طلب إحاطة للاتحاد الأوروبي بشأن تغلغل الإخوان: أكثر خطرا من الإرهابيين
قدم عضو البرلمان الأوروبي لارس باتريك بيرج، طلب إحاطة إلى الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية/ نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، طالبه بتقديم إفادات واضحة حول نفوذ جماعة الإخوان وشبكات تمويلها في القارة العجوز، وأنها أصبحت مصدر قلق خاصة في ألمانيا.
الإخوان أكثر خطورة من الإرهابيين
وأشار طلب الإحاطة، المنشور على الموقع الرسمي للبرلمان الأوروبي ، إلى التقرير الاستخباراتي الذي أصدرته "هيئة حماية الدستور" في ولاية بادن فورتمبيرج بألمانيا، التابعة للمكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية في ألمانيا)، بشأن الإخوان، حيث حذر التقرير من تنامي نفوذ الجماعة في ألمانيا وتسللها إلى مؤسسات الدولة والجامعات الألمانية.
وذكر التقرير الاستخباراتي الألماني أن "الإخوان لم يسعوا لتحقيق أهدافهم عن طريق العنف ولكن باستخدام المؤسسات، وهذا يجعل التعرف على أنشطتهم أكثر صعوبة"، مضيفا أن بعض فروع المكتب الاتحادى لحماية الدستور فى مختلف أنحاء ألمانيا تعتبر جماعة الإخوان أكثر خطورة من الإرهابيين.
وأوضح التقرير، الذي نشر في أواخر يوليو من العام الماضي، أن وكالات المخابرات الألمانية تشعر بالخوف والقلق من أن الإخوان يقوضون النخبة التعليمية فى ألمانيا، مع تزايد نفوذ التنظيم ومحاولاته تقويض النظام الديمقراطى الحر لجمهورية ألمانيا الاتحادية، لافتا إلى الجماعة تعتمد فى المقام الأول على "النخب ذات الخلفية الأكاديمية مما يجعلهم يظهرون- بشكل خادع- كشريك جدير بالثقة".
وكشف التقرير أن الإخوان تسعى للتسلل إلى الأوساط الأكاديمية الألمانية بهدف تعزيز أيدلوجية متطرفة، كشافا ان الجماعة تسعى لتوظيف المساجد التي تبنيها والمراكز التي تمولها لنشر أفكارها، داعيا إلى ضرورة مراقبة المنظمات والمؤسسات التي تستخدمها لتمويل أنشطتها ونشر أفكارها المتطرفة وتفتح الباب أمام تسلل أيديولوجيتها الإرهابية للبلاد.
مطالبات سابقة
ولارس باتريك بيرج ليس أول عضو بالبرلمان يدعو الأتحاد الأوروبي والمفوضية إلى اتخاذ إجراءات لمنع تزايد نفوذ جماعة الإخوان وأنشطتها في أوروبا، فالنائبة الفرنسية جولي ليشانتوكس كانت قد قدمت أيضا طلب إحاطة في البرلمان الأوروبي ، حول العلاقات الشخصية لبعض الممثلين السابقين لمنظمة لإغاثة الإسلامية في ألمانيا مع الإخوان.
كما قدمت كتلة الحزب الديمقراطي الحر (يمين وسط معارض) في أواخر العام الماضي، طلب إحاطة أمام البرلمان الألماني طالبت فيه الحكومة بتقديم إفادات واضحة حول نفوذ الإخوان ومؤسساتها وعدد عناصرها في ألمانيا، مشيرا إلى وثيقة برلمانية كشفت تحذيرات السلطات الأمنية بشكل مستمر من الخطر الذي تشكله المنظمات المتطرفة التابعة لتيار الإسلام السياسي ، وعلى رأسها الإخوان.
وذكرت هذه الوثيقة إن الإخوان "تتوسع وتؤثر بشكل واضح على بعض مؤسسات الدولة في ألمانيا"، مطالبا بضرورة "فرض رقابة قوية على التنظيم واتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة التهديد الذي تمثله".
وكشفت تقارير استخباراتية في المانيا أن الإخوان تتقرب إلى الأحزاب السياسية وصانعي القرار كوسيلة لتوسيع نفوذها داخل المجتمع الألماني، مؤكدا أن الجماعة تحاول التسلل لإقامة مجتمع مواز، وباتت تخترق النظام الديمقراطي، من خلال استغلال المنظمات والجمعيات الإسلامية والتقرب إلى الأحزاب السياسية الألمانية واستغلال دور العبادة لنشر أفكارها المتطرفة، حسبما أكدته دراسة حديثة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب.