقال أثناء حديثها لـ"الدستور"، إنها قطعت مسافة من الإسكندرية للقاهرة لتنمية ما تملكه من موهبة فنية خاصة وشغف.
تعرضت «سوزان» للاكتئاب لمدة عام بعد عدم قدرتها على الدراسة بكلية الفنون الجميلة، ولكنها واجهت ذلك من خلال إصرارها على الانتهاء من دراستها والبدأ في الحصول على الدورات التدريبية، وكذلك حضور أنشطة اتحاد الطلبة، وحصلت على العديد من الدورات في الفنون بكل أشكاله.
وقالت إنها ذهبت للعديد من الورش بالمدارس الحرفية، حتى وصلت لإتقان حرفة بعد تعرضها للعديد من الصعوبات بالحياة، وكذلك تعرضها للمسئوليات بعد زواجها وإنجابها، وانتقلت للعيش بالقاهرة، حيث أنها تتمتع بالعديد من المناطق التي تنمى هذه المهن، واستطاعت الحصول على فرصة تعلم حرفة الخزف والفخار بعد تجولها بمناطق الحسين والمعز، وتعلمت بمركز الحرف بالفسطاط الكثير بالفنون التراثية الإسلامية، وذهبت للدراسة بمنحة لأنجلترا.
وأضافت: "لقيت نفسي في الطين والخزف، وقدرت أجيب دولاب فخار لنفسي"، وقالت إنها استطاعت أن تتقن تلك الحرفة التي يصعب على الكثير تعلمها في سن صغير"، وأكدت أنها تحدت الواقع بتعلمها، وكانت قادرة على إبهار وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم.
تحلم «سوزان» أن يكون لديها مكان خاص بإمكانيات كاملة تساعدها في زيادة إنتاجها، وأن يكون لديها معرض تعرض من خلاله أعمالها لتستطيع أن تحبب المثير في فن الخزف وتتعرف عليه، إضافة إلى حلمها بأن تكثر الدولة من المعارض، وعلقت: «على المستثمرين والفناننين أن ينظروا للحرف اليدوية في مصر ويشجعوها عشان دي حاجة ممكن تقوي الدخل القومي لمصر كلها؛ لأن الحرفيين في مصر بأعداد مهولة».
ونصحت بضرورة السعي للذين يجيدون أنفسهم لديهم موهبة ما، ويجب الاجتهاد والمذاكرة، وعدم اليأس، ومواجهة الأمور بتحدي.