تنشيطاً للسياحة.. تقرير أمريكي يشيد بجهود ترميم أقدم ساعة دقاقة في مصر
أشاد موقع «المونيتور» الأمريكي بالجهود المصرية لترميم «أقدم ساعة دقاقة في مصر» والموجودة في برج الساعة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، معتبرًا أن هذه الخطوة سوف تساهم في تنشيط السياحة المصرية وإعادة إحياء التراث المصري.
وأعلنت وزارة السياحة والآثار، مؤخرًا، الانتهاء من أعمال الترميم والصيانة والتطوير في قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، بما في ذلك إعادة تشغيل برج الساعة بالقلعة، وهي أول ساعة دقاقة في مصر، وذلك بعد عقودٍ من توقف الساعة عن العمل.
وذكر التقرير الأمريكي، أنه في عام 1846، أهدى ملك فرنسا لويس فيليب، «الساعة الدقاقة» إلى حاكم مصر آنذاك، محمد علي باشا، وتم وضع الساعة داخل برج حديدي مزخرف بالنقوش واللوحات الزجاجية الملونة، وسط الرواق الشمالي الغربي لمسجد محمد علي.
وكان من المفترض أن يتم وضع الساعة داخل قصر محمد علي باشا بمنطقة شبرا، إلا أنه تم تخزينها في القصر حتى نُقِلت إلى المسجد في عهد الخديوي عباس الأول، عام 1856.
نجاح أعمال الترميم
وفي هذا الصدد، قال رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة السياحة والآثار، أسامة طلعت، في تصريحٍ لموقع «المونيتور» إن أعمال صيانة وترميم برج الساعة قد نجحت رغم الصعوبات التي واجهتها، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان عن تشغيل الساعة رسميًا في القاهرة.
وفي نوفمبر عام 2020، أعلنت السفارة الفرنسية بالقاهرة، عن إرسال الخبير الفرنسي في صناعة الساعات «فرانسوا سيمون»، إلى القاهرة، بناءً على طلب مصر، لبحث إمكانية استعادة الساعة وإعداد تقرير عنها.
وأوضح طلعت، أنه تم التعاقد مع خبير فرنسي، نظرًا لأن الساعة فرنسية الصنع، كما يتملك الخبراء الفرنسيون معرفة كبيرة بكيفية العناية بها، مضيفًا، أن «سيمون» أرسل تقريرًا إلى وزارة السياحة والآثار المصرية بشأن حالة الساعة وضرورة إصلاحها.
وفي الأول من ديسمبر من العام ذاته، نشر «سيمون»، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مجموعة من اللقطات لمدينة القاهرة من أعلى برج الساعة.
مهمة مصرية
وأشار رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالوزارة، إلى أن مهمة إصلاح الساعة أُسنِدَت في النهاية إلى خبير مصري من مدينة الأقصر بُناءً على طلبه، حيث أبلغ الخبير، وزارة السياحة والآثار، بالمشكلات التي أعاقت تشغيل الساعة، وقررت الوزارة منحه فرصة لإصلاحها.
وأكد طلعت، أنه بعد عدة أشهر من العمل، عاد بريق الساعة إلى أصله ويمكن تشغيل أجراسها مرة أخرى، موضحًا أن الساعة انقطعت عن العمل بسبب عدم وجود صيانة دورية لها لوقتٍ طويل خلال الفترات الماضية، فضلاً عن الحاجة لشحنها باستمرار.
الترويج للسياحة
من جانبه، قال المؤرخ المصري بسام الشماع، لـ«المونيتور»، إنه يتعين على الحكومة المصرية الاستعانة بفكرة ترميم الساعة وصيانتها من أجل الترويج للسياحة، خاصة في فرنسا، نظرًا لأن الساعة من أصل فرنسي، فضلاً عن الاهتمام الفرنسي بالآثار والتاريخ المصري.
وأشاد الشماع، بقدرات القوى البشرية والخبرة المصرية التي استطاعت إعادة الحياة إلى عقارب الساعة بعد عقودٍ من عدم العمل.
وفي منتصف سبتمبر الماضي، قال وزير السياحة والآثار خالد العناني ، خلال جولة تفقدية لأعمال الترميم والصيانة في قلعة صلاح الدين الأيوبي ومسجد محمد علي، إن الحكومة المصرية تسعى لاستكمال أعمال الترميم وتطوير الخدمات في المنطقة للنهوض بقطاعي السياحة والآثار.
وأكد العناني، سعي الحكومة إلى تعزيز دور مصر الريادي كوجهة سياحية رئيسية حديثة ومستدامة، من خلال مواردها وعناصرها السياحية والطبيعية والبشرية والأثرية الغنية والمتنوعة، بالإضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي المصري الفريد للأجيال القادمة.