لإخفاء آثار الزهرى.. السبب الحقيقى لاختراع «الباروكة»
رفض الرجال الأوروبيون الخروج دون ارتداء شعر مستعار في الفترة التي تقع بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر ولم يكن هذا الأمر أحد أنماط الموضة الغريبة ولكن له تاريخ رائع، حيث اتضح أن الباروكات المجففة لم تصنع في البداية لتزيين الرأس هناك سر مدهش لذلك نعرضه لكم في السطور التالية وفقا لموقع «rankar».
لماذا أرتدي الرجال الباروكات باوروبا؟
لم يلجأ الرجال للشعر المستعار لإظهار قوتهم الرجولية في نمو الشعر، ولكن في الواقع ارتدى العديد من الرجال الشعر المستعار للتغطية على مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وهو مرض الزهري الذي دمر أوروبا لعدة قرون، وكان أحد الآثار الجانبية الشائعة للمرض هو تساقط الشعر غير المكتمل، وهذه كانت بداية الحاجه للجوء إلى الشعر المستعار الذي استخدم كذلك لتغطية القروح.
تسبب مرض الزهري في تساقط الشعر
بدأ مرض الزهري باسم الجدري أو المرض الفرنسي بالانتشار في أوروبا في تسعينيات القرن التاسع عشر عن طريق الاتصال الجنسي، وقبل تطوير المضادات الحيوية ، لم يكن هناك علاج.
وامتدت الآثار الجانبية للمرض إلي وجود القروح المفتوحة، وخلال المراحل المتأخرة من المرض كان بالإمكان فقد العيون الأنف، واليدين، وإصابة الدماغ والجنون في نهاية المطاف.
لكن الأوروبيين ابتكروا طريقة جديدة لإخفاء الأدلة على أمراضهم التناسلية وهو الشعر المستعار، وبدلًا من إظهار الرأس هي صلعاء بعد المرض تحول الأوروبيون الأثرياء إلى الشعر المستعار لإخفاء أعراض مرض الزهري.
اللجوء إلى الشعر المستعار لإخفاء الصلع
نافس الزهري بما يخلفه من قروح وبقع بيضاء الطاعون الأسود في مدى سرعة انتشاره في جميع أنحاء أوروبا، وعلي الجانب الآخر أدى هذا الأمر إلى تغيير كبير في الموضة، وفجأة أصبح الجميع يطالبون بالشعر المستعار لإخفاء رؤوسهم الصلعاء والقروح.
وبعدها أصبح الشعر المستعار تجارة كبيرة.
كيف صنع الشعر المستعار في البداية بأوروبا
كان الشعر المستعار مصنوعًا في الأصل من شعر الحصان أو الماعز أو الإنسان ، وكانت أسعار الباروكات باهظة الثمن والأنواع الرخيصة منها مصنوعة من الصوف.
و في عام 1673 أنشأت فرنسا نقابة صانعي الشعر المستقلين التي تضم صانعي الشعر البارزين، وبحلول عام 1771 كان هناك ما يقرب من ألف صانع شعر مستعار في البلاد.
لويس الرابع عشر يستعين بـ٤٨ من صناع الباروكات
أصبح لويس الرابع عشر ملك فرنسا أصلعًا منذ سن المراهقه، وكان لويس مهووسًا بسمعته، فاستأجر فنانين لرسم صورته ونحت تماثيل له و وصنع عملات معدنية تخليدًا لذكرى عظمته، لكن كونه أصلعًا لا يتناسب مع الصورة المناسبة لملك الذي أطلق علي نفسه ملك الشمس.
لذلك استأجر 48 صانع شعر مستعار، وعلى الرغم من أن الشعر المستعار غطى صلع لويس، إلا أنهم لم يتمكنوا من إخفاء شائعة أن الملك كان مصابًا بمرض الزهري.
الشعر الطويل كان رمزًا للمكانة الاجتماعية
خلال حقبة كان فيها الشعر الطويل رمزًا للمكانة، كان مرض الزهري أكثر من مجرد مرض منقول جنسيًا غير قابل للشفاء، لقد كان أيضًا كارثة اجتماعية ولخص الكاتب صمويل بيبس هذا الموقف عندما علم أن شقيقه مصاب بمرض الزهري، وقال في كتابه: "إذا تمكن أخي من العيش لن يتمكن من إظهار رأسه، فهذا الأمر سيكون عارًا كبيرًا".
وبالتالي كان الصلع بمثابة شئ سوداء على سمعة أي رجل، وبذل الرجال قصارى جهدهم لإخفاء تساقط شعرهم، حتى أنهم لجأوا إلى الباروكات البودرة باهظة الثمن.
ولم يكن كل من ارتدى شعر مستعار مصابًا بالأمراض المنقولة جنسيًا، ولكن مرض الزهري جعل اللجوء إلى الباروكات أكبر.
انتشار الباروكات في المجتمع الأوروبي
بمجرد أن بدأ الملوك مثل لويس الرابع عشر وتشارلز الثاني في ارتداء الشعر المستعار ويعتقد أنهما أصيبا بمرض الزهري سرعان ما انتشرت الموضة إلى الأرستقراطيين وحتى عامة الناس.
كان الشعر الطويل علامة على الدم الملكي
في القرن الثامن عشر كان يعتقد بأن طول الشعر يحدد المرتبة الاجتماعية، كما كانت قصات الشعر القصيرة إلى حد ما علامة علي درجة الدونية في الرتب.
أرتدت النساء الباروكات
بحلول النصف الأخير من القرن الثامن عشر، لم يكن الشعر المستعار للرجال فقط بل كان رائجًا أيضًا للنساء، حيث كان لدى العديد من النساء الأرستقراطيات والملكيات مصففات شعر تصمم شعرهن الطبيعي بقطع الشعر أو وصلات الشعر.