كُتاب عن رحيل صلاح الراوي: خسارة فادحة للأدب الشعبي
رحل اليوم عن عالمنا الشاعر والأكاديمي الدكتور صلاح الراوي عن عمر يناهز الـ 75 عاما بعد صراع مع المرض، وجاءت تعقيبات وكتاب ومثقفي مصر مجرد نشر خبر عبر وسائل السوشيال ميديا إلى مأتم عزاء كبير في حب صلاح الراوي، ونعاه المثقفون على صفحاتهم الشخصية.
قال الناقد والأكاديمي الدكتور أحمد الصغير عبر صفحة التواصل الاجتماعي فيس بوك: "يمثل رحيل الأستاذ الدكتور صلاح الراوي ، خسارة فادحة للثقافة الشعبية والأدب الشعبي في مصر ، حيث كان رحمه الله ، أستاذا متميزا مخلصا في عطائه العلمي والأكاديمي ، كان صلاح الراوي نموذجا فريدا في نزاهته وإخلاصه .. قدم الكثير في تخصصه الدقيق الأدب الشعبي المصري ، حيث تعد أطروحاته إضافة علمية مهمة في المكتبة الثقافية .
وأضافت الكاتبة الروائية نهلة عبد السلام لـ"الدستور"، "خبر حزين جدا رحيل دكتور صلاح الراوي.. من حوالى خمس سنوات تشرفت بصداقته على فيس بوك.. كل حرف يدونه استاذ الأدب الشعبى بمثابة إكتشاف للحياة.. مباهجها وجمالها.. فعينه كما روحه طالما ألتقطت الطيب .. لفظت كل متطرف ومتعصب وكاره وغاضب ومستاء.. حتى صور إعتنائه بحديقته لوحات فنية.. ثم حظيت بمقابلته شخصيا" مع زوجته الفنانة الراقية رانيا الراوى بأتيليه القاهرة.. لقاء سيظل محفورا" بذاكرتى.. حفاوته وبشاشته وكرمه حد إصراره على ضيافتى (عيش وملح).. أرسل فى طلب مخبوزات طازجة شهية.. أخبرنى بأنه يوما" سكن ببلدتى الحوامدية وتحديدا" بشارع الجمهورية.. تخيلت كون دكتور صلاح جارى ثم تداركت أننى لست محظوظة إلى هذا الحد".
وتابعت: “قلما نلتقى أشخاص بقدر دكتور صلاح وفى بساطته.. حتى المجموعة القصصية التى كان بصدد مناقشتها أسرتنى موضوعيته واللهجة التى اعتمدها لشرح وجهة نظره.. لهجة بلا تعالى لا على النص ولا على كاتبه.. واذكر أننى لم أهاتفه مرة إلا وتلقيت رد بترحاب”.
واختتمت: "اذكر أننا اتفقنا على لقاء بمعرض الكتاب2019 وذهبت فى الموعد المحدد ولكن تعطلت سيارة دكتور صلاح وهو فى الطريق إلى المعرض.. هاتفنى معتذرا" ليتأكد يقينى بأن كل عظيم أنيق فى تعاملاته.. ولا يسعنى إلا أن أستعير عبارته التى كان ينعي بها أحبائه.. رحمك الله رحمة واسعة يا دكتور صلاح".
كما نعى الناقد والأكاديمي يسري عبد الغني عبر صفحة التواصل الاجتماعي فيس بوك: “وداعا العصامي المبدع دكتور صلاح الراوي ، رائد من رواد الأدب الشعبي رحل عن عالمنا الدكتور صلاح الراوي، أستاذ الأدب الشعبي بالمعهد العالي للفنون الشعبية، عن عمر يناهز الـ 75 عامًا بعد صراع مع المرض”.
ويُعد الدكتور صلاح الراوي واحدًا من جيل الدارسين المبدعين فى الأدب الشعبى والمعتقدات الشعبية وعلم الفولكلور وسوسيولوجيا الفولكلور وفى مجال الفنون الحركية الشعبية."
وأضاف عبد الغني: "الدكتور صلاح الراواي له إسهامات عدة في مجال التراث الشعبي والفلكلور وقام بتدريس مواد الأدب الشعبى، علم الفولكلور، سوسيولوجيا الفولكلور، علم التصنيف والأرشفة، البحث الميدانى وأدواته، علم تشكيل الحكاية الخرافية، الأساطير ) بمعاهد "الفنون الشعبية، والفنون المسرحية، والموسيقى العربية، السينما، الباليه"، كما قام بتدريس مادة الفنون الشعبية بكلية التربية النوعية ببورسعيد ، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه فى تخصصات الأدب الشعبى، المعتقدات الشعبية، الدراما الشعبية، الرسـوم المتحركة، الموسيقى والغناء، والنقد.
من جانبها قالت الشاعرة والقاصة عزة رياض معقبة على خبر رحيل الراوي: " ليس رثاء يا صديقى لكنها رسالة سادعى بأنها لم تصلك بسبب اعطال الإنترنت ورغم رحيلك اشعر بأن روحك ستتطلع عليها لما كانت عليه من شفافية ، غني انت عن تعريفاتك العلمية والأدبية ساتركها لمن هم افضل مني فى سردها ، دعنى اكتب لك عن شعور من حولك ، حين بدات معنا رحلة غرس بذور ازهارك
وأضافت: "تابعت معنا نموها يوما بعد يوم ، وذكر فلسفتك بكلمتين ، حول صورها الجميلة ، لتعطى لنا درس ما فى الأمل والمثابرة، فى حبك للحياة ، عن عدم جزعك من المرض وتعاملك معه انه تجربة تلقن درسا يستفاد منه لا للتزمر واليأس، عن رقيك حين غادرت ام اولادك ، ورغم انفصالكم فكان هناك حزن وقور ومشاعر قلما وجدت، عن مكالمتنا القليلة، كأب لابنته حين كنت اجزع من امر ما ، او احتاج لدعم او نصيحة ، فلا تتأخر ابدا ، وتعيد تفسير الأمور التى اصابتنى ببعض الاذى من أشخاص بشكل مرضى دون المساس بتجريح لهم ، د صلاح الراوى الفيلسوف الاب المعلم عالى القيمة والقامة ، قريب الود سلاما يليق بسلامك النفسى وتحليق يليقك بروحك التى كانت ترفض القيود."
يذكر ان الشاعر والأكاديمي صلاح الراوي رحل منذ ساعات صباح اليوم الاثنين الموافق 18 من أكتوبر الجاري عن عمر يناهز الـ75 عاما بعد صراع مع المرض.
الراوي أستاذ ورئيس قسم الأدب الشعبي بالمعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون بالقاهرة، ويُعد الدكتور صلاح الراوي واحدًا من جيل الدارسين المبدعين في الأدب الشعبي والمعتقدات الشعبية وعلم الفولكلور وسوسيولوجيا الفولكلور وفى مجال الفنون الحركية الشعبية.
له إسهامات عدة في مجال التراث الشعبي والفلكلور وقام بتدريس مواد: الأدب الشعبي، علم الفولكلور، سوسيولوجيا الفولكلور، علم التصنيف والأرشفة، البحث الميدانى وأدواته، علم تشكيل الحكاية الخرافية، الأساطير.. بمعاهد: الفنون الشعبية، والفنون المسرحية، والموسيقى العربية، السينما، الباليه، كما قام بتدريس مادة الفنون الشعبية بكلية التربية النوعية ببورسعيد، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه في تخصصات الأدب الشعبي، المعتقدات الشعبية، الدراما الشعبية، الرسـوم المتحركة، الموسيقى والغناء، والنقد .
وصدر له العديد من الدراسات النقدية حول الأدب الشعبي أبرزها: الثقافة الشعبية وأوهام الصفوة، والشعر البدوي في مصر، ومن الدواوين الشعرية: ديوان المسافات اللي بنحددها.. هي اللي بتخلينا مش محددين، وديوان: بعدين.
حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2006 .