مستشار الأمن القومي ليس أولهم.. زيارات رفيعة المستوى من مسؤولي إدارة بايدن للقاهرة
يزور مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان القاهرة، اليوم الأربعاء، لبحث دعم الانتخابات الليبية، والأمن الإقليمي، بما في ذلك القرن الإفريقي، بحسب ما أعلن البيت الأبيض، في بيان أمس الثلاثاء.
وبحسب البيان، سيناقش مستشار الأمن القومي الأمريكي، دور مصر في تعزيز الأمن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى مصر مؤخرا، فيما تعد الانتخابات الليبية جزءا من خارطة طريق جرى إعدادها العام الماضي في منتدى سياسي دعت إلى عقده الأمم المتحدة، لإنهاء الأزمة المستمرة منذ عشر سنوات.
وزيارة "سوليفان" ليست الأولي التي يقوم بها مسؤولي رفيعي المستوى من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى القاهرة، وترصد "الدستور" في هذا التقرير زيارات مسؤولين أمريكيين خلال الشهور الأخيرة إلى مصر، منهم وزير الخارجية الأمريكي ومدير المخابرات الأمريكية، وأهم الملفات التي تناولتها تلك الزيارات
- وزير الخارجية الأمريكي
انطلقت بداية سلسة الزيارات الأمريكية رفيعة المستوى في مايو الماضي، عندما زار وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، القاهرة في إطار جولة في الشرق الأوسط، سعيا لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ تولى الرئيس الأمريكى جو بايدن منصبه مطلع هذا العام.
والتقي "بلنكين" الرئيس عبد الفتاح السيسي،، ووزير الخارجية سامح شكري، ومدير المخابرات العامة عباس كامل، في القصر الرئاسي بالقاهرة، وقال في بيان له أنه أجرى محادثات مكثفة وجيدة للغاية معه، مشيرا إلى أنه عمل مع القاهرة على تقليل التصعيد وبناء مزيد من الاستقرار في الضفة الغربية والقدس، ومن أجل نشر المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار للفلسطينيين في غزة.
وجاءت زيارة "بلينكن" للقاهرة الوسيط التقليدي بين الفلسطينيين وإسرائيل، بعد بضعة أيام من سريان وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية، بين إسرائيل وقطاع غزة، منهيا 11 يوما من القصف المتبادل.
- مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية
وفي أغسطس الماضي، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وذلك بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وكذلك السفير جوناثان كوهين السفير الأمريكي بالقاهرة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية حينها بأن الرئيس رحب بالمسئول الأمريكي وطلب منه نقل تحياته إلى الرئيس «جو بايدن»، مؤكداً الأهمية التي توليها مصر لتدعيم وتعزيز التعاون الراسخ بين البلدين في مختلف المجالات، خاصةً على الصعيد الأمني والاستخباراتي في ضوء انتشار خطر الإرهاب والتطرف.
من جانبه، نقل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى الرئيس تحيات الرئيس الأمريكي، معرباً عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من تعاون بناء وعلاقات وثيقة، ومؤكداً حرص الولايات المتحدة على التنسيق المستمر مع مصر إزاء التحديات المختلفة، لاسيما في ضوء تطورات الأوضاع بمنطقتي الشرق الأوسط وشرق المتوسط والقارة الأفريقية، مثمناً في هذا الإطار قيادة الرئيس لجهود تدعيم الأمن والاستقرار إقليمياً، الأمر الذي رسخ من دور مصر كمحور اتزان للأمن الإقليمي بأسره.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين تجاه مختلف القضايا ذات الصلة.
كما تطرق اللقاء إلى تبادل وجهات النظر بشأن المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً على مستوى التوترات بمنطقة شرق المتوسط، إلى جانب تطورات الأوضاع في أفغانستان، فضلاً عن مستجدات كلٍ من القضية الفلسطينية وملف سد النهضة، وكذا الأزمة في ليبيا.
- المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الإفريقي
وفي أوائل مايو الماضي، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، جيفري فيلتمان، المبعوث الأمريكي الخاص لمنطقة القرن الإفريقي، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، والسفير الامريكي بالقاهرة جوناثان كوهين.
وشهد اللقاء التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية في منطقة القرن الإفريقي، في مقدمتها تطورات ملف سد النهضة، و أكد "فيلتمان" أن الادارة الأمريكية جادة في حل تلك القضية الحساسة نظراً لما تمثله من اهمية بالغة لمصر وللمنطقة والتي تتطلب التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، فقد هنأ الرئيس المبعوث الأمريكي على تعيينه في منصبه الجديد، متمنياً التوفيق له في تلك المهمة وفي التعامل مع قضايا المنطقة، بما يعزز من الأمن والاستقرار والتنمية بها، خاصةً في توقيت تواجه فيه منطقة القرن الإفريقي العديد من التحديات المعقدة التي تهدد بتقويض الاستقرار بها، ومن ثم أهمية انخراط الولايات المتحدة بشكل مكثف لاحتواء تلك التحديات.
و أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة في إطار علاقات الشراكة الاستراتيجية، الممتدة بين البلدين الصديقين والدور الحيوي لتلك الشراكة في تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.
كما شدد الرئيس على أن مصر ما زالت تسعى للتوصل إلى اتفاق عادل ومنصف وملزم قانوناً لملء وتشغيل سد النهضة، بما في ذلك من خلال مسار المفاوضات برعاية الاتحاد الإفريقي بقيادة مقدرة من الرئيس الكونغولي "فيليكس تشيسيكيدي"، مشدداً على أن تلك القضية هي قضية وجودية بالنسبة لمصر التى لن تقبل بالإضرار بمصالحها المائية أو المساس بمقدرات شعبها، ومن ثم أهمية تحمل المجتمع الدولي مسئولياته في حلحلة تلك الأزمة وحيوية الدور الأمريكي للاضطلاع بدور مؤثر في هذا الاطار
من جهته، أكد "فيلتمان" تثمين الولايات المتحدة للعلاقات الاستراتيجية مع مصر، وذلك في ضوء الثقل السياسي والدور المحوري الذي تتمتع به مصر في محيطها الإقليمي، بما يساهم في تحقيق التوازن بالمنطقة، وحرص الولايات المتحدة على دفع أطر التعاون بين البلدين الصديقين ثنائياً وإقليمياً.