تقرير دولي يكشف دور«فرقة الأخوات المسلمات» في تنظيم الإخوان
حذرت العديد من التقارير الدولية والكتَّاب والباحثين، من دور «فرقة الأخوات المسلمات»، في نشر أجندة الجماعة الإرهابية، حيث تتعدد مهام الأخوات في التنظيم ما بين استقطاب وتجنيد أعضاء جدد، والحصول على تمويلات أجنبية مشبوهة، كما تقوم «الأخوات» بتعزيز العلاقات والشراكات التكتيكية مع الجمعيات والنوادي النسائية الأخرى غير الإخوانية.
«الأخوات» في بداية التنظيم
كشفت الكاتبة السعودية، هيلة المشوح، في مقالٍ لها عبر صحيفة «الإتحاد» الإماراتية، عن دور النساء في التنظيم الإرهابي.
وذكرت في مقالها، أنه في عام 1933، وضع حسن البنَّا، مؤسس الجماعة، لائحةَ «فرقة الأخوات المسلمات»، بعد خمس سنوات من تأسيس جماعته في مدينة الإسماعيلية عام 1928، كما أنشأ أول مدرسة لتعليم البنات وهي «مدرسة أمهات المؤمنين».
وتابعت: «بالنسبة لنساء الجماعة اللائي يحظين بمنظومة من المباحات والمرونة، إدراكًا من البنّا، لأهمية دورهن السري لتمرير أجندات لا تستطيع الكوادر الرجالية الاضطلاع بها».
وأكدت أن النساء أو الأخوات، لهن دور عظيم منذ بداية التنظيم، حيث تعمل النساء على التجنيد والاستقطاب والتعبئة ونشر أفكار الجماعة بين النساء والأطفال والدعم اللوجستي والعمل السري، متمثلاً في الاستقطاب وتمرير الرسائل ودعم المساجين من كوادر وأعضاء الحزب.
وأكدت الكاتبة السعودية، أن هذه الازدواجية بين رفض خروج المرأة للعمل العام، مع الاستعانة بها كدور رئيسي في نشر أحندة الجماعة، أحد الأركان التي قام عليها التنظيم لتمرير أجنداته المختلفة.
أبرز قيادات «الأخوات»
ونجحت «الأخوات» في استقطاب قيادات نسائية، مثل لبيبة أحمد، والتي تعد من كبار نساء التنظيم الإرهابي، حيث كانت زوجة عثمان مرتضى باشا، أحد كبار القضاة في مصر، وكان لديها جمعيتها الخاصة وهي «نهضة السيدات المصريات»، بالإضافة إلى مجلة تَنطق باسمها وهي مجلة «النهضة النسائية».
وكانت «ليبية» نموذجًا للمرأة التي يحرص نساء المتجمع على التقرب منها بحكم دورها المجتمعي، ودعمها للعديد من المشروعات الخدمية.
ومن بعد «لبيبة»، جاءت فاطمة عبد الهادي، الملقبة بـ«بطلة التجنيد»، والتي كانت سببًا في انتماء حسن الهضيبي، ثاني مرشد للجماعة، بعد أن نجحت في استقطاب ابنتيه «سعاد» و«خالدة» الهضيبي، حتى وصل عدد شعب «الأخوات المسلمات» إلى 150 شعبة في عام 1951.
كما استطاع حسن البنَّا، تجنيد واحدة من أبناء أغنى الوزراء، وهي آمال محمد العشماوي، ابنة وزير المعارف إسماعيل باشا، وهي المموِّل للتنظيم في سنوات الأزمات السياسية.
وقد سبقها للتنظيم أخوها حسن العشماوي، ولحقت به هي وزوجها منير الدلّة، القيادي الإخواني المعروف، وهي مَن جعل وزارة المعارف تعترف بمدارس «الإخوان» وتضفي عليها المظهر القانوني، فضلاً عن زينب الغزالي، التي تعتبر من أشهر النساء في الجماعة تأثرًا بأفكار سيد قطب.
أخوات «ألمانيا»
صدرت، ورقة بحثية مؤخرًا، أعدها الباحث في شئون التنظيمات الإرهابية «كارستن فريرك»، عن دور النساء المنتميات لجماعة الإخوان الإرهابية في ألمانيا، من اختراق أكبر حزب ألماني.
وكشفت تقارير ألمانية، عن وجود علاقة بين تنظيم الإخوان الدولي، والألمانيتين؛ «ليديا نوفل» و«نينا موهي»، حيث نجحت تلك العناصر في توفير ملاذٍ آمن للتنظيم بعيدًا عن الملاحقات الأمنية.
وشاركت الناشطة الألمانية «ليديا نوفل»، في تأسيس مجموعة العمل الإسلامي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ولعبت خلال الفترة الماضية أدوارًا مشبوهة لتسمح لجماعة الإخوان الإرهابية باختراق أكبر حزب ألماني.
أما «نينا موهي»، وهي عضوة بارزة في جمعية «إنسان» وكذلك مجموعة الخبراء ضد العداء للمسلمين، تلعب دورًا هامًا في اختراق المؤسسات الألمانية لصالح الجماعة عبر منظمة «كليم»، وفقًا لتقارير ألمانية.
دور المرأة في جماعات الإسلام السياسي
من جانبها، قالت الباحثة الألمانية المستقلة في قضايا المنظمات الإسلامية، «سيجريد هيرمان مارشال»: «النساء، كقاعدةٍ عامة، أقل ميلًا نحو تولي الأدوار السياسية، وبالتأكيد نحو الاهتمام بتبني الأشكال والمواقف السياسية القاسية والمتعصبة والصدامية، وأيًا كانت التحيزات البنيويّة، يلاحظ أن النساء يُنتخبن أقل في العالم الغربي من الرجال لا لشيء إلا لكونهن أقل ترشحًا للانتخابات».
وأضافت: «في الآونة الأخيرة، تُعيَّن النساء في عددٍ من الهيئات التي تسيطر عليها جماعة الإخوان في مناصب قيادية، وتذهب آراء إلى اعتبار أن الجماعة تعين النساء في هذه المناصب لتتناغم مع التوقعات المتصوَّرة لصانعي القرار السياسي الأوروبيين فيما يتعلق بتمكين المرأة».
وأوضحت: «على سبيل المثال، في سبتمبر الماضي، عُيّنت ثلاث نساء في الفرع الألماني للمجلس الأوروبي للفتوى والبحوث، وهي المنظمة التي يرأسها الإخواني يوسف القرضاوي، والمعينات هنَّ إلهام غضبان، وندى بسيسو، وهيا النابلسي، وعُيّنت غضبان نائبة لرئيس لجنة الفتوى».
وتابعت «مارشال»: «إن جمعيات النساء المنضوية في شبكة الإخوان على مختلف المستويات، تقوم بتعزيز العلاقات والشراكات التكتيكية مع الجمعيات والنوادي النسائية الأخرى غير الإخوانية».
وعلى مرِّ السنين، لم يتم إنشاء شبكة منفصلة لنساء «الإخوان» في أوروبا فحسب، بل تحاول ممارسة نفوذ سياسي في بروكسل.
«الأخوات» في أوروبا
وقالت الباحثة الألمانية: «على هذا المستوى الأوروبي، تُنظم الشبكة بوصفها المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة، ويرتبط المنتدى ارتباطًا وثيقًا بالاتحاد السابق للمنظمات الإسلامية في أوروبا، ولديه أعضاء من مختلف الدول الأوروبية».
وتجدر الإشارة إلى ثلاث جمعيات نسائية في ألمانيا، الأولى هي «الرابطة النسائية الإسلامية للتعليم والتربية»، وهي عضو في المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة، الثانية هي منظمة «بـ أو بدون» (في إشارة إلى ارتداء الحجاب من عدمه) وتُعرف اختصارًا باسم “WoW e.V”. والثالثة هي «مركز الاجتماعات والتدريب للمرأة المسلمة»، وينبغي تقديم هذه الجمعيات، والعلاقة المتبادلة بينها، بمزيد من التفصيل.