شبكة إسطنبول.. كيف جنّد الموساد عملاء عرب داخل تركيا؟ وما مهامهم؟
نفى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست رام بن باراك أمس السبت أن العملاء الذين تم اعتقالهم في تركيا قبل أسبوع يعلمون لصالح الموساد، وذلك بعد أن ذكرت وسائل إعلام تركية، أن السلطات التركية ألقت القبض على 15 شخصا يُزعم أنهم تجسسوا لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد".
كانت صحيفة "صباح" التركية قد نشرت أن حوالي 200 ضابط مخابرات شارك في الجهود لتحديد مكان الجواسيس، وفقا للتقرير، تم تنفيذ الاعتقالات في 7 أكتوبر الماضي في أعقاب عملية لجهاز الاستخبارات الوطنية التركية استمرت مدة عام.
تحركات في كرواتيا وسويسرا وكينيا
كشفت التقارير التركية معلومات عن تحركات العملاء التي زعمت أنهم يعملون لصالح الموساد، وأوردت أنهم من أصل عربي، عملوا في مجموعات من ثلاثة أفراد. والتقى البعض منهم مع عملاء للموساد في كرواتيا وسويسرا، حيث تم تبادل المعلومات، وزعمت التقارير أنهم تلقوا أوامر في العاصمة الرومانية بوخارست ونيروبي في كينيا.
أفادت التقارير بأن المشتبهين قدموا للموساد معلومات عن الطلاب الذين يدرسون في البلاد، بعضهم مواطنون أتراك وآخرون أجانب، من بينهم فلسطينيون، وزعمت الصحيفة أن الأهداف الرئيسية لعملية التجسس كانت متابعة الفلسطينيين في تركيا، والمنشآت التي استضافتهم، كما تم الكشف عن كيفية دفع أجور العملاء، والتي شملت مدفوعات بالعملات المشفرة وتحويلات مالية من متاجر مجوهرات ومحلات صرافة.
لقاءات غامضة مع مسؤولي الموساد
قال أحد العملاء لصحيفة الصباح التركية: التقيت وجها لوجه مع مسؤول في الموساد. لقد علمني تشفير الملفات على الكمبيوتر المحمول".
قال العميل، الذي لديه شركة تقدم خدمات استشارية للطلاب القادمين من الخارج إلى اسطنبول، للصحيفة إنه كُلف من قبل الموساد بمراقبة الفلسطينيين في تركيا. وأضاف أنه في البداية اتصل به رجل ادعى أنه يمثل شخصاً عربيا مقيما في ألمانيا كان معنيا بالدراسة في تركيا.
بداية تم إرسال مئات اليوروهات إلى العميل لتقديم معلومات حول كيفية دخول الطلاب الفلسطينيين إلى الجامعات التركية ونوع الدعم الذي يتلقونه من السلطات التركية. كما أدعى لاحقا أنه قدم للعميل تفاصيل عن منظمة فلسطينية غير حكومية تعمل في تركيا.
قال العميل للصحيفة إنه تلقى حوالي 10,000 دولار مقابل تقديم معلومات على مدى ثلاث سنوات؛ تم إرسال بعض الأموال عبر "ويسترن يونيون"، وبعضها تم تسليمه في أحد أسواق اسطنبول من خلال إظهار هويته وإيصال.
خلال هذا الوقت تم إحضاره إلى سويسرا للقاء رجلين من مسؤولي الموساد، قدما نفسيهما أنهما من منظمة تسمى "مركز توجيه الطلاب الأوروبي".
وقال إنه خلال زيارته الثانية إلى زيوريخ، التقى بالرجلين مرة أخرى وبرجل آخر يُدعى "جون". بعد أن أصبح متشككا وسألهم عما إذا كانوا وكلاء استخبارات، قالوا له إنه يعملون في "منظمة شبيهة بالاستخبارات من واجبها إجراء أبحاث لمؤسسات الاتحاد الأوروبي". ولم يتضح متى توصل إلى استنتاج أنه تم تجنيده من قبل الموساد.
دوافع منطقية
رغم نفي الجانب الإسرائيلي – وهو أمر معتاد من قبل الموساد - إلا أن ما تم الكشف عنه يتسق تماماً مع نمط عمل الموساد الإسرائيلي، من حيث شكل التجنيد وطريقة التدريب وتلقي الأوامر والتخفي في منظمة أوروبية.
من ناحية الدوافع، فإن ما ورد يتفق أيضاً مع القلق الإسرائيلي من تواجد عناصر حركة حماس في تركيا، والاهتمام الإسرائيلي بجمع معلومات عنهم، وكان قد زعم تقرير العام الماضي أن حركة حماس الفلسطينية كانت تدير سرا منشأة في تركيا حيث نفذت هجمات إلكترونية وعمليات استخبارات مضادة ضد إسرائيل.