رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العنف المجتمعى

لم أكن اتخيل ان جرائم العنف المجتمعى قد وصلت الى هذه المرحلة من الانتشار بين محافظات مصر المختلفة شمالاً وجنوباً وبتلك البشاعة التى ترتكب بها والتى وصلت ايضاً الى درجة القتل والاختطاف وذلك بالشكل الذى كاد أن يمثل ظاهرة اصابت المجتمع المصرى خاصة وان العديد منها قد وقع فى المحيط الضيق للأسرة الواحدة وهى جرائم لم يعتد عليها المجتمع المصرى المسالم حيث انها دخيلة بالفعل على قيم واخلاقيات المصريين فرأينا الزوج يقتل زوجته او العكس والاخ يقتل شقيقه والابن يقتل والده او والدته وجميعها كما نرى قد تسببت فى خلق حالة من الخوف وعدم الامان والاستقرار الذى يهدد بنيان الاسرة المصرية والمجتمع ككل ....ثم شاهدنا مؤخراً نوعاً اخر من انواع تلك الجرائم وهى الاختطاف حيث تم اختطاف طفلين احدهما من محافظة الغربية والاخر من اسيوط حيث كانت مطالب الخاطفين الحصول على مبالغ مالية مقابل اطلاق سراح الطفلين الا ان اجهزة الامن نجحت وبإقتدار فى إعادتهما الى ذويهما بعد إستخدام احدث الوسائل التكنولوجية والتقنية لمتابعة الخاطفين وتحرير الطفلين سالمين دون اى خسائر بل ان الامن قد نجح فى القضاء على احدهم فى اسيوط حيث تبين انه عنصر إجرامى شديد الخطورة.
بطبيعة الحال فإننا لن نقوم هنا باستعراض تلك الجرائم فقد قامت جميع وسائل الاعلام بتناولها بالتفصيل لدرجة انه قد تم رصد 50 جريمة قتل خلال شهر يوليو الماضى فقط شغلت الراى العام لبشاعتها وصعوبة تصديقها لعل ابرزها تلك القضية المعروفة بطبيب الدقهلية الذى طعن زوجته فجر ثالث ايام عيد الاضحى المبارك بعد زواج تم عن قصة حب حيث فوجئنا بتلك الحادثة من خلال طعنها بالسكين 11 طعنة لمجرد حدوث مشادة كلامية بينهما ....وتلك الصديقة التى قتلت صديقة عمرها خنقاً بسبب تدخلها فى حياتها الشخصية....وغيرها من الجرائم التى وقعت لاسباب واهية كانت تصل فى النهاية الى مرحلة القتل ويبدو ان نوعية الجرائم فى الاونة الاخيرة قد اخذت شكلاً جديداً لتشمل جرائم الاختطاف التى اشرنا اليها...ناهيك عن جرائم التحرش الجنسى التى تقع يومياً الى ان قرر البرلمان تغليظ العقوبة الخاصة به من جنحة الى جناية.
اننا بالفعل امام ظاهرة جديدة على المجتمع المصرى ساهمت الكثير من الاسباب فى إزديادها مؤخراً ...لعل من ابرزها....
-ان هناك العديد من المتغيرات الاجتماعية والثقافية والاعلامية والتكنولوجية ساهمت فى زيادة العنف فى المجتمع من بينها ضغوط الحياة والتفكك الاسرى وانهيار الوازع الدينى والاخلاقى والتفسخ الاجتماعى وهو الامر الذى جعل هناك قدراً كبيراً من الهشاشة المجتمعية وعدم القدرة على تحمل مصاعب الحياة وتحمل الاخر الامر الذى يجعل من اللجوء الى العنف نوع من انواع التنفيس عن تلك الضغوط.
-استخدام العنف من الاب او الام فى بداية حياة ابنائهم كاسلوب للتربية قد يؤدى الى ايجاد رواسب ذهنية لديهم بحسبان ان هذا العنف يمثل بعداً طبيعياً فى الحياة بصفة عامة.
-انتشار افلام العنف والاثارة وإظهار بطولة البلطجى وانتصار الشر على الخير...وكذلك انتشار تلك النماذج الرخيصة من المطربين يعطى صورة ذهنية للشباب ان ذلك هو الاسلوب الامثل للحصول على مكاسب مالية كبيرة فى وقت قصير طالما كان العنف وسيلة لتحقيق ذلك.
-تمثل البطالة و الجهل  وتعاطى المخدرات احد اسباب اللجوء الى العنف لتحقيق اى مكاسب مالية لتحقيق مطامعهم واحتياجهم للمال.
بطبيعة الحال فان وضع حلول لمواجهة تلك الظاهرة لا يمكن ان يكون من خلال مقال او اثنين فالامر يستلزم وضع خطط متعددة للتعامل الجدى والحاسم تتشارك فيه جميع مؤسسات الدولة ذات الصلة....حيث تقوم وسائل الاعلام المختلفة والمؤسسات الدينية والاجتماعية والجمعيات الاهلية والاحزاب الفاعلة بدورها فى نشر ثقافة مجتمعية معتدلة تواجه بها تلك الظاهرة.
من ناحية اخرى يجب التوسع فى البرامج التأهيلية للزيجات الحديثة التى تساعد الازواج على ضبط النفس ومواجهة الصعوبات التى يتعرضون لها فى بداية حياتهم الزوجية....كذلك يجب التعامل القانونى والامنى بجدية وحسم من تلك الجرائم تفعيلاً لاحكام قانون العقوبات فى مواده رقم 240 و241 التى تصل الى السجن المؤبد اوالاعدام فى حالة القتل مع سبق الاصرار .
مازلنا نؤكد ان الوطن مستهدف واننا لن نألوا جهداً لممارسة دورنا فى التوعية بكافة اشكالها وعلى كافة المستويات تنفيذاً لتوجيهات 
السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى واستكمالاً لقيادته الرشيدة للجمهورية الجديدة.
وتحيا مصر...