سمير الأمير: النقد في جوهره مشروع فكري وجمالي يبحث في منابع اللغة والهوية
يشارك الشاعر والناقد سمير الأمير، في فعاليات معرض بورسعيد للكتاب، بأحدث إبداعاته والصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب "شعر أو لا شعر"، ويضم الكتاب دراسات عن محمود درويش ونازك الملائكة، وكذلك عن قضايا الشعر المختلفة كقصيدة النثر، والشعر البديل والشعر العراقي في المنافي.
و عن كتابه "شعر أو لا شعر"، قال الشاعر سمير الأمير في تصريحات لــ"الدستور": يعتقد كثيرون أن وظيفة النقد تنحصر فى تقييم الأعمال الأدبية والفنية سواء فى الشعر أو الرواية أو المسرح، أى أنهم يرون أن دور النقد يلى عملية الإبداع ، وهم بذلك يختصرون مجمل وظيفته إلى مجرد التعليق على الروايات والقصائد ولوحات التشكيليين وبذا تصبح وظيفته أشبه بوظيفة المعلق الرياضى فى مباراة كرة القدم حين ينقل للجمهور انطباعاته على الهواء مباشرة، ولذلك انتقلت عدوى الأساليب الإذاعية السطحية إلى عملية النقد بالغة الأهمية والجدية.
وتابع الشاعر والناقد، "أصبحنا نقرأ كلاما من نوع "استطاع الشاعر أن يحلق عالياً فى فضاءات الشعر وأن يتجاوزها إلى فضاءات جديدة" دون أن نفهم ما الذى فعله الشاعر على وجه التحديد، ناهيك عن الإرهاب الذى تمارسه الكلمات الجديدة مثل" فضاءات- ورؤيوى- وانعتاق- “ وأشياء كثيرة لا أفهم منها شيئا رغم دراستى للنقد فى الجامعة، ولعل ذلك يبرر لى ولغيرى من المهمومين بالنقد لماذا ينشغل هؤلاء المعلقون الرياضيون الذين لم تستوعبهم صفحات الرياضة بأعمال ساذجة أو مفتعلة أو منسوخة من أعمال أخرى أصيلة بعد تشويه ملامحها لكى يسهل تسويقها كإبداعات أو تسويق كتابها كمبدعين، تماما كما كان يفعل سارقو الحمير حين كانوا يصبغون الحمار الذى سرقوه ليلا ويبيعونه لصاحبه فى وضح النهار!".
وأضاف "الأمير"، هل أتجاوز حين أقول أن معظم ما نقرأه من نقد فى الصحف والمجلات السيارة ليس سوى إعادة إنتاج لمقولات جادة فى غير موضعها لأغراض شخصية؟ ، وأن الكتابات النقدية السائدة لا تعدو كونها تلميعاً لعملات زائفة ولكتابات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ساهمت فى صرف جمهور القراء عن قراءة الإبداع برمته رديئة وجيدة؟".
وظيفة ودور النقد
واستكمل " في ظني أن النقد لو عاد لوظيفته ولدوره الرائد في حرث التربة وتهيئة المتلقى لتعرف طلاب الجامعة والمتعلمين عموما على أسماء مهمة لشعراء وروائيين وقصاصين ، منهم من قضى دون أن يضعه النقد في موضعه الذى يستحقه ومنهم من ينتظر لعل الزبد الطافح على السطح يذهب جفاءا، هذا طبعا بالإضافة إلى أننا لو أدركنا أن وظيفة النقد الأساسية هى الانشغال بالنص الأهم والأعم وهو " نص الحياة" لما وجدنا مذيعين وصحفيين لا يعرفون شيئا عن مصطفى مشرفة وسيد عويس وجمال حمدان، وما وجدنا شعراء لا يعرفون عبد الصبور وأمل دنقل وفؤاد حداد، لأن النقد في جوهره هو مشروع فكرى وجمالى يبحث فى منابع ومرتكزات اللغة والهوية و يهدف إلى تقييم الرؤى والأفكار ووضعها في موضعها حسب قربها وبعدها من النظرية الجمالية التى تهدف إلى إعادة تشكيل رؤيتنا للعالم وفق تلك النظرية التى تنشأ نتيجة لشروط وظروف اجتماعية واقتصادية موضوعية.
و يحتوي كتاب "شعر أو لا شعر"، على دراسات عن معظم شعراء العامية في الدقهلية والشرقية ودمياط وكفر الشيخ، كما ترد أسماء مرجعية كإشارت بدءا من بديع خيري، وبيرم التونسي، وصلاح جاهين، وفؤاد حداد، وعبد الرحمن الأبنودي، وسيد حجاب، وسمير عبد الباقي نجم، ومسعود شومان، وفارس خضر، وعزمي عبد الوهاب، ومصطفي الجارحي، وجابر عصفور.
ثم فصول عن التراث الشعبي و الانتحال والسرقات، وهو كتاب عن الشعر بصفة عامة لا يميز بين فصحاه وعاميته، وبحد تعبير الشاعر سمير الأمير: “الشعر إما أن يكون شعرا أو لا شعر، وأما أن يرتكز علي اللغة والهوية والوجدان الشعبي، فيمكث في الأرض وينفع الناس، أو يصبح هشيما تذروه الرياح”