لماذا أخفى الله الشيطان عن البشر؟ الشيخ الشعراوي يجيب
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي، أحد أهم المفسرين للقرآن الكريم، إن الله سبحانه وتعالى إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم" والمقصود بقبيل وقبيلة هنا تدل على جماعة أقلها 3 من أجناس مختلفة، أو جماعة ينتسبون لأب وأم واحدة، لكن المراد هنا هو وقبيله، فقد اختلف العلماء فيها، فقال قوم إنهم جنود الشيطان وذريته.
أضاف الشعراوى: "لأن البشر نراهم والقبيل به المراد به الذرية، وعدم رؤيتهم يعد هذا تغليظ لشدة الحذر والتنبه، لأن العدو الذي تراه تستطيع أن تدفع ضرره وشره، لكن العدو الذي لا تراه لا تستطيع دفع ضرره، كيده أشد، تنبهوا إلى مداخل الشيطان، لأنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم.
وتابع الشعراوي "هنا وقف العلماء وقفة في أنه يرانا ولا نراه، وعللوا بذلك أننا مخلقون من طين وهى كثيفة، وهم مخلقون من نار وهى خفيفة ، فالشفيف يستطيع أن ينفعل للكثيف ولا يحدث العكس، والشيطان لا يرى، وهو مخلوق من نار، والملائكة من نور، والشياطين من نار.
وأما الملاك فقد تمثل ببشر، لكننا رأيناه على هيئة بشر، عندما جاء إلى الرسول ليعلمه أمور الدين وثبت أن رسول الله قال إن الشيطان عرض لى ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن الرسول (ص) قال:"إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي الصلاة، وإن الله أمكنني منه فذَعتُّه (خنقته) فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم، ثم ذكرت قول أخي سليمان: (رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) فرده الله خاسئا"ً، واستحيا النبي من دعوة سيدنا سليمان حتى لا يسخر له الجن.
وأكد أن الجن لو تصور بصورة الأشخاص لمنع الوثوق من معرفة الأشخاص، والوثوق منهم أمر ضروري لأمر المجتمع، فنحن نعطف على الأبناء لأننا نعرف أنهم أبنائنا، فلا يمكن أن يتمثل في هيئة البشر، وأعداء الشيطان هم العلماء، فربما لو ظهر سوف يقول أقولا على لسانهم والناس لا يعرفونهم.