وليد سيف: سيظل فوزى فهمى رمزا ثقافيا ووطنيا
قال الدكتور وليد سيف، أستاذ النقد السينمائى بأكاديمية الفنون، إن المثقف الدكتور فوزي فهمي، والذي وافته المنية عن عمر ناهز الثالثة والثمانين، صباح أمس الجمعة، رمزًا ثقافيًا ووطنيًا.
وأضاف "سيف"، في تصريحات خاصة لــ"الدستور": "لم أتشرف بأن أكون من طلاب الدكتور فوزي فهمي ولم أعمل تحت قيادته في أي منصب تولاه، ولم أنل بكل أسف شرف صداقته، فلم تتجاوز علاقتيبه سوى علاقة القارئ للكاتب الكبير، لكنى اكتشفت مؤخرا أنه ملاكى الحارس والأستاذ الداعم للعديد من خطواتى، على الرغم من أننى لم ألتق به فى حياتى سوى لقاءا عابرا لم يتجاوز الدقيقة الواحدة".
وتابع: "كان ذلك حين لمحته وأنا في طريقي للدخول من بوابة أكايمية الفنون لأتسلم عملي أستاذا ورئيسا لقسم النقد السينمائي بالمعهد العالي للنقد الفني، رفعت يدي بالتحية إجلالا واحتراما ولم أفكر في أن اقترب منه فلم أظن أنه يعرفني، لكني فوجئت بأنه يقترب مني ويصافحني بقوة ويبارك لي على المنصب، لا أذكر حتى أنني شكرته من فرط ارتباكي لوقوفي أمام هذا العالم الجليل، وزاد ارتباكي حين وجدته يمتدح في كتاباتي وكدت، أطير من الفرحة حين قال لي في تواضع العلماء: "أنا من قراءك يا دكتور وليد".. شعرت في تلك اللحظة أنني أحلق في السماء".
وأردف "سيف": "علمت لاحقا أن هو من رشحني للدكتور سامح مهران لتعييني في هذا المنصب الحساس، لكن عطايا فوزي فهمي الذي لم يعرفني شخصيا لم تتوقف عند هذا الحد، بل عرفت لاحقا أنه كان من رشحني مع سامح مهران لرئاسة الرقابة على المصنفات الفنية، ثم للمركز القومي للسينما".
واستكمل: "لم يعني خروج فوزي فهمي من رئاسة الأكاديمية وابتعاده عن المسئولية بوزارة الثقافة أنه لم يكن منشغلا بأمورهما، بل كان حريصًا على دعمهما بالكوادر التي يراها قد تضيف إليها بفضل متابعته الدقيقة لأنشطة وكتابات الأجيال اللاحقة، ولم يتوقف أبدا عن قراءة كل جديد، بعد لقائنا العابر، كان يتصل بي عند صدور أي كتاب جديد لي ليناقشني فيه، ويستعين برأيي في ترشيحات لكتب جديدة يفاجئني بأنه سبقني لقراءتها".
واختتم: "سيظل فوزي فهمي رمزا ثقافيا ووطنيا ونموذجا للمثقف الكبير والملاك الحارس لأجيال آمن بهم ودعمهم دون سابق معرفة وإنما فقط لوجه الله والثقافة".
يشار إلى أن الدكتور فوزى فهمى من مواليد عام 1938 ، حاصل على درجة دكتوراه في علوم المسرح وبكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراما، عضو المجلس الأعلى للثقافة وشغل العديد من المناصب بوزارة الثقافة منها وكيلاً لوزارة الثقافة، رئيسا للمركز القومي لثفافة الطفل، وتولى منصب عميد معهد النقد الفني وعميد معهد العالي للفنون المسرحيةو ورئيس أكاديمية الفنون.
ومن مؤلفاته المسرحية "عودة الغائب" ، "الفارس والأميرة"، ومسرحية "لعبة السلطان"، كما كان الراحل عضوا بالاختيار في مجلس الشورى.