«الحليب» يحل لغز هجرة الأوروبيين من الشرق حتى منغوليا فى العصر البرونزى
أكدت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن العلماء توصلوا للغز هجرة وكيفية سفر السكان الأوروبيين من التنقل في الشرق حتى منغوليا قبل ٥ آلاف عام خلال العصر البرونزي.
وقالت الصحيفة إنه في بداية العصر البرونزي، شرعت الهجرة الجماعية للأوروبيين من سهول روسيا في سلسلة من الرحلات التي غيرت التاريخ.
وتابعت أن بعض الأوروبيين ذهبوا غربًا عبر أوروبا إلى أماكن مثل الدول الاسكندنافية، بينما وصل آخرون إلى الشرق الأقصى مثل منغوليا.
وأشارت إلى أنه بمجرد وصولهم إلى هناك، أدخلوا تقنيات جديدة، مثل العربات ذات العجلات، وربما جلبوا عائلة اللغات الأوروبية التي تشمل اليوم الإنجليزية والإسبانية.
وظل العلماء يبحثون عن كيفية سفرهم مثل هذه المسافات غير العادية منذ 5 آلاف عام.
وكشف بحث جديد عن أن سر نجاحهم بسيط للغاية، وهو أنهم كانوا يشربون الحليب، ولم يكتفوا بشربه فحسب، بل جلبوا أيضًا جينات تحمل اللاكتوز إلى أوروبا.
وخلال العصر الجليدي الأخير، كان الحليب في الأساس مادة سامة للبالغين لأنهم- على عكس الأطفال- لم يتمكنوا من إنتاج الإنزيم المطلوب لتفكيك اللاكتوز، السكر الرئيسي في الحليب.
ولكن عندما بدأت الزراعة تحل محل الصيد والجمع في الشرق الأوسط، منذ حوالي 11000 عام، تعلم رعاة الماشية تقليل اللاكتوز إلى مستويات مقبولة عن طريق تخمير الحليب لصنع الجبن أو الزبادي.
بعد عدة آلاف من السنين، انتشرت طفرة جينية بدأها الرعاة الروس عبر أوروبا وأعطت الناس القدرة على شرب الحليب.
وأكدت الصحيفة، العلماء أكدوا أنه في حين أن الميزة الحاسمة الدقيقة التي منحها شرب الحليب للرحل الروس لا تزال قيد التحقيق، فمن المحتمل أن البروتينات والمغذيات والسوائل الموجودة في الحليب كانت ضرورية للبقاء في المناطق القاسية والقاحلة.
وأوضحت الصحيفة أن العلماء توصلوا لاكتشافهم من خلال تحليل الهياكل العظمية لـ56 فردًا عاشوا في ما هو الآن جنوب غرب روسيا بين عامي 4600 و 1700 قبل الميلاد.
ودرس باحثون من معهد "ماكس بلانك" لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا، الجير القديم وبقايا وجبات الطعام على أسنان المومياوات واكتشفوا البروتينات التي لا تزال محفوظة داخله.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الاكتشاف سمح للعلماء بتحديد البشر القدامى الذين استهلكوا الحليب واللبن والجبن وأيهم لم يستهلكوا.
وفاجأتهم نتائجهم، حيث قال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور شيفان ويلكين: "كان النمط قويًا بشكل لا يصدق، ولم تظهر عينات غالبية أفراد العصر الحجري قبل العصر البرونزي الذين تم اختبارهم - أكثر من 90 في المائة - أي دليل على استهلاك منتجات الألبان".
وتابع "في المقابل ، كان من الواضح أن 94 في المائة من أفراد العصر البرونزي المبكر كانوا يشربون الحليب".