رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منى العساسي: «جبل التيه» رواية المزاوجة بين الديستوبيا والفانتازيا

منى العساسي
منى العساسي

تستضيف ورشة الزيتون الكاتبة الروائية منى العساسي لمناقشة روايتها «جبل التيه» الصادرة عن دار الأدهم  للنشر والتوزيع، ويناقشها الكاتب الروائي محمد إبراهيم طه والشاعر والناقد حسن طلب، والناقدة الأكاديمية فاطمة الصعيدي، في الساعة السابعة مساء الإثنين الموافق 1 نوفمبر 2021.

وقالت الروائية منى العساسي عن رواية «جبل التيه» إن الأسطورة المحلية الغريق، والأسطورة الدينية القديمة ليليث «رمز الشر» هما حجرا أساس في بناء النص الذي بكامله من مخيلتها وزاوجت فيه بين الحقيقة والخيال لإقامة علاقات اجتماعية إنسانية ونظم وبناء يوتوبيا منشودة في مواجهة دستوبيا الواقع المأساوي المتمثل في سيطرة الخرافات والفقر المدقع في النموذج القديم لقرية الغريق والمتمثل في الوضع المأساوي للعالم الحديث الممثل في خالد وعلاقته بمريم وأسرته وقريته بكل ارتباكات اللحظة الراهنة ومشكلاتها وقضاياها.

وتابعت: «ينتهي بنا كل ذلك البناء داخل عقل امينة الممرضة الحبيسة في أحد غرف مستشفيات الأمراض النفسية على ذمة جريمة قتل متسلسل تعاني من حالة اضطراب نفسي خطير نتيجة للأزمة فقدها لزوجها وأولادها في ترعة الغريق».

ولفتت إلى أن النص يأتي سلسلة متصلة من الاستدعاءات الخيالية اللاواعية لأسطورة الغريق الميراث الميثولجي لبيئة النص والمتمحور حول مكان الحادث الذي فقدت فيه أمينة أسرتها، مما جعلها تخلقت عالم «جيل التيه» كميكانزم دفاع ونوع من المقاومة الفرضية لحالة التدمير النفسي التي تسبب بها الفقد.

وأشارت إلى أن أمينة الممرضة التي عجزت عن حماية أولادها من الموت قد تقمصت أمينة جديدة داخل عالم جبل التيه، فظهرت لنا أمينة الأم القوية الحامية رمانة الميزان التي تقاتل بضراوة لأجل حماية أبناءها، وإسماعيل الابن الأصغر هو قائد جيشها الذي منحه خيالها قوة استثنائية هائله وقاد الجبل في معركته ضد ليليث، أما عن خالد طبيبها ومريم ممرضتها مثلا في عقلها قوة العلم والتكنولوجيا التي استعانت بهما لمواجهة الشر.

وخلال هذه الاستدعاءات تظهر بعض النقلات الزمكانية بين الواقع والمتخيل من خلال شخصية خالد  ملامسة  عدد من مشكلات اللحظه تتدرج في مستويات عدة بين الوضوح والغموض وتتوزع بين الواقع والمتخيل، في استعرض لمدي قدرة العقل البشري على خلق عوالمه الخاصة وحيله الدفاعية لمواجهة عنف وقسوة الواقع.

من أجواء الرواية 
«أخذته أزقة الذاكرة إلى القرية التي ترك فيها أسرته؛ أبويه وأخواته الثلاث ومريم.. ضعفه وعجزه.. تلك الفتاة التي تمثل علامة الاستفهام الكبرى في حياته، ولا تكف عن صلبه بعينيها كلما حاول الهروب منها، فهو فقير للدرجة التي سيحتاج فيها لأكثر من عشر سنوات قادمة من حياته ليستطيع الزواج بها، كيف يقنعها ويقنع قلبه المتعلق بأنهما لا يصلحان لبعضهما، بأن أنوثتها المتفجرة أمامه الآن في عشرينات عمرها لن تتحمل الصبر عليه حتى يستطيع الزواج بها؟! وإن صبرت هي، هل كان أبواها ليصمدان أمام عشرات الخطاب المتهافتين للفوز بها وأختين أخريين لا يفصلهما عنها سوى سنة أو سنتين وبحاجة للزواج أيضًا؟!

تساءل منفطر القلب عن حال أهله الذين كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر ليعطيهم الألفي جنيه - قيمة المبلغ الذي استطاع بالكاد جمعه بعد شهر كامل من العمل ومن التقتير على نفسه، كيف سيدفع أهله وصل الكهرباء المتراكم الذي أصبحت قيمته تعادل ربع الراتب تقريبًا؟! وحذاء سمية أخته الصغرى الجديد الذي اشتراه لها من شوارع وسط البلد، بعدما بكت له ذات مكالمة شاكية ضيق حذائها، والذي سكن حقيبته التي لا يعلم أين فقدها منذ ابتلعته الفجوة، كيف سيدفع أبوه مصاريف دروس أخته طالبة الثانوية التي تحاول على استحياء أن تبلغه بأنها بحاجة لدرس آخر بمادة الفيزياء؟ وكيف سيسدد الخمسمئة جنيه -دين الأستاذ شوقي الذي كان موعده هذا الشهر؟ وأمه! كيف سيكون حالها الآن؟! بالتأكيد سينفطر قلبها خوفًا عليه!".

يذكر أن منى العساسي كاتبة وروائية  قدمت 3 روايات وهم: رواية "نقش على خاصرة الياسمين" ورواية "ليالي الهدنة" ورواية "جبل التيه".