أجواء روحانية.. طقوس الاحتفال بمقام السيدة زينب في أسوان (فيديو)
إنارة تملئ المكان بأكمله مثلما يكون الوضع في الافراح، والأهالي تفترش الأرضيات من جهة وأخرين في صحبة أسرية يصعدون إلى المقام والابتسامة مرتسمة على وجوههم لقدومهم للاحتفال باليوم الأسبوعي للسيدة زينب، الذي يتم تنظيمه مساء السبت من كل أسبوع، تلك هي مشاهد الاحتفال مع أولى خطوات وصولنا للمنطقة الموجود بها مقام السيدة زينب، "الدستور" ترصد أجواء الاحتفال الأسبوعي بمقام السيدة زينب في أسوان.
عند صعود الدرج والوصول إلى المكان الموجود به مقام السيدة زينب، نجد أن هناك عدد من حلقات الذكر في أماكن مختلفة، حيث أن بعض المحتفلين باليوم الأسبوعي للسيدة زينب، يشغلون الأذكار القرآنية والمديح بمكبرات الصوت والجلوس على الحصير والترديد وراءها، والبعض الآخر يصفقوا ويحرصوا على التطبيل بالدف وترديد المديح، وسط أجواء روحانية، وحضور عدد كبير من الأهالي بصحبة أبنائهم.
كما أننا نجد أيضًا مجموعة من السيدات والرجال بأماكن متفرقة يجلسوا وبجانبهم أواني معدنية كبيرة الحجم يطهون بها مجموعة من المأكولات التي يفضلها المريدين والمحتفلين باليوم الأسبوعي للسيدة زينب، ثم يتم وضع كميات لهم في الأطباق لتناول وجبة العشاء، والتي من أبرزها الفول النابت، والفتة، والملوخية، والبامية الويكه، وشوربة اللحم، واللحم، وغيرها، بالإضافة إلى انتشار بائعو حلوى المولد المختلفة وسعرها في تناول الجميع، منها الفولية، السمسمية، المشبك، وغيرها.
ومع تجولنا داخل الساحة الموجود بها المقام نجد أن هناك حالة من التنوع في الطقوس التي يتبعها الأهالي للاحتفال بالليلة الأسبوعية للسيدة زينب، حيث أن الاحتفال يحضره عدد كبير من الأهالي، منهم يفضل زيارة المقامة للمباركة وبعدها يفترشون الأماكن المتنوعة داخل الساحة لتناول المأكولات والمشروبات برفقة أسرته، وآخرون زياره المقام والمشاركة في حلقات الذكر وقضاء أوقات روحانية ومميزه في حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبالرغم أن الاحتفال أسبوعي بمقام السيدة زينب ويعتبرها المريدين والمحتفلين بمثابة ليلة مباركة، إلا أن هناك البعض يجعله مصدرًا للسعي وراء رزقه، حيث شهد مقام السيدة زينب في أسوان انتشار بائعي ألعاب الأطفال المختلفة، بجانب بائعو الحلي بأنواعها، والبالونات وغيرها.
ومن ناحيته قال خالد عبد المنعم، أحد المحتفلين، إنه يحرص على القدوم بعد صلاة المغرب في كل يوم سبت إلى مقام السيدة زينب للزيارة، وحضور الاحتفال الأسبوعي، والالتقاء بأصدقائه الذين يحرصوا على الزيارة، وتناول المأكولات والمشروبات التي يتم إعدادها داخل المكان للمباركة.
وأضاف لـ "الدستور" أن المميز في الاحتفال الأسبوعي توفير المأكولات والمشروبات بكميات كبيرة لكل القادمين وبدون أي تكلفة مالية "ببلاش"، حيث أن كل الأشياء التي يتم تقديمها للأهالي عبارة عن تبرعات لمقام السيدة زينب، ويقوم بطهوها وإعدادها الموجودين بالمقام.
وأوضح أن خلال الاحتفال الأسبوعي تتوافد عدد كبير من الأهالي، والشباب أيضًا بالأعمار المختلفة، من كافة أنحاء محافظة أسوان لحضور الاحتفال وحلقات الذكر، وتناول المأكولات المختلفة للمباركة.