في ذكرى رحيله.. تعرف على البابا ديسقوروس البطريرك الـ25
تحي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، ذكرى رحيل البابا "ديسقوروس" البطريرك الـ25، وروى ماجد كامل، الباحث في التراث القبطي سيرته قائلا: “يعتبر القديس ديسقوروس حلقة فارقة في تاريخ الكنيسة المسيحية ؛ فهو من جهة المدافع القوي عن الإيمان المسيحي ضد أصحاب الطبيعيتين من جهة، ومن جهة ثانية فهو يمثل نهاية مرحلة الكنيسة الواحدة”.
وتابع: “بداية الانشقاق المسكوني الأول عام 451 م في مجمع خلقدونية؛ وأخيرا فهو يمثل بداية حقبة الاضطهاد من الكنيسة الملكانية ضد الكنيسة الأرثوذكسية الذي استمر حتى الفتح العربي لمصر عام 641 م؛ وفي هذا المقال سوف نعرض لحياته وكفاحه ضد أصحاب الطبيعيتين”.
حياته ونشأته الأولى
واستكمل: “تاريخ ميلاده غير معروف علي وجه الدقة ؛غير انه من المعروف عنه ولد في مدينة الإسكندرية وتلقي تعليمه الأول في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية؛ كما عمل شماسا وسكرتيرا خصوصيا للبابا كيرلس الكبير وقيل انه كان حاضرا معه مجمع إفسس المسكوني عام 431؛ وعندما تنيح البابا كيرلس الكبير عام 444 م اجمع الشعب كله علي اختيار القديس ديوسقوروس خلفا له ليصبح هو البطريرك رقم 25 من سلسلة بطاركة الكنيسة القبطية”.
أعماله الأولى في البطريركية
وواصل: "ما أن تمت رسامة البابا ديوسقورس حتى قام بإرسال رسالة فصحية إلى جميع أساقفة العالم".
ظهور أوطاخي
وتابع: “في هذه الأثناء ظهر رئيس دير في القسطنطينية يدعى أوطاخي، وكان هذا الراهب شديد الغيرة ضد البدعة النسطورية التي قسمت السيد المسيح إلى اثنين؛ فتحمس في الدفاع عن الطبيعة الواحدة إلى الحد الذي دفعه إلى السقوط في بدعة مضادة وهي أن السيد المسيح كان له طبيعة واحدة هي الطبيعة اللاهوتية؛ أما الطبيعة الناسوتية فلقد ذابت في الطبيعة اللاهوتية كما تذوب نقطة الخل في المحيط ؛ فآمر بطريرك القسطنطينية ويدعى فلابيانوس وكان ذو ميول نسطورية بعقد مجمع مكاني في مدينة القسطنطينية تم فيه حرم أوطاخي وتجريده من رهبنته”.
وواصل: "تظلم أوطاخي من هذا الحرم ورفع مذكرة إلى الإمبراطور ثيودسيوس الصغير وإلى أسقف روما ويدعى لاون"
مجمع إفسس الثاني عام 449
وتابع ماجد كامل: “طالب الإمبراطور ثيودسيوس الصغير بعقد مجمع مسكوني في عام 449 في مدينة افسس عرف في التاريخ بمجمع إفسس الثاني وطلب من القديس ديوسقوروس رئاسة جلسات المجمع”.
مستكملا: "انعقد المجمع في يوم 8 /8 /449 م برئاسة البابا ديوسقوروس وحضره حوالي 130 أسقفا من جميع أنحاء العالم؛ ولم يحضره أسقف روما وانما أرسل مندوبين عنه؛ ونودي على أوطاخي لحضور جلسات المجمع واعلان إيمانه ؛ ولما كان اوطاخي يتميز بالمكر والدهاء الشديد فلقد أعلن إيمانه بقوانين المجامع المسكونية الثلاثة؛ وأنه ثابت على إيمان القديس اثناسيوس الرسولي والقديس كيرلس الكبير؛ فأصدر أباء المجمع حكما بتبرئة اوطاخي وإدانة فلابيانوس لأنه كان ذو ميول نسطورية فصادق الإمبراطور ثيودسيوس الصغير على الحكم وأمر بنفي فلابيانوس".
انعقاد مجمع خلقدونية عام 451
وأضاف: “انعقدت الجلسة الأولى في مجمع خلقدونية يوم 8/10 /451 م واستمر المجمع في الانعقاد حتى 1 /11 /451 م؛ ولم يتفق المؤرخون لا على عدد الحاضرين ولا على عدد جلسات المجمع غير أنهما اتفقا على حضور الإمبراطور والإمبراطورة وجلس البابا ديوسقورس على يمين الإمبراطور تكريما لكرسي الإسكندرية؛ كما يذكر التاريخ الكنسي حضور القديس مكاريوس أسقف إدكو، حيث كان من ضمن الوفد القبطي المصاحب للبابا ديوسقورس”.
واستكمل: “اعترض مندوب أسقف روما علي جلوس البابا ديوسقورس علي يمين الإمبراطور بحجة انه جاء ليحاسب عما فعله في مجمع إفسس، فسأله أحد الحضور (وماذا فعل في إفسس فرد المندوب أنه دعا إلى مجمع مسكوني دون أذن أسقف روما، فرد عليه البابا ديوسقورس أنه لم يعقد المجمع من تلقاء نفسه وإنما بناء على دعوة الإمبراطور، وجاء الاعتراض الثاني أنه وقع حكم على أسقف القسطنطينية دون وجه حق، فطلب البابا ديسقوروس قراءة محاضر المجمع وقال لهم نحن لم ننفرد بالحكم وإنما وقع معنا الأساقفة الشرقيون أيضا”.
وواصل: “جاء الاتهام الثالث الموجه إلى البابا ديوسقورس أنه رفض السماح بقراءة طومس لاون أثناء انعقاد المجمع فرد البابا ديوسقورس (لقد أمرت بقراءة الطومس مرتين لا مرة واحدة، فقالوا لماذا إذن لم تقرأ؟)، فاجاب (اسالوا أسقف أورشليم وإنطاكية، فأجاب الأسقفين (لما أمر البابا ديوسقورس بقراءة الرسالة قال رئيس الكتبة أنه ما تزال عندي رسائل إمبراطورية أخرى يجب قراءتها أولا)، ثم تم نفيه وبقى القديس في الجزيرة 5 سنوات منفيا حتى رحل في يوم 7 توت”.