قبل المولد النبوي.. نصائح لمعرفة الحلوى المغشوشة من الأصلية
في ظل ارتفاع أسعار حلوى المولد النبوي الشريف التي تشهده الأسواق وعدم مقدرة الكثيرين على شرائها وما يمثله ذلك من تهديد معنوي بفقد شعور الاحتفال في تلك المناسبة والذي اعتاد عليه المصريون، يجد المواطن نفسه مجبرًا على شراء حلوى المولد من بعض الأسواق العشوائية، والتي قد يصل فيها الأمر إلى أن تُباع فيها مكشوفة أو ملقاة بالأرصفة، ثم تُزف إليه بعلب كرتون ليأكل منها باعتبارها السبيل الأيسر لإدخال بهجة المولد عليه وعلى أسرته فهي الأرخص ثمنًا؛ هي حلوى "على قد الإيد".
هذا الرخص النسبي بالثمن ليس من وراءه فراغًا بل نتيجة ما تبينته الجهات التفتيشية بعد فحص هذه الحلوى المنتشرة بعدم مطابقة معظمها للمواصفات الصحية، وانتمائها لشركات مجهولة المصدر تعمل دون ترخيص، مستخدمة أحيانًا عبوات تغليف طبع عليها أسماء شركات شهيرة زيفًا.
حملات كثيرة تطلقها وزارة التموين كل عام ضد بائعي ومصنعي حلوى المولد النبوي المغشوشة كان آخرها ما قامت به مديرية أمن الجيزة بالتنسيق مع الجهات المختصة لضبط الأسواق مع قرب حلول المولد هذا العام، والتي أسفرت عن ضبط مدير مسئول عن مصنع لإنتاج حلوى المولد "بدون ترخيص"، لقيامه بتصنيع الحلوى من خامات ومستلزمات رديئة "مجهولة المصدر" وبدون فواتير، وتعبئتها وطرحها بالأسواق لتحقيق أرباح غير مشروعة، وبتفتيش المصنع أمكن ضبط 3,860 أطنان "حلوى متنوعة مجهولة المصدر.
الرائحة واللون يكشفان الحلوى المغشوشة من الأصلية
تواصلت"الدستور"مع بعض كبار مصنعي حلوى المولد لمساعدة المواطن في التفرقة بين الحلوى المغشوشة والحلوى الجيدة.
أحمد عبد الرحمن عامل بأحد مصانع الحلوى الشهيرة، أنه يجب على المواطن ألا يشتري من أي حلوى تباع مكشوفة لأنها بذلك تكون معرضة للأتربة والجراثيم، كما تابع أنه يجب فحص الحلوى جيدًا والتأكد من خلوها من أي رائحة تزنخ أو تغير في اللون أو الملمس كأن تكون جافة بشكل مبالغ فيه أو تكون ذائبة، وبذلك تكون فاسدة وغير صالحة للتناول.
وتابع أن تخزين الحلوى كذلك هو من الأمور التي حث أحمد على ضرورة ملاحظتها عند البائع، موضحًا أنه يجب أن يكون داخل أماكن صحية جيدة التهوية، وأن يتم عرضها بطريقة مغلفة داخل فاترينات عرض زجاجية مخصصة بعيدًا عن أشعة الشمس المباشرة لأن الحرارة تسرع من تفاعلها وفسادها.
أما سليم فتحي عامل بأحد مصانع الحلوى المعروفة قال لـ"الدستور": "بالنسبة لقطع العلف "السمسمية والحمصية والفولية" يجب أن يتم اختيارها على أن تكون ذات قطع مكسرات فاتحة اللون وذات رائحة حلوة عطرة مثل ماء ورد أو الزهر، كما أن يكون قوامها متماسكًا، ليس بصلبًا ولا بلينًا.
كما نصح سليم بالبعد تمامًا عن المكسرات المجروشة، أو داكنة اللون أو القطع المحترقة، وكذلك بالبعد عن شراء الحلوى التي لها رائحة سيئة، موضحًا أنه يمكن تجربة قطعة واحدة من كل صنف لتتأكد من هذه المواصفات قبل الشراء.
وأكد ابراهيم مدير بأحد مصانع الحلوى المعروفة، أن هناك بعض وسائل الغش للحلوى مثل الملبن، وذلك بوضع دقيقًا عليه وليس سكر بودرة، أو وضع حلوى مثل الشكلمة والقشطة واللديدة والبسيمة مخزنة من العام الماضي بطرق غير صحية وإعادة تغليفها، موضحًا أن ذلك الأمر يمكن الكشف عنه من خلال ملاحظة كون هذه الحلوى "ناشفة"، بينما يجب أن تكون لينة الملمس مما يعبر عن كونها طازجة، واختتم بضرورة تأكد المواطن من وجود تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية واسم المنتج والمصنع على علبة الحلوى.
التموين تواجه الغش وتطرح علب مخفضة
من جانب آخر وحرصًا من الدولة على سلامة المواطنين ومساعدتهم في تجنب شراء هذه الحلوى المغشوشة، طرحت وزارة التموين حلوى المولد النبوى الشريف بالمجمعات الاستهلاكية بتخفيضات 30%، حيث تلقى الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية تقريرًا من الشركة القابضة للصناعات الغذائية بضخ كميات كبيرة من حلوى المولد النبوى الشريف بمجمعات الشركة التى يصل عددها إلى 1300 مجمع استهلاكى، وفيها سعر كيلو الحلوى يبدأ من 65 جنيهًا و2 كيلو 130 و3 كيلو 200 هجنية، ومكونات العلبة تشمل فولية وسمسمية وملبن وبندق وأقراص بالمكسرات وجوزية وجوز الهند وغيرها من الأنواع الأخرى، وهذا يسري جنبًا إلى جنب مع تكثيف الحملات على أسواق حلوى المولد للتأكد من مطابقتها للمواصفات واتخاذ الإجراءات القانونية للمخالفين فى عرض حلوى غير مطابقة للمواصفات.