«أشقاء النصر».. 6 أكتوبر في عيون سوريين على أرض مصر
"من دمشق هنا القاهرة"، كانت تلك كلمات المذيع السوري عبدالهادي بكار عبر أثير الإذاعة السورية أثناء العدوان الثلاثي على مصر وانقطاع البث الإذاعي المصري، تضامنًا مع الجيش المصري، لتشهد تلك العبارات البسيطة على واحد من المواقف الكاشفة لتاريخ الوحدة العظيمة بين كلًا من مصر وسوريا، وهذه الروح المشتركة بينهما التي توحد المشاعر بينهما حزنًا وفرحًا عند الهزيمة والنصر.
ومع احتفال مصر بذكرى انتصار حرب أكتوبر فإن لسوريا الشقيقة أيضًا تاريخًا مشتركًا مع شقيقتها مصر حول هذه الذكرى والحرب التي خاضتها معها، ذلك التاريخ الذي يرويه أبناء دولة سوريا أنفسهم و الذين احتضنتهم مصر بعد أزمة بلدهم الشقيق فعاشوا في ربوعها مصر وصاروا من أبنائها.
فراس هنديا: جدي بطل من أبطال الحرب وروى لي عن التلاحم بين الجنود المصريين والسوريين
الشاب السوري فراس هنديا 23عامًا الذي أتى إلى مصر منذ ثلاثة أعوام، جده هو أحد أبطال حرب أكتوبر التي حاربت على الجبهة السورية، و يدعى نور الدين عمارة والذي فُقد في أحداث سوريا عام 2013 ولم يعثر عليه حتى الآن.
عرف فراس تاريخ حرب أكتوبر من خلال روايات جده له، وهو الشاهد العيان عليها.
يقول فراس: “لي الفخر أن جدي أحد الأبطال السوريين الذين شاركوا المصريين في حربهم ضد العدو الصهيوني، وكان مسئول عن سلاح مضاد الطيران وقتها”.
عن حرب أكتوبر يروي جّد فراس له ولأسرته واصفًا روح التلاحم التي كانت موجودة بين الجنود السوريون واشقائهم المصريين بأنها أخوة حقيقية ظهرت في كل شئ بينهما.
تابع فراس بأن الحرب بدأت على الجبهة المصرية كما وصف له جده برسالة مشفرة بلهجة نوبية، وفي سوريا بدأت بأغنية سورية تدعى" خبطة قدمكم".
حكى كذلك نور الدين عمارة البطل السوري لحفيده فراس عن تلك الخدع المشتركة العديدة التي قام بها كل من الجنود المصريين والسوريين لإيهام العدو الصهيوني بأشياء غير حقيقية من أجل مراوغته، الأمر الذي كان أحد أهم الأسباب في تحقيق النصر.
وأكد فراس أن حرب أكتوبر سيظل يومًا مميزًا ليس في قلوب المصريين فقط، بل والسوريين أيضًا ففيه اجتمعت مشاعر الفرح والحزن معًا، فأما مشاعر الفرح بسبب وحدة الشعوب العربية، وأما الحزن بسبب عدم تحرير هضبة الجولان واحتلالها من العدو الصهيوني إلى الآن.
غيث المدني: ذكرى حرب أكتوبر ذكرى مفرحة وحزينة بذات الوقت
حرب أكتوبر هي حرب تشرين التحريرية كما يطلق عليها السوريون، وذلك حسبما وضح غيث المدني ذلك الشاب السوري المتخصص بالدراسات الفلسفية لـ"الدستور"، والذي أتى إلى مصر منذ 8سنوات بعد المحنة الصعبة التي تتعرض لها سوريا منذ عام 2011 حتى الآن.
يتابع غيث أنه يشهد للقوات المصرية تحريرها لكامل أراضيها المحتلة بحرب أكتوبر، وذلك عكس ما حدث بهضبة الجولان السورية التي ظلت محتلة من العدو الصهيوني على الرغم من صغر حجمها، وذلك بسبب عدم الالتزام الأكمل من قبل صفوف الجيش-على حد قوله- وهو ما جعل تلك الحرب تترك غصة في نفوس السوريين لعدم تحرير أراضيهم إلى الآن.
في الوقت نفسه يضيف غيث أنه على الرغم من ذلك فإن نصر أكتوبر يفتح الباب للأمل لتحرير سوريا وأي دولة عربية محتلة، موضحًا أنه يعد الانتصار النموذجي في الوطن العربي، والذي فيه تحقق حب الوطن والعزيمة والإصرار على تحريره، فكان بالفعل هذا التحرير والانتصار.
محمد أنور صايمة: شعرت أكثر بها عندما حضرت إلى مصر ومستعد للتطوع في الجيش المصري
"شعرت أكثر بلذة الانتصار بحرب أكتوبر عندما أتيت إلى مصر"، يقولها محمد أنور صايمة الشاب السوري الذي أوضح أنه عندما خطت قدماه أرض مصر منذ عشر سنوات، لاقى ترحابًا غير عاديًا من الشعب المصري الذي ظل يردد على مسامعه أقوال مثل "إحنا حاربنا مع بعض، الجيش الأول كان انتوا السوريين وجيشنا كان التاني والتالت، إحنا أخوات في النصر والهويمة"، تلك العبارات التي جعلت محمد يشعر لقيمة الاتحاد الذي حدث بين الشعب المصري والسوري، وكذلك الجيشين وهو الأمر الذي دفعه إلى التطلع لمعرفة المزيد حول حرب أكتوبر سواء من أجداده الذين عاصروها أو عن طريق القراءة في الكتب التي تناولتها.
يتابع محمد أنه بالفعل أطلع على أحاديث قيادات الجيش المصري الذين شاركوا في الحرب ومن بينهم الفريق سعد الدين الشاذلي، والذي جعله ينبهر بحنكة تخطيط الجيش المصري، ومهارته "بطولات خارقة كأن ملائكة عم بتحارب"، يقولها محمد.
يضيف أنه فوق حبه الفطري لمصر فهو يشعر داخلها بالأمان لأنه تحت رعاية هذا الجيش العظيم الذي حقق ذلك النصر التاريخي للأمة العربية جميعها ويثق في قدراته إلى أبعد الحدود، موضحًا أنه جيش يحوي رجالًا مخلصين لحب هذا الوطن وفي خدمته، وذلك من أقل الرتب إلى أعلى القيادات.
ويختم بقوله: “أنا مواطن مصري أحمل الجنسية السورية، وأفتخر بالجيش المصري بل وعلى استعداد التطوع في خدمته إذا دعان وذلك ن أجل خدمة الأمة العربية جميعها”.