رئيس الأورومتوسطى لدراسة الإسلام اليوم: العمل الجماعي هدفه دفع المفاسد
أكد الدكتور منير القادرى بودشيش رئيس المركز الأورومتوسطى لدراسة الإسلام اليوم بفرنسا، ومدير الملتقى العالمى للتصوف أن للمكون القيمي والروحي في المجتمع الممثل في التصوف -مقام الإحسان- اعتباريته القيمية في كونه مرجعية تربوية وروحية فاعلة تعتمد الأمر بالحسنى والتربية على القيم الروحية الإنسانية ومكارم الأخلاق نهجا لها وفق قواعد الكتاب والسنة النبوية وطريقة اعلام التصوف في التربية على قيم التعاون والعمل الجماعي.
وقال إنها تربية أخلاقية تهدف إلى الربط بين أفراد الإنسانية برباط قلبي يوحِّد بينهم في الاتجاه والهدف، ويجعل منهم وَحدة قوية متماسكة، يأخذ بعضها برقاب بعض، سُداها المحبة، وهدفها السعادة في الدنيا والآخرة.
واعتبر القادرى خلال مشاركته فى الليلة الرقمية رقم 71 من ليالى الوصال الصوفية التى تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بالمغرب، أن العمل الجماعي في المجتمعات الإنسانية هو الذي ترسم ملامحه الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[الحجرات: 13]، وأوضح أن هذه الآية الكريمة تعلن العمل الجماعي والتعاون الدولي الذي بموجبه تنتظم كافة المجتمعات الإنسانية في رباط عالمي، هدفه النهائي والحقيقي إقامة مصالح العالمين ودفع المفاسد عنهم، وتبادل المنافع فيما بينهم، مادية ومعنوية، علمية وثقافية واقتصادية، مشددا على ضرورة الحفاظ على خصوصيات وكيان كل مجتمع، دون تهديد لتلك الخصوصيات بما يهدمها أو يلغيها، معتبرا أن أساس ذلك إحساس الجميع بوحدة أصلهم ومنشأهم ومصيرهم.