بعد فوزه في الانتخابات الألمانية.. من هو زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي؟
«إنهم يريدون أولاف شولتز مستشارهم القادم».. هكذا احتفى زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي، بفوزه في الانتخابات التشريعية الألمانية التي جرت أمس الأحد، أمام منافسه المحافظ أرمين لاشيت، معتبرًا أن نتائج الانتخابات تعكس رغبة الناخبين الألمان في تغيير حكومة بلادهم.
ووفقًا للنتائج الرسمية الأولية التي أعلنتها الهيئة الانتخابية الفدرالية فجر الاثنين، فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أولاف شولتز، بعد أن حصد 25.7% من الأصوات متقدمًا بشكل طفيف على المسيحيين الديمقراطيين المحافظين بقيادة أرمين لاشيت، والذين تراجعوا إلى مستوى منخفض تاريخيًا بعد أن حل الحزب في المركز الثاني بنسبة 24.1% من الأصوات، فيما حصل حل حزب الخضر ثالثًا بنسبة 14.8%، تلاه الحزب الديمقراطي الحر بنسبة 11.5%.
وتكتسب الانتخابات التشريعية الألمانية هذا العام، أهمية بالغة في التاريخ السياسي لألمانيا الاتحادية، حيث غابت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن المشهد الانتخابي بعد 16 عامًا من تولي السلطة في بلادها، فيما اعتبر زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين أولاف شولتز، أن الناخبين الألمان اختاروه ليكون «المستشار المقبل».
وصرح المرشح الديمقراطي الاشتراكي مساء الأحد: «ستكون ليلة انتخابية طويلة»، مضيفا «لكن ما هو مؤكد هو أن العديد من المواطنين صوتوا للحزب الاشتراكي الديمقراطي لأنهم «يريدون تغيير الحكومة وأيضا لأنهم يريدون أن يكون أولاف شولتز المستشار القادم».
من هو أولاف شولتز؟
ولد أولاف شولتز، في عام 1958 في أوسنابروك بولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، ونشأ في مدينة هامبورغ على الساحل الشمالي لألمانيا، حيث شغل أيضًا منصب رئيس البلدية.
انضم لأول مرة إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1975، وهو في سن 17، ويميل أكثر إلى الأفكار اليسارية للحزب.
خدم «شولتز» في البرلمان الألماني أو الـ«بوندستاغ»، وتم انتخابه نائبًا في عام 1998.
عمل «شولتز» أمينًا عامًا للحزب الاشتراكي الديمقراطي في الفترة من (2002 - 2004)، وبعد سلسلة من الإخفاقات الانتخابية، تخلى «شولتز» عن منصب الأمين العام للحزب عام 2004، وفي عام 2007 تسلم وزارة العمل.
شغل «شولتز» منصب وزير العمل الفيدرالي في عهد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، كما تولى منصب عمدة هامبورغ لمدة سبع سنوات اعتبارًا من عام 2011.
في عام 2018 أصبح «شولتز» وزيرًا للمالية ونائب المستشار في حكومة ميركل الرابعة.
تعرضت حياة «شولتز» السياسية للعديد من الأزمات، ففي أثناء رئاسته لبلدية هامبورغ الألمانية، واجه انتقادات بسبب تعامله مع قمة مجموعة العشرين في عام 2017 ، حيث شهد الحدث أعمال عنف واسعة النطاق بين المتظاهرين والشرطة.
خلال فترة عمله كوزير للمالية ونائب المستشار في حكومة ميركل أثناء جائحة فيروس كورونا، أشرف «شولتز» على توزيع مليارات اليوروهات للإغاثة من الوباء، بالإضافة إلى المساعدات الطارئة لضحايا الفيضانات المميتة في ألمانيا.
أُطلِق عليه لقب «شولتزومات» أو «Scholzomat»، وذلك بسبب أسلوبه السياسي الجاف وملامحه الصارمة، إلا أن هذا الأمر ربما كان في صالحه مع الناخبين الذين ما زالوا مرتبطين بميركل، والتي كانت معروفة بخطبها الحماسية.