مثقفون يعلقون على تكريم اتحاد الكتاب لـ«عمر مكي»
أثار حفل التكريم الذي أقامه اتحاد كتاب مصر للطفل «عمر مكي» سخط الكتاب واستنكار المثقفين واستيائهم.
وكان اتحاد الكتاب قد نظم يوم الخميس الماضي، تكريما للطفل عمر مكي الذي بدأ بخطبة قصيرة للطفل عمر مكي، أعقبها تكريمه بشهادة تقدير مقدمة من نقابة اتحاد الكتاب وميدالية النقابة.
وفي هذا القرير ترصد الـ«الدستور» رأي عدد من المثقفين حول هذه الواقعة.
بداية يقول الكاتب والروائي عادل أسعد الميري: لا أعرف كيف أن هذا لا يزال يحدث في مصر في بداية القرن الحادي والعشرون؟ وأتساءل هل هم جادون أم أننا أمام فقرة فكاهية في برنامج هزلي؟ طفل في السابعة من العمر يدعوه اتحاد كتاب مصر لإلقاء محاضرة أمام كتاب مصر بغرض تثقيفهم! كأن هذا الطفل يفوق كتاب مصر في الثقافة الدينية فيعظهم وهو في السابعة! ويقول الإعلان عنه في الفيس بوك أنه قرأ 200 كتاب، فهل يمكنه فقط أن يذكر أسماء هذه الكتب؟.
ومن جانبه قال الكاتب والمترجم الدكتور أشرف الصباغ: تكريم نقابة اتحاد الكتاب، برئاسة الأستاذ الدكتور علاء عبد الهادي، الطفل عمر محمد أحمد (الشهير بعمر مكي) الملقب بأصغر داعية إسلامي في العالم،
ضمن نشاطات لجنة الشباب برئاسة الكاتب شريف العجوز. ورأى أعضاء في الاتحاد أن الطفل يستحق هذا التكريم لأنه قرأ 200 كتاب، وحافظ لكتاب الله رغم أنه في الصف الأول الابتدائي. ورأوا أن على جميع مؤسسات الدولة تشجيعه ليصبح قدوة للأجيال القادمة.
وأوضح "الصباغ" ساخرا: في الحقيقة، لقد فاجأنا اتحاد الكتاب بدوره الديني التبشيري والدعوي الجديد، والانتقال من مرحلة ما بعد الحداثة إلى المرحلة الرقمية التي يجب أن يظللها الإيمان والخشوع والتقوى ومخافة الله بفضل قوة إيمان مجلس إدارة اتحاد الكتاب ومثقفيه وشبابه ورجاله المؤمنين.
وبدوره قال الكاتب محمد داود: في الوقت الذي كان ينبغي لاتحاد الكتاب أن يطلع بدور قيادي في محاولات الخلاص من الهيمنة الدينية الرجعية على العقل المصري، وما أدت إليه من تخلف وإرهاب، نفاجأ بالاتحاد نفسه يعطي إشارة غاية في الدلالة على أنه هو أيضًا مستلب رجعيًا مثل معظم المؤسسات الثقافية، فيستضيف ويكرم طفلًا في عمر نحو 7 سنوات باعتباره أصغر داعية في العالم.
وفضلًا عن انتهاك حقوق هذا الطفل، فإن الاتحاد بهذا التصرف يشعرنا بأنه يعمل بالوكالة عن الأزهر كما تقوم مؤسسات ثقافية كبيرة بأعمال غاية في الرجعية لدرجة تنظيم مسابقات لتحفيظ القرآن.
ونحن لا نعلم، إن كانوا جميعًا يعملون كالأزهر، فمن يعمل على خلاص البلاد من مأزقها الحضاري الناتج عن استسلام تام للهيمنة الدينية الرجعية عليها؟!
ومن جانبه قال الكاتب شريف العصفوري: المشهد في النقابة الإتحاد أو إتحاد النقابة للكتاب لا يقل عبثية، الصراع على رئاسة النقابة التي لا يزيد أعضائها عن أربعة آلاف شديد، لكنها نقابة فنية تمثل قوتنا الناعمة كتاب القصة و الرواية و الشعراء و اساتذة النقد و العلوم الاجتماعية، صراع فريد حدث بين محمد سلماوي المتربع على العرش اثنتي عشرة عاما و بين النقيب الحالي الذي ألغى الانتخابات مخافة الفيروس لا مخافة الله .
وتابع "العصفوري": لا قضايا كبرى أو صغرى يتبناها النقيب، لكنني فوجئت ببيان من 13 صفحة يهاجم وزيرة الثقافة و كل أجهزة الوزارة وهيئة الكتاب، باتهامات بشعة بالفساد والاهدار، لو صحت لكانت الرقابة الادارية أولى ببيان مجلس إدارة النقابة الممهور بإسم النقيب، موجها للرئيس، يبدو أن شيطان التوزير قد وسوس في أذن النقيب، فجعل كرسيه حامي ساخن مدمي، علقت ساعتها أن القانون لا يخول النقابة أو مجلس إدارتها الرقابة على وزارة الثقافة، لكنها عادة حملة الدكتوراة افتراض أميتنا في تناول الشأن العام بالافتراء والاختلاق، أحكام المحكمة الادارية في صالح اجراء الانتخابات ، بدلا من الانصياع للقانون يحتفل النقيب ولجان النقابة بطفل المعجزة الداعية الصغير صاحب الست سنوات، مكاسب النقابة هزيلة، مؤتمرات و ندوات، لا شقق و لا أراضي، لا مرتبات و لا بدلات، الداعية الصغير سبوبة لحشد الجلاليب أو أصحاب الحلات سيئة التفصيل.