علماء وقيادات الأزهر يتصدون لظاهرة الثأر في الصعيد
- وكيل الأزهر: الثأر "إرث مر" يدمر المجتمع والأزهر يدرب أبناءه للتصدي له
- رئيس العليا للمصالحات: "فوضناك" كلمة أطلقها المتخاصمون للإمام الأكبر عندما علموا بقدومه لنزع فتيل الثأر
- قيادات الأزهر: الأزهر لن يدخر جهدًا في القضاء على "الثأر" حتى يأتي اليوم وقد أعلن خلو مصر منه
افتتح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر اليوم، وعدد من علماء وقيادات الأزهر الشريف البرنامج التدريبي التابع لأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، المقام بأسيوط؛ استكمالاً لمسيرة أعضاء اللجنة العليا للمصالحات بالأزهر في التصدي لظاهرة الثأر بصعيد مصر. ، ذلك برعاية برعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وقال وكيل الأزهر خلال كلمته، يحق لي أن أتعجب وأن أحزن في آن وأحد، جراء هذا "الإرث المر" وهذه "العادة اللعينة" التي بها تشرذم المجتمع، خاصة المجتمع الصعيدي المعروف عنه أنه جُبل على مكارم الأخلاق بفطرة سليمة، ولا أدل على ذلك من شهادة التاريخ نفسه على شيم أهله، مضيفا أن هذه العادة الجاهلية قد استدعاها البعض من الماضي بحجج ومفاهيم مغلوطة فربطها بالكرامة والعشيرة، وبلغ بها البعض مبلغ السفه حين جعل منها مصدرًا للتفاخر والتباهي، وهو لا يدري أنه بهذه المفاخرة الكاذبة يترك في أهله إرثًا جاهليًا حرمه الله ورسوله.
وشدد "الضويني" على ضرورة عدم التقصير في طرق معالجتها، وأن لا تفتر الهمم في التصدي لها، فإنها تقضي على مجتمع كامل ثقافيًا واجتماعيًا وماديًا، فيقبع أهله في الجهل طيلة حياتهم، موصيا وعاظ وأعضاء اللجنة العليا للمصالحات والقائمين على ذلك؛ بفض منازعات الناس وتصفية خلافاتهم بالحسنى والموعظة الحسنة التي تقتضي قدرًا من الأمانة وحظًّا من الحكمة ونصيبًا من حب الناس الذي لا يتأتى إلا بحسن معاشرتهم، مشيرا أن الأزهر إذ يضاعف اليوم جهوده لتدريب أبنائه على التصدي لهذا الميراث الجاهلي، فإنه تمتد يده لكل من لديه النية ويملك من الجهد ما يمكنه من اقتلاع هذا الوباء من بيننا، من أجل أن يعود وجه الصعيد كما كان.
من جانبه، قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الأسبق، رئيس اللجنة العليا للمصالحات، إن مصرنا الحبيبة تستحق أن تتخلص من آفة الإرهاب والثأر، لافتا أن الأزهر يعمل منذ القدم على الإصلاح بين الناس ولديه لجان كثيرة تعمل على علاج الأمراض التي تنتاب المجتمع، لافتًا أن حب واحترام أهل الصعيد للأزهر وللإمام الأكبر فضلاً عن حب واحترام مصر والعالم؛ جعل القبول للأزهر في قلوب الناس لفض نزاعاتهم الثأرية، مذكرًا بمشهد حضره للإمام الدكتور أحمد الطيب عندما علم الخصوم بقدومه لفض نزاع شجر بينهم، فما منهم إلا إن قالوا "فوضناك" وارتضوا به حكما، ومن ذلك الموقف تولدت فكرة إنشاء اللجنة العليا للمصالحات لفض النزاعات.
أضاف الدكتور شومان، أن اللجنة العليا للمصالحات ليست بديلة عن القانون وليست مجالس عرفية بديلة عن القضاء، ولكن الأزهر يعمل على حل النزاعات محترما القضاء والقانون، كما يعمل الأزهر بتناغم و بتنسيق تام مع جميع المؤسسات والجهات الأمنية، ولن يدخر الأزهر جهدا حتى يأتي اليوم الذي يُعلن فيه أن مصر خالية من آفة الثأر بإذن الله.
واختتم الدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، أن مصر الكنانة بلد عرفت منذ القدم بعراقة أصل شعبها وكرمه وتعاونه، وقد حباها الله بأهل العلم والحكمة، والأزهر الشريف -منبر الدعوة- اضطلع بمهام كثيرة أهمها التوفيق بين الناس فيما عسى أن يكون بينهم من خلاف أو نزاع في سبيل أمن المجتمع، موضحا أن أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب منبر من منابر الأزهر، و اليوم يدشن الأزهر لدورة توعوية لتدريب وتأهيل السادة الوعاظ أعضاء لجان المصالحات بمحافظة المنيا وأسيوط والوادي الجديد.