مثقفون وكتاب ينعون الدكتور حسن حنفي: شعلة أخرى للاستنارة والانفتاح تنطفئ
فجع الوسط الثقافي المصري والعربي، بخبر وفاة الدكتور حسن حنفي، والذي غادر عالمنا أمس الخميس عن عمر ناهز 86 عاما، وحرص العديد من الكتاب والمبدعين علي تسجيل كلمات الرثاء والنعي عبر حساباتهم الشخصية، علي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وكتب الدكتور حسن حماد، أستاذ الفلسفة وعلم الجمال والعميد السابق لكلية الآداب بجامعة الزقازيق: "رحل عن دنيانا أستاذي وأستاذ الأجيال الفيلسوف الكبير الدكتور حسن حنفي، الذي تعلمنا منه الكثير والكثير، تعلمنا منه درس المقاومة وعدم الاستسلام أو الرضوخ لأي سلطة، رحل عنا بجسده ولكنه باق بيننا وفينا بأفكاره ومؤلفاته ومترجماته وإبداعاته وروحه الثائرة المتمردة".
- أسامة الشاذلي: صاحب مشروع تنويري وآخر المجددين
وبدوره قال الكاتب الروائي أسامة عبد الرؤوف الشاذلي: رحم الله المفكر والفيلسوف حسن حنفي آخر المجددين وصاحب المشروع التنويري الذي وهب له أكثر من نصف قرن من حياته، قابلته في السنوات الأخيرة ورغم محنة المرض الذي أنهك جسده كان لا يزال عقله متقدا يتحدث بحماس عن آخر حلقة في مشروعه الفكري (التراث والتجديد )، تقبل الله عملك أيها المعلم وأسكنك فسيح جناته".
ومن جانبه قال الروائي حمدي الجزار، " المعلم الساحر التحقت بقسم الفلسفة بكلية الآداب، جامعة القاهرة عام 1988، قادمًا من مدرسة ثانوية في بلدة صغيرة إلى أكبر جامعة في مصر، ومن مراهقة منغلقة إلى تنفس نسائم حرة تحت قبة عريقة في التمدن، فتنت سريعًا بالدرس الجامعي والحرم الرحب، وبأستاذ فريد لا يشبه أحدًا، ولا يشبهه معلم يدخل المدرج قبل الثامنة صباحًا، ولا يسمح لطالب بأن يحضر بعده، لكنه يبيح لنا ما لا يبيحه غيره، يدفعنا إلى السؤال أكثر من الاستماع، محاضرته مسرحية شيقة، وفيلم سينمائي بديع الصور، ورواية فاتنة".
وأضاف "الجزار": محاضرته فن، وحضوره خارق، وعلمه غزير، وظرفه ولطفه لا شاطئ له ولا حد. فى رأسه اجتمعت عوالم الفلسفة، وسكن كل الفلاسفة. في نصف ذهنه حكمة الشرق منذ فجر التاريخ والفلسفة الإسلامية، وفي نصفه الآخر فلسفة العصر الحديث والمعاصر، أما وجهه فعيون على الواقع اليومي، في رأيي إن السؤال الأساسي الذي قاد مسيرة معلم الفلسفة الأكبر في العالم العربي، سؤال بسيط للغاية، وعميق عمق فكره: لماذا تخلفنا وتقدم الآخرون؟ وما إنتاجه الفلسفي الغزير سوى محاولة للإجابة عن السؤال العتيد، تارة ينظر في التراث، وتارة يتأمل ويكتب علم الاستغراب، وتارة يدلي بأفكاره مباشرة عن الواقع، لعشر سنوات حضرت سيمناره الأسبوعي أغترف من علمه واستمتع بالاستماع إليه وما مللت ولا رويت، سيبقي المعلم الأكبر، وسيظل رمزًا مضيئًا لحرية الفكر والتعبير، في مصر والعالم العربي والإسلامي ما بقيت أعماله حاضرة وحية فينا، وبيننا".
- هاشم النحاس: خسارة فادحة للفكر الإسلامي والعربي
من جهته قال المخرج هاشم النحاس، " خسارة فادحة للفكر الإسلامي والعربي بوفاة المفكر الإسلامي الكبير الفيلسوف حسن حنفي، البقاء لله توفى إلى رحمة الله المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور حسن حنفي، ندعو له بالرحمة والمغفرة ونتقدم للعائلة الكريمة ولشريكة حياته الأستاذة الدكتورة فريدة مرعي مؤسسة مركز الدراسات السينمائية بواجب العزاء وندعو لها بالصبر والسلوان".
وقال الروائي اليمني محمد عبده الشجاع: رحيل الفيلسوف والمفكر العربي الدكتور حسن حنفى عن عمر ناهز 86 عاما، رحمة الله تغشاه منذ فترة ليست بالقصيرة وأنا أتابع بعض مما كان ينشر من دراسات وأطروحات فلسفية وفكرية وكنت استغرب كان المتابعين له أو الذين يعجبون ويعلقون على ما يكتب من 100 إلى 300 في أحسن الأحوال فاستغرب وأقول أي أمة نحن؟، اليوم توفي د. حسن رحمة الله تغشاه إنا لله وإنا إليه راجعون، عزائي للأمة ولمصر وللفكر الفلسفي الذي لا يزال مثله مثل التفكير محرم لدى الكثير من التيارات والجماعات والأشخاص".
وكتب المخرج المسرحي ناصر عبد المنعم ناعيا الدكتور حسن حنفي، “وداعا المفكر والفيلسوف المصري الدكتور حسن حنفي الذي أفخر بأنني واحد ممن تتلمذوا على يديه في أواخر السبعينيات في كلية الآداب جامعة القاهرة، وأنارت أفكاره المغايرة عقلي، وساهمت في تكويني ودفعتني إلى التساؤل وإعمال العقل في قضايا التراث والحداثة”.
وقالت الكاتبة الشاعرة الأردنية زليخة أبو ريشة، "في ملكوت الرحمة والسلام والسكينة الأبدية يا دكتور حسن حنفي، كنتَ مفكراً مختلفاً وذا خصائص نادرة".
وبدوره كتب الروائي الجزائري بشير مفتي، " رحيل المفكر المصري حسن حنفي مفكر موسوعي وإنسان رائع على المستوى الشخصي، أذكر أننا دعوناه في جمعية الاختلاف لإلقاء محاضرة هنا بالجزائر في سنوات خلت وكان لنا معه نقاش طويل رحمه الله".
- مصطفى السيد: شعلة أخرى للاستنارة والانفتاح على ثقافات العالم تنطفيء
ومن جانبه كتب الباحث مصطفى السيد، "شعلة أخرى للاستنارة والانفتاح علي ثقافات العالم تنطفيء اليوم برحيل الأستاذ الدكتور حسن حنفي صاحب المؤلفات العديدة المبدعة في الفلسفة الإسلامية وفي الموقف من ثقافات الغرب، والساعي إلي اكتشاف مبحث الإنسان في الفلسفة الإسلامية والمجتهد في الدعوة إلي يسار إسلامي، والذي لايكل في الدعوة إلي فهم صحيح للدين يعانق العلم والعدالة الاجتماعية ويتحاور مع ثقافات العالم مع الاحتفاظ بموقف ناقد لها".
وأضاف السيد،" لم أعرف حسن حنفي فقط من خلال كتاباته ولا من خلال دوره الجامعي رئيسا لقسم الفلسفة بآداب القاهرة سنوات طوال ورئيسا للجمعية الفلسفية المصرية، ولا حتى من خلال حواره الرائع مع المرحوم المفكر المغربي محمد عابد الجابري ولكن اقتربت منه ومن عائلته وشاركنا في مؤتمرات خارج مصر ودعاني لمنزله وحضرت حفل عرس أحد نجليه وتابعت المشاركات النضالية لابنته واستمتعت بالحديث عن السينما المصرية مع زوجته الفاضلة التي أصدرت عنها خمس مجلدات، كما استعذبت عزفه للعود مواصلا التقليد الذي بدأه من قرون طويلة قطب الفلسفة العربية إبن رشد. انقطعت بنا السبل في السنوات الأخيرة، وعندما هاتفته من شهور أبلغني أنه لايفارق الفراش لآلام في ساقيه، حياتنا الفكرية ظلماء، وهانحن نفتقد بدرا كان يضيء بعض جنباتها".
ومن جهته قال الدكتور أحمد سالم أستاذ الفلسفة بكلية آداب طنطا،" وداعا حسن حنفى اليوم رحل عن أرضنا واحدا من أعظم أبناءها رحل العملاق حسن حنفى، المفكر العملاق والأستاذ العظيم، رحل حسن حنفى فى هدوء وهو من هو، كان حسن حنفى يستقبله رؤساء الدول على سلم الطائرة فى أندونسيا وإيران ودول ماوراء النهرين كانوا يعرفون قدره وعظمته وتأثيره".
وتابع سالم ، "منح جائزة الدولة التقديرية فى إيران قبل أن تمنحه مصر إياها له طلابه خارج مصر أكثر من طلابه داخل مصر، كان تأثيره عظيم فى بقاع كثيرة من العالم، ذهبت إليه فى عام 1992 لأطرح عليه أننى سأقوم بتسجيل أول رسالة ماجستير عنه فى مصر والثانية على مستوى العالم بعد أطروحة سجلت عنه فى اليابان قال لى: "مشروعي لم ينته بعد"، قلت لتغطي الرسالة ماقمت به، قرأت وتعلمت كثيرا من حسن حنفى وأشهد أنني حين تعلمت منه لم أعد أنا نفس الشخص قبل أن أقرأ له، فأنا قبل حسن حنفى شيء وبعده شيء آخر".