أحمد زكي عابدين: عبرنا القناة في 10 ساعات وهذه هى قصة «عسكرى مزغل»
قال اللواء أحمد ذكي عابدين، أحد أبطال حرب أكتوبر، رئيس مجلس إدارة العاصمة الإدارية، إنه سيظل فخورًا بكونه أول ضابط يعبر قناة السويس في حرب 1973 وعبور أول دبابة شرق القناة في السادسة من مساء 6 أكتوبر، واستغرق العبور قرابة 10 ساعات.
- ذكريات العبور
ويكشف عابدين ذكريات العبور، في حديثه لـ"الدستور"، أنه قبل إنقضاء ليلة السابع من أكتوبر كان هناك 5 لواءات مدرعة عبرت شرق القناة وكانت أبرز المفاجآت هو موعد الحرب، إذ كان مقررًا أن يكون في السادسة من مساء 6 أكتوبر، لكن قبل الحرب بأيام تم إخطارنا أنها أصبحت في الثانية ظهرًا، وكان ذلك بسبب أن تكون الشمس في ظهورنا وليست في وجوهنا فعامل الطقس جاء في صالحنا.
أضاف عابدين أن الضربة الجوية كانت فى الثانية ظهرًا، وقامت القوات الجوية بضرب معظم نقاط اليهود بنجاح وكان حسنى مبارك هو أحد أبطال الضربة الجوية وإنكار ذلك هو تزوير للتاريخ، فمبارك كان قائدًا فى الحرب ومن الإجحاف أن ننكر دوره، وبعد نجاح الضربة الجوية مباشرة بدأ المشاة فى عبور القناة بالقوارب، لافتًا إلى أن نجاح حرب أكتوبر قبل أى شيء يرجع إلى توفيق من الله: "شوفت الجنود وهما بيعبروا القناة واليهود شايفينهم وعاجزين إنهم يعملوا حاجة".
- أبرز المواقف
و عن أبرز المواقف المجيدة في الحرب، يقول عابدين: "رأيت عسكرى وقف بصدره أمام مزغل لليهود يطلقون منه النار ونحن غير قادرين على إيقافه، يقوم العسكرى يجرى وياخد المزغل فى صدره لييفدي زملائه ويأخد كل الطلقات فى جسمه ويموت وآخر يجرى وسط الألغام لكى يرفع علم مصر وغيرهم كثيرون، كان كل واحد فينا يريد أن يموت قبل زميله".
- ثغرة الدفرسوار
شارون كان قائدًا فى الجيش الإسرائيلى، وقرر نقل المعركة للغرب للاستيلاء على السويس والإسماعيلية فعملوا كوبرى فى الدفرسوار وردموا القناة فى منطقة فاصل البحيرات الموجود بين الجيشين الثانى والثالث، لكنهم لم يتمكنوا من دخول الإسماعيلية لأن قوات الصاعقة المصرية تصدت لهم ومازالت أثر دبابات تلك المعركة موجودة فى مكان اسمه متحف "أبوعطوة" ثم ذهبوا للسويس ولم يتمكنوا من دخولها، فقاموا بتطويق الجيش الثالث من غرب القناة وحتى الكيلو 101 على طريق السويس وتطويقه من الشرق؛ وعلى الجانب الآخر قمنا نحن بحصار قوات اليهود فأصبح الجيش الثالث أمام قوات اليهود يعنى لو حدثت حرب واليهود دمروا الجيش الثالث إحنا هندمر قواتهم، وهما من طبيعتهم يكرهوا أى خسائر بشرية لذلك لجأوا للمفاوضات.
ثم حضرت المفاوضات مع كسينجر لأننى كنت أجيد الإنجليزية، وفى ذلك الوقت كانت رتبتى "رائد" وكان عمرى 28 سنة وكنت ضابط عمليات فى الكيلو 101 وحضر المفاوضات أيضًا المشير الجمسى، وكان رئيس الوفد وكذلك دايفيد إليعازر رئيس أركان جيش الاحتلال، واستمرت المفاوضات حتى إنسحبت قوات العدو لشرق القناة ثم رجعوا حتى خط العريش برأس محمد، ثم حدث إتفاقية فصل القوات ثم كامب ديفيد ثم تحكيم طابا.
- ملحق عسكري بأمريكا
تم تعيينى ملحقًا عسكريًا فى 1993 وحتى 1995، وكان دورى تنسيق العلاقات المصرية العسكرية فى الدولة الملحق بها ومناقشة الإتفاقيات العسكرية وكل صفقات التسليح، كما أن الملحق هو المسئول عن المعونة الأمريكية التى تقدر 1.2 مليار دولار، فمصانع الأسلحة تريد أن تفرض علينا الأسلحة التى تصنعها فنقول لا نحن نريد قطع غيار طائرات كذا ولا نريد كذا ويعد الملحق الحربى هو ثانى أهم شخصية مصرية بأمريكا بعد السفير المصرى.
- دور الأسرة في حياتك
أمى الله يرحمها كانت شئ مهم جداً بالنسبالى، كانت بتشيل كل الأكل اللى عملته أو طبخته فى أى يوم طول الشهر وأنا فى الحرب، كانت بتعين لى نصيبى فى كيس كنت أنزل الأجازة الأقى الفريزر مليان أكياس وأكياس فيها نصيبى أنا واخواتى، فنحن ثلاثة أشقاء كنا فى الحرب، أخويا الكبير اللواء حلمى كان فى البحرية المدفعية الساحلية وأخويا محمود فى المدرعات، وأنا فى سلاح المهندسين، وكانت أمى الله يرحمها تقول مستحيل ناكل حاجة من غيركم وتقعد تأكلنا كل نصيبنا من كل حاجة طبختها طول الشهر، أما والدى كان رجلا طيبا وقويا وكان دايمًا بيدعى لنا أن ربنا ينصرنا ولم أكن متزوجا وقتها، لم أتزوج إلا فى 76 بعد حرب أكتوبر بـ3 سنوات.
- ميدان باسمه في كفر الشيخ
مؤخرا، افتتح اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، واللواء أحمد زكي عابدين، رئيس العاصمة الإدارية، وعمرو البشبيشي نائب محافظ كفر الشيخ ميدان أحمد عابدين، نهاية شارع المصنع بالتقاطع مع مساكن الـ47 بمدينة كفر الشيخ.
وتقلد اللواء أحمد زكي عابدين منصب محافظ كفر الشيخ في عهد مبارك خلفًا للمحافظ صلاح الدين سلامة، وذلك منذ عام 2008 حتى عام 2012.