مجمع الخدمات المتكاملة.. نقلة نوعية لخدمة مواطني الأرياف
تواصل الدولة، ممثلة فى عدد من الوزارات المعنية، العمل على تنفيذ مشروعات البرنامج القومى لتنمية وتطوير الريف المصرى (المرحلة الجديدة لمبادرة حياة كريمة)، وهى المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسى مطلع 2019 لتحسين معيشة الأسر الأكثر احتياجا.
وسعت المبادرة إلى توفير كل ما يحتاجه الأهالي في قرى الجمهورية، ليس من منازل آمنة فقط ووصلات مياه شرب نظيفة، بل سعت أن تكون كل قرية أو وحدة محلية قائمة بذاتها من خلال توفير مكاتب للخدمات الحكومية لخدمة المواطنين بشكل سهل وميسر بدلاً من الانتقال بين القرى والمراكز لاستخراج اوراقهم التي يحتاجونها وبذل الكثير من الجهد والوقت والمال.
وفي تصريح لوزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوي، قال إن مجمعات الخدمات الحكومية التي تعد أحد أهم مشروعات التنمية المحلية بالمبادرة الرئاسية، وستمثل نقلة نوعية غير مسبوقة في مستوى الخدمات الإجرائية التي ستقدم لمواطني الريف المصري، مضيفًا أن تلك المجمعات تعد بمثابة وحدات مصغرة ترتبط بالحكومة المركزية التي تستعد للانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة والمؤسسات الحكومية على مستوى عواصم المحافظات والمراكز.
ويرى صبري الجندي، المستشار السابق لوزير التنمية المحلية أن هذه المجمعات الخدمية تساعد في توفير الوقت والجهد على سكان القرى فبدلاً من المجهود البدني الذي كان يتم بذله للانتقال من القرية إلى المركز الرئيسي المجاور لهم أو المدينة، وكذلك المجهود المادي للمواصلات التي يستقلها ذهابًا وإيابًا كل هذا سيتوفر له ويصبح في مكان قريب منه لن يحتاج إلى تخصيص يوم كامل له والاعتذار عن العمل فيه.
أوضح الجندي، لـ"الدستور"، أن هذه المجمعات الخدمية ستضم جميع الخدمات التي يحتاجها المواطن في القرية في مكان واحد سواء كانت سجل مدني أو مكتب تموين أو مكتب صحة ومكتب شؤون اجتماعية ومكتب بريد والعديد من الخدمات الأخرى، أصبحت هذه الخدمات متاحة وبسهولة في مكان واحد دون أن يكون عناء الوصول إليها في اماكن متفرقة.
أضاف أن المواطن يمكنه أن يؤدي أكثر من خدمة في وقت واحد لأن جميع الخدمات متاحة في مبنى واحد يساعد ذلك في توفير الوقت والجهد والاموال.
وأكد أن مجمع الخدمات المبني حديث يوفر التكنولوجيا الحديثة لتقديم الخدمة للمواطن بحيث يدخل التحول الرقمي في تنفيذ احتياجات المواطنين بشكل سريع وميسر ولا يتم الاعتماد على الورق كالسابق: "لن تكون هناك الجملة المعتادة فوت علينا بكرة".
أشار المستشار السابق لوزير التنمية المحلية إلى أن التحول الرقمي الذي سيكون متوافرًا في هذه المجمعات يساعد في انتهاء عصر تكاسل وتباطئ الموظفين في استخراج الخدمة وتقديمها للمواطن.
ومن قرية السمطا بحري، إحدى قرى مركز دشنا بقنا يحكي عمدة القرية محمد الأمين، لـ"الدستور"، قائلاً إن حياة كريمة كان لها الدور الأكبر في تغيير ملامح القرية التي طغى عليها الفقر فإحنا تحت تحت خط الفقر" إلى أن جاءت المبادرة التي وجه بها الرئيس السيسي لتحدث فيها طفرة غير مسبوقة من التقدم والازدهار لم يك لتشهده خلال عقود مضت.
أوضح الأمين أن المبادرة ساعدت في بناء مقر للخدمات الحكومية والذي لم يك متاح في القرية، فكان أقرب مكتب للخدمة الحكومية لأهل القرية موجود في المركز الذي يبعد عنهم ما يقرب من 20 كيلو متر: "طبعًا وفر على أهل القرية وقت وجهد مفيش حد مبيحتاجش يطلع بطاقة أو يستخرج أي ورقة لنفسه أو لأهله أو لتعليم عياله وكان هناك صعوبة في استخراج هذه الأوراق وتستغرق وقت وجهد يوم كامل يضطر صاحب الحاجة أن يتغيب عن عمله ليقضي مصلحته".
أضاف أنه بالفعل تم بناء مكتب الخدمات الحكومية الذي طلبت من المسؤلين عن المباردة أن يكون به مكتب للشهر العقاري وفرع لبنك التنمية الزراعية وسجل مدني وبريد متطور بمكينة الصرف الخاصة به "البريد اللي كان عندنا تعبان جدًا ومتهالك وكان يستخدم الوسائل البدائية في التعامل"، وتمت الموافقة على إقامة مجمع خدمات كامل يخدم أهل قرية السمطا "زي مجمع التحرير مثلا".
وتابع أن المجمع يشمل مكتب بريد ومكتب تموين وشهر عقاري ووحدة إسعاف تخدم أهل القرية في أي وقت، مضيفًا أن كل هذه الخدمات وأكثر من التي تقدمها مبادرة حياة كريمة لأهل القرية أصبحوا في فرحة غير عادية لأن حياتهم انتقلت من حياة مدمرة "ميعتبرش في حياة لأن خدمات كتير كانت تحتاج منهم ترتيبات كثيرة وهائلة لتلبيتها أصبح كل هذا متاح لهم في قريتهم وعلى بعد مسافة قصيرة منهم لن يستهلك منهم الكثير.
وعملت الدولة من خلال المبادرة الرئاسية حياة كريمة وفقًا لتوجيهات الرئيس السيسى على رقمنة جميع الخدمات، وافتتاح مجمعات حكومية بأكثر من ٣٣٣ وحدة محلية، تضم جميع الخدمات التى تحتاجها القرى ومن بينها مكاتب التموين والبريد والشهر العقارى والسجل المدنى والتضامن الاجتماعى، وغيرها، لتسهيل استخراج الأوراق الحكومية دون بذل الكثير من الوقت والجهد والمال.