«المحارب».. هكذا هاجم جمعة فرحات أمريكا فانتقمت بتزييفه إعلاميا
في عام 2001 اتصلت مديرة محطة «إن بي سي» الأمريكية برسام الكاريكاتير المعروف جمعة فرحات، لإجراء مقابلة معه لبرنامج إخباري يذاع الاثنين من كل أسبوع، وطلبت تصويره وهو يقدم البرنامج الذي كانت إحدى فقراته عن ضغوط الإعلام الأمريكي على الإدارة لتفعيل حربها في أفغانستان، وفي اليوم التالي حضر مذيع من أمريكا وصور مقابلة امتدت أكثر من نصف الساعة مع جمعة فرحات عن أعماله الكاريكاتورية التي ينشرها بالأهرام والاهرام ويكلي، وطلب منه أن يشرح للمشاهد الأمريكي كل كاريكاتير وبعد أن استعرض جمعة نحو 15 كاريكتيرا سأله المذيع: «ألا تلاحظ أن كل رسومك فيها هجوم على أمريكا، فأجاب فرحات: «نعم ولكنني لست الوحيد، فجميع رساموا العالم فن الكاريكاتير يسخرون حاليا من أمريكا التي تشبه فيلا يحارب نملة، كما أنه أمر يدعو للسخرية، أن الجيش الأمريكي بكل ما يملك من عتاد وتكنولوجيا، يطارد شخصا واحدا هو أسامة بن لادن والرسامون الأمريكان أنفسهم يسخرون من ذلك».
وبدا أن الأمر عاديا وأنا مخاوف جمعة فرحات من تجارب سابقة مع الإعلام الإمريكي غير حقيقية فقبل أن يبدأ الحوار أبدى جمعة تحفظه على التعامل مع الإعلام الأمريكي بسبب سوابق معه، وآخرها حديث أجرته معه جريدة «واشنطن بوست» التي تلاعبت في مضمونه واستقطعت من سياقه ما أرادت أن تنشره فقط، لكن المذيع وعده بالالتزام بكلامه حرفيا أو بعرض أجزاء من كلامه تعطي انطباعا حقيقيا عنه.
وتلقى جمعة فرحات اتصالا من الكاتب الصحفي «توماس جورجسيان» الذي أخبره أنه رآه في البرنامج الأمريكي الشهير يتحدث مدة لم تزيد عن دقيقة واحدة وفي البرنامج نفسه كان الإعلامي الشهير حمدي قنديل يتحدث لمدة لم تزيد على دقيقة ونصف وأن حديثهما اقتصر على سؤال واحد هو: «هل تحض على كراهية أمريكا؟»، وكانت الإجابة «نعم» فقد غير المذيع صيغة السؤال لكنه ابقى على كلمة واحدة من الإجابة.
وعرف جمعة فرحات أنه وقع ضحية للتزيف الإعلامي الأمريكي مرة أخرى، حسبما ذكرت جريدة صوت الأمة عام 2001.