تعيلب: ابنتي قادتني لكشف كارثة قصيدة شوقي وأبياتها لا تمت بصلة لأمير الشعراء
اكتشف الدكتور أيمن تعيلب، أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة السويس، الكارثة التي كان ضحاياها طلاب الصف الرابع الابتدائي خاصة بعد نشر قصيدة لـ أحمد شوقي وهى في الأساس ليست لأمير الشعراء، إنما هي من تأليف المهندس وحيد حامد الدهشان.
القصيدة عنوانها (فى حب مصر) ضمن مواد الكتاب المدرسي للصف الرابع الابتدائي لهذا العام، كتب تحتها مؤلفو الكتاب أنها من تأليف أحمد شوقى، ثم أتبعوا القصيدة بصورة لأمير الشعراء، وكتبوا في التعريف به "من أعماله: كتب قصيدة في حب مصر التي ينتمي إليها هذا النص".
“الدستور” تواصلت مع الدكتور أيمن تعيلب الذي قال:" في الحقيقة أنا ملازم البيت هذه الفترة بسبب الحزام الناري الذي ألمّ بي، وكنت أقرأ في رسالة دكتوراه لطالبة حيث إنني استاذ للنقد الأدبي الحديث بجامعة قناة السويس، ودخلت ابنتي وهى في الصف الرابع الابتدائي لتشرح لي أن قصيدة أحمد شوقي صعبة جدًا".
أضاف تعيلب، لـ"الدستور":" أمسكت بالقصيدة ورحت أقرأها ولاحظت أن الحس الجمالي ضئيل فيها، فأحمد شوقي تعودنا أنه أكبر عقلية شعرية تسيطر على إيقاع الأصوات أو الخيالات الطفولية.
وتابع: "هناك ديوان شعر اسمه "ديوان شوقي للأطفال"، وهو موجود في دار المعارف وثمنه خمسة جنيهات، وهناك دراسة هائلة للشاعر الكبير أحمد عنتر مصطفى عن الاطفال في شعر شوقي، المهم أنني قرات القصيدة وعرفت أنها لا تمت لشوقي ولا علاقة لها به، فقمت ومددت يدي وحصلت على ديوانه حتى لا يفوتني فائت أضف إلى ذلك أن حب شوقي للوطن لم يكن مساومة.
تابع "ما حدث خطا كبير لأن شوقي قامة كبيرة ولا يليلق أن نعرفه بهذ الشكل، وكما يقال إن أمير شعراء، لكن الأساتذة الذين وضعوا المنهج عرفوه بشكل مختزل للأطفال والطالب الذي سيقرأ سيعرف شوقي بهذا التعريف المختزل، وكان يجب على الأساتذة هذا التعريف المختزل الذي يعرف، لكن الطالب سيعرف من شوقي من خلال التعريف وكان المختارين أن يجهدوا في البحث ويرفعوا سماعة الهاتف على أستاذ جامعة ليستوضحوا منه الأمر، خاصة أنهم ظلموا وحيد الدهشان صاحب القصيدة الحقيقي، وظلموا قصيدته أيضًا فهي تتكون من 30 بيتا وقاموا بقصها ولزقها لتصبح 6 أبيات.
واستطرد: "حتى القصيدة التي ادعوها لأحمد شوقي فهي في الأساس لوحيد الدهشان ولا علاقة لأحمد شوقي بها، والأغرب من ذلك كله أن الـ6 أبيات التي مزقوها من جسد قصيدة الدهشان التي تبلغ 20 بيتا مما مزق أيضا القصيدة الأخرى.. أسوا سلوك هو أن تمزق قصيدة وهي وحدة عضوة واحدة، فجاءت القصيدة وكأنها مرقعة وهذا لا يليق بأولادنا.
تقول أبيات القصيدة:
يا مصر حبك في الفؤاد كبير.. وله أريج طيب وعبير
يا مصر يا أرض السماحة والندى.. يا واحة يسعى لها المقهور
في وجهها للزائرين بشاشة.. ورحابة ومودة وسرور
يا مصر يا مهد الحضارة والهدى.. وتراب أرضك مؤمن وطهور