رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عالم جديد بدون امبراطوريات مهيمنة

جاء فى تقرير المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعنى بالتأثير السلبى للتدابير القسرية على التمتع بحقوق الإنسان بعد زيارته إلى جمهورية فنزويلا البوليفارية فى 1 – 12 فبراير 2021 والذى تم تقديمه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى سبتمبر 2021 :
على جميع الأطراف الالتزام بموجب ميثاق الأمم المتحدة بمراعاة مبادىء القانون الدولى بما فى ذلك المساواة فى السيادة والاستقلال السياسى وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول والتسوية السلمية والسياسية للنزاعات الدولية.
عدم مقبولية تطبيق العقوبات خارج الحدود الإقليمية، وعلى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية إنهاء حالة الطوارىء الوطنية  فيما يتعلق بفنزويلا، ومراجعة ورفع العقوبات ضد القطاع العام فى فنزويلا، والامتناع عن فرض عقوبات على فنزويلا.
حث حكومات أمريكا وبريطانيا والبرتغال والمصارف المقابلة على إلغاء تجميد أصول مصرف فنزويلا المركزى لشراء الأدوية واللقاحات والأغذية والمعدات الطبية والسلع الأساسية لضمان الاحتياجات الإنسانية.
دعوة حكومة فنزويلا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى ووكالات الأمم المتحدة الأخرى ومكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان فى فنزويلا إلى التفاوض لضمان التوزيع الشفاف والعادل وغير التمييزى للسلع الأساسية والمساعدات الإنسانية تحت سيطرة المؤسسات الدولية بغض النظر عن العرق والجنس والجنسية والعمر والمعتقد الدينى والآراء السياسية مع مراعاة الفئات ذات الاحتياجات الخاصة.
كما أشار المقرر الخاص إلى أن "حالة الطوارىء الوطنية التى أعلنتها أمريكا فى 8 مارس 2015 كأساس لفرض العقوبات ضد فنزويلا وتمديدها بشكل مكرر لاتتوافق مع المادة 4 من العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية حيث لايوجد تهديد لحياة الأمة.
قدم الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو خطابا خلال المناقشة العامة للدورة 76 لمنظمة الأمم المتحدة فى أواخر سبتمبر 2021 أكد فيه على أن "دول العالم تتقاسم مواقفها بشأن ماينبغى أن يكون للبشرية فى القرن ال21 من تعزيز بناء عالم جديد للسلام والتعاون، عالم جديد من حوار التنوع الأيدولوجى – الثقافى – السياسى – الدينى الذى يضم ثقافة الشعوب فى جميع انحاء كوكب الأرض، عالم متعدد الأقطاب والمراكز، عالم بدون امبراطوريات مهيمنة ، عالم متحرر من محاولة السيطرة الاقتصادية المالية العسكرية السياسية، عالم متحرر من الذين نهبوا واستغلوا وقمعوا شعوب العالم  بالاستعمار الجشع القديم، والذين يتقدمون بأشكال جديدة من الاستعمار ضد شعبنا، أشكال للسيطرة للاستيلاء للقمع للإستغلال ضد شعوب العالم".
إننا نتفق مع الرئيس الفنزويلى ونؤيد ماطالب به من عالم إنسانى يعيش فى سلام وتعاون لخير البشرية، ونرفض سياسيات الدول الاستعمارية المتوحشة التى أدت منذ بداية القرن الواحد والعشرين بزعم محاربة الإرهاب (مع العدوان الأمريكى على افغانستان 2001 والعدوان على العراق 2003) إلى مزيد من الصراعات وعدم الاستقرار فى انحاء العالم وبالذات فى منطقتنا العربية ومحيطها الإقليمى، مع مزيد من استنزاف ثروات الشعوب لصالح تلك الدول الكبرى مما أدى إلى إفقار وتجويع الغالبية من الشعوب وتكدس الثروات فى يد قلة محتكرة تسود العالم وتهيمن عليه، هذا غير سياسات العقوبات الاقتصادية غير القانونية التى تنتهجها أمريكا على الدول التى لاتخضع لها ولاتتبع سياساتها  الظالمة الجشعة ومنها دول كوبا وفنزويلا وإيران، هذا بجانب استمرار انتهاج  الولايات المتحدة الأمريكية لسياسات معادة الصين وروسيا خوفا من صعودهم كأقطاب  تهز عرش القطب الواحد الأمريكى المهيمن على العالم.
كما ندعم فنزويلا شعبا وحكومة فى المطالبة برفع العقوبات الجنائية ضد الاقتصاد الفنزويلى والشعب الفنزويلى من جانب أمريكا، واحترام القانون الدولى والإنسانى، واحترام فنزويلا كبلد ذات سيادة ينتمى للأمم المتحدة.
وأشار نيكولاس مادورو فى خطابه إلى أن الدولة تقوم بحوار وطنى مع كل قوى المعارضة فى المكسيك وبمساعدة دول منها روسيا وهولندا والنرويج للوصول لاتفاق شامل لتعزيز السلامة والسيادة والازدهار الشامل لشعب فنزويلا، وأنه سيتم إجراء انتخابات فى 21 نوفمبر القادم لاختيار جميع السلطات الإقليمية البلدية والمحلية.
وأنهى رئيس فنزويلا خطابه أمام الأمم المتحدة فى دورتها السادسة والسبعين بقوله " إننا نحتاج إلى منظمة جديدة للأمم المتحدة حتى نتمكن جميعا من تقاسم الحياة والمشاركة فى التضامن والطريق العادل".