رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سهرة ممتعة مع المسرح الحر «مسرح العرب»

استضافت جمعية مصر الجديدة العرض المسرحى «ديوك الحاج نعمان» الذى قدمته فرقة المسرح الحر- مسرح العرب، والتى أسسها الفنان ياسين رياض عام 2016، وهذا هو العرض المسرحى السادس للفرقة.

ويقوم الفنان ياسين بتدريب عدد كبير من الموهوبين الذين يقفون على خشبة المسرح للمرة الأولى ويقدم بهم عرضا مسرحيا فى نهاية التدريب تتويجا لمجهوداتهم، ولقد قدمت الفرقة عددا من العروض، منها: حسن ونميمة، وأيوب فى زمن الضياع، ولعلكم تتذكرون.

تم إهداء هذه الدورة المسرحية للفنان القدير الراحل حسن البارودى، وتسلم درع التكريم دكتور أشرف حسن البارودى، كما تم تكريم الراحل العملاق توفيق الدقن وتسلم ابنه المستشار ماضى درع التكريم، كما تم تكريم الفنان العبقرى الموسيقار الملحن والموزع على إسماعيل وسط ترحيب كبير من الجمهور، وتسلمت درع التكريم السيدة شجون على إسماعيل التى تحدثت عن عشقه للموسيقى وإخلاصه لفنه، وتسلمت السيدة سناء إبراهيم الشامى درع التكريم الخاص بوالدها الممثل الرائع ابراهيم الشامى.
ومن الذين تم تكريمهم أيضا الفنان نعيم عيسى ابن الإسكندرية، والذى أثرى المسرح والسينما بأعماله الفنية، وتسلم ابنه سامى نعيم درع التكريم نظراً لمرض والده، كما تم تكريم عدد من الفنانين والفنانات من الأجيال الشابة.

واختتم الجزء الأول من السهرة بتقديم عدد من مشاهد الفيلم الرائع «الكيت كات» عن رواية «مالك الحزين» لإبراهيم أصلان، وإخراج القدير داوود عبدالسيد، وتمثيل العملاق الراحل محمود عبدالعزيز فى دور الشيخ حسنى الضرير الذى أثبت لنا أن "العمى ليس عمى البصر ولكنه عمى البصيرة"، وقام بتمثيل دور الشيخ حسنى على المسرح ياسين رياض بأداء متمكن ومتميز.

وننتقل للجزء الثانى من السهرة، ونبدأ مع «ديوك الحاج نعمان» ومع أهالى عزبة الحاج نعمان صاحب العزبة والجاه والمال، والذى يتحكم ويسيطر على كل شىء فى العزبة ويستبيح الحصول على ما لا يستحقه بإجبار زوجاته الثلاثة (رحاب دياب، وهاجر عطا، وعبير سامى) على التنازل له عن ميراثهن من الأرض التى ورثنها عن أهلهن، بل وتنازل إخوته الاثنان (عمرو محمد وعمرو رجب) أيضا عن ميراثهما، ويصل الطمع والجشع والجبروت إلى إجبار الفلاحين الصغار على التنازل له عن أراضيهم التى هى مصدر رزقهم ورزق أولادهم من بعدهم بمبالغ زهيدة للغاية، وعندما رفض عدد كبير من الفلاحين التنازل وبيع الأرض، استخدم كل الطرق الإجرامية ضدهم من تعطيش الزرع والأرض لحرق المحاصيل وتسميم المواشى، وذلك بمساعدة يده اليمنى الحاج حسانين (عيد أبوالحمد) الذى ينفذ كل الجرائم بمساعدة النفوس الضعيفة وسط تزايد سخط أهل القرية وسخط زوجاته اللاتى يرددن: « إزاى تشبع بطون والزراعة ماتت، يا ظالم كفاية قسوة علينا».

وفى مشهد جميل من مشاهد المسرحية نكتشف «الديوك» الذين هم وراء الاتفاق مع الحاج نعمان على شراء الأرض، وبالطبع مقابل عمولة كبيرة للحاج، هؤلاء الديوك هم المستثمرون الجدد الذين يستولون على الأرض الزراعية لتجريفها وبناء الأبراج عليها بجانب بناء مدينة ملاهى كبيرة، ولا يكتفى الديوك بذلك ولكن لا بد من الجاه والترشح للانتخابات للمجالس النيابية عن دائرة عزبة الحاج نعمان، وبالطبع يضمن لهم الحاج أصوات الغلابة ويفوزون بمقاعد المجلس.

وفى نهاية المسرحية تقوم زوجة الحاج نعمان، التى تقف ضد الظلم، برد عقود الأرض للفلاحين، وعندما يكتشف الديوك أن صفقة الاستيلاء على الأرض لن تتم يقومون بقتل الحاج نعمان، ويتربع مساعده الحاج حسانين على عرش الدار.

وفى الوقت الذى أقدم فيه تحية للفنان ياسين رمضان على أدائه المتميز لدور الحاج نعمان وعلى هذه السهرة الفنية الممتعة، أقدم بعض الملاحظات، وهى أنه كان هناك تكرار لعدد من المشاهد للتأكيد على نفس المعنى، وباختصار هذه المشاهد والحوارات الطويلة سيتمكن الجمهور من المتابعة دون الإحساس بالملل، وأيضا سيتحسن الإيقاع المسرحى ليصبح أسرع بدلا من البطء الذى أصاب بعض المشاهد، وبالنسبة للديكور كان موفقا فى بساطته حتى يمكن عرض المسرحية فى العديد من الأماكن دون عبء الديكورات الكبيرة والكثيرة، ولكن الخامات التى تم تصنيع الديكور منها خامات ثقيلة مما أدى إلى إظلام المسرح لفترات كبيرة لتحريك الديكور.

كل التحية لفريق العمل من الفنانات والفنانين الذين يتمتعون بالحضور المسرحى القوى والأداء المتميز والمعبر، والتحية لفنانى المستقبل من الأطفال الذين أدوا أدوار بنات وأولاد الحاج نعمان بكل حيوية ووعى لأدوارهم، وتحية للماكيير صمويل أنطون.

إننا فى حاجة إلى نشر ثقافة التنوير والإبداع فى كل أنحاء بلدنا، ونحتاج لعودة المسرح المدرسى ودعم مسارح الهواة والجامعة والشباب، وضخ الميزانيات لإعطاء دفعة لكل مسارح الدولة فى البيت الفنى للمسرح والهيئة العامة لقصور الثقافة، ونتمنى أن تضاء قاعات المسارح طوال أيام السنة.