مؤشرات الإصابة تنخفض.. الكشف المبكرعن التقزم والسمنة بين تلاميذ المدارس تواصل تحقيق أهدافها
في إطار حرصها على صحة المواطنين، والارتقاء بالخدمات الطبية المقدمة لهم، تطلق الدولة عددا من المبادرات، ومؤخرًا اعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، استئناف العمل بالمبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن أمراض (الأنيميا والسمنة والتقزم) لدى تلاميذ المدارس بالمرحلة الابتدائية،بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، والتي ساهمت بشكل كبير في علاج كثير من الحالات، مع وضع الآليات الازمة لتحسين وضع المريض، والذى بدوره ساهم في انخفاض مؤشرات أمراض سوء التغذية.
"الدستور" تستعرض رأى عدد من أولياء الأمور الذين خضع أبنائهم للكشف المبكر لأمراض(الأنيميا، السمنة، التقزم)، وكيف ساهمت في علاجهم بشكل يضمن التعافي.
وقال والد التلميذ نورالدين أحد المستفيدين من المبادرة، بمحافظة الدقهلية، للدستور إن مبادرة الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة خطوة مهمة ،ستشكل تغير كبير في حياة التلاميذ، من خلال العمل على اكتشاف الإصابات بشكل مبكر ومحاولة علاجها في أسرع وقت ومن ثم تفادي كافة المشاكل التى يمكن أن تقع في المستقبل.
وتابع،: ابنه "نورالدين" بالصف السادس الإبتدائي، حالفه الحظ ليكون أحد المستفيدين من هذه المبادرة، وقد خضع للكشف المبكر منذ بدء العام الدراسي الحالي، من خلال أخذ عينات لقياس نسبة الهيموجلوبين فى الدم وقياس الطول ووزنه ومؤشر كتلة الجسم، وتبين أن معدل الأنيميا منخفض، ويلزم المتابعة .
وأستكمل: المبادرة وفرت له علاجًا مجانًا، بعد تحويله إلي أحد عيادات التأمين الصحي ،وهو حاليا يتلقى العلاج بشكل منتظم، مشيرًا إلي أنه يستوجب تذليل العقبات أمام تنفيذ المبادرة مع إتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا، حتي يصل الدعم اللازم للمستحقين ومن ثم تحقق المبادرة هدفها المنشود.
"اكتشفت بالصدفة أن ابني مصاب بالالتهاب السحائي"، بهذه الكلمات بدأت “شيماء”،والدة مصطفي محمد، أحد المستفيدين من المبادرة، حديثها للدستور، موضحة ان ابنها بالصف الأول الإبتدائي، بإحدي مدارس بني سويف، خضع مؤخرًا للكشف المبكر التابع لمبادرة 100 مليون الصحة، لرصد أيه حالات تعاني من أمراض سوء التغذية.
وأضافت أنه تم إجراء عمليات المسح الطبي له ولكل زملائه بالمدرسة، من خلال أخذ عينات دم وقياس الوزن، والطول، مع وضع الآليات اللازمة لتحسين صحة الطلاب، وبعد اكتشاف إصابة ابنها بمرض الالتهاب السحائي، تم تحويله على الفور لإحدى عيادات التأمين الصحي، للاستكمال الفحص وتلقي العلاج الازم وهو حاليا في تحسن كبير.
وتستكمل: كان ابنى يعاني من الغثيان والحساسية ،واعتقدت في بداية الأمر أنها أعراض عادية ولا يلزم الكشف، ولكن بفضل الجهود التى تبذلها وزارة الصحة تم اكتشاف المرض في الوقت الازم وبأخذ العلاج الازم من المضادات الحيوية يساعد على ضمان التعافي وتقليل خطر الإصابة بالمضاعفات مثل ورم في المخ أو حدوث النوبات.
وتختتم حديثها لـ"الدستور" إن أمراض السمنة والتقزم والانيميا لها تأثير بالغ على صحة التلميذ وتعد بمثابة عائق امام تحصيله الدراسي، وبتلك المبادرة سيحقق تغير جذري في إزالة كثير من العقبات التي تواحه الطلاب، لما تقوم به من علاج الأمراض بشكل بسيط فى حالة اكتشافها مبكرا.
من جانبها، أكدت الدكتورة إيمان زاهر، متخصصة تغذية علاجية وسمنة، لـ"الدستور" أن الكشف المبكر عن أمراض السمنة والأنيميا وقصر القامة لدي تلاميذ الإبتدائي، أهم المبادرات الرئاسية التى تم إطلاقها، وتسهم في التدخل العلاجي السريع للأمراض وتجنب حدوث مضاعفات.
وتوضح أن العلاج المخصص لهذه الأمراض مكلف للغاية ومع ذلك توفر المبادرة العلاج بشكل مجاني داخل عيادات التأمين، لاستكمال الفحص ويتم اتخاذ اللازم وبشكل دقيق عند اخذ عينات الدم، مع مراعاة الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
وتختتم : المبادرة تعكس حرص الدولة على صحة أبناءها، مشيرة إلى أن إجازةالصيف تم فيها العمل على الأطفال المسجلين ضمن مرضى الأنيميا أوالتقزم،كما تم التواصل بشكل فورى مع أولياءالأمور، لاستدعاء الأطفال لاستكمال الفوحصات فضلًا عن متابعة الحالة حتي تتماثل للشفاء.
احصائيات
من خلال المبادرة، تم الكشف على الطلاب وتحسين مؤشرات الأنيميا، فقد كانت نسبة الإصابة لتلاميذ المدارس تصل إلى أكثر من 42% في عام 2019، واليوم تصل إلي 24%، وهذه يعد إنجاز استثنائي.
مؤشرات مرضى السمنة مازالت عند مستوى 13%.
وحول مرضى التقزم، فهو يتطلب نظرة كبيرة، ليس فقط لمنظومة التغذية عند الأطفال، ولكن لمنظومة النشاط لأن معظم قصار القامة نتيجة ضعف تغذية وليس نتيجة جينات.