قصة «سارة».. طفلة كفيفة تحصل على الموهبة الاستثنائية في «talent بالعربي» (فيديو)

موهبة استثنائية، منذ نعومة أظافرها، نمت في أحضان أسرة آمنت بها، ورغم حرمانها من نعمة البصر، إلا أن الله أنعم عليها بنعم أخرى جعلها طفلة غير عادية، تميزت بالعزف على البيانو منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، لتبدع في تلك الموهبة وتشارك في العديد من المسابقات لتحصل على الموهبة الاستثنائية في مسابقة «talent بالعربي» بوزارة الشباب والرياضة.

التقت «الدستور» بالطفلة سارة أحمد وأسرتها، بعد حصولها على الموهبة الاستثنائية في مسابقة «talent بالعربي».

قالت سارة أحمد حمدي، 8 سنوات، طالبة بالصف الثالث بمدرسة النور للبنات بالإسكندرية، إن موهبتها في العزف بدأت من سن 5 سنوات، حيث أنها تحب العزف على البيانو.

وأضافت سارة لـ«الدستور»، أنها تحب عزف أغاني للكثير من الفنانين منهم (أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، محمد قنديل، عفاف راضي، محمد فوزي، وفيروز) وجميع المطربين.

وأشارت إلى أنها حصلت على شهادات تقدير وميداليات في العزف، آخرها كان جائزة الموهبة الاستثنائية في مسابقة «talent بالعربي»، وتم تكريمها من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة.

وأوضحت أنها تدرس الآن في معهد الكونسرفتوار، هوايتها للعزف بدأت من 3سنوات وكانت تعزف بمفردها ون دراسة على «اورج» لعبة، وعندما رأت والدتها موهبتها، أحضرت لها أورج جديد أكبر لكي تمارس عليه العزف حتى تطورت موهبتها.

وتابعت أن أكثر شئ أسعدها هو دعم المتابعين لها، وخاصة الفنان عمرو دياب عندما كانت تعرض فيديوهات عزف لأحد أغانيه على فيس بوك، وكانت مفاجأة لها بأنه شارك الفيديو، حيث كتبت له خطاب كان محتواه: «إهداء إلى الهضبة عمرو دياب، انا فرحانة اوي أن عزف أغنية خلينا ننبسط عجبك.. شكرا ع الفيديو.. سارة احمد حمدي».

ولفتت إلى أنه بجانب موهبتها في العزف فهي تحب الغناء كثيرًا، مشيرة إلى أنها تطمح بأن تشارك في برامج المواهب مثل «ذا فويس كيدز» «ارب جوت تالنت».

ومن جانبها؛ قالت يسرا عادل والدة «سارة»، إن ابنتها من ذوي القدرات الخاصة، فهى كفيفة منذ الولادة، ولم يؤثر ذلك على قدرات ابنتها، حيث إنها بدأت معها برامج تأهيل وتنمية مهارات، وهي في سن صغير جدًا، وكان سببًا في تميزها، حيث ظهرت موهبتها في حب الموسيقي و العزف وهي في الخامسة من عمرها، بدأت تعزف بالسمع على اورج صغير كان لديها في المنزل، وهنا كانت البداية.

وأضافت لـ«الدستور» أنها كانت سعيدة جدًا بموهبة ابنتها، وحاولت أن تنمي هذه الموهبة بالدراسة، في تُعلم  الموسيقى والعزف، ولكن واجهتهم بعض العوائق، من خلال ورد فعل من بعض الأفراد بصعوبة تعلم ابنتها العزف بسبب ظروفها الخاصة، فضلًا عن بعض الأماكن التي لم تكن مرحبة بذلك، متابعة: «ربنا مهد لها الطريق رغم تلك العوائق».

وأوضحت أنه مع بداية انتشار فيروس كورونا، وتطبيق الحظر، لم يكن هناك وسائل ترفيه عن ابنتها، فعزمت على إنشاء صفحة خاصة بسارة على فيس بوك لتشعر انها تمارس النشاط والهواية التي تحبها، وكل يوم كانت تعزف اغنية أو مقطوعة للمتابعين، مشيرة إلى أن كان المبهج في تلك  التجربة هو رد فعل الناس، وفرحتهم بموهبتها، وأنها استطاعت تنمية تلك الموهبة رغم ظروفها الخاصة التي لم تؤثر عليها، ومن خلال هذه الصفحة اصبح لسارة عائلة جديدة بجانب عائلتها، تدعمها و تشاركها في كل خطواتها.

وتابعت أن من بين متابعين سارة، كان شخصيات شهيرة، شجعت سارة ومنهم الفنان عمرو دياب، الذي شارك أحد فيديوهات العزف الخاصة بها، ودعم موهبتها، وكان هذا الدعم سبب في أن تتلقى سارة منحة دراسية بمعهد الكونسرفتوار بالإسكندرية التابع لأكاديمية الفنون، لدراسة العزف، حيث بدأت الدراسة، وأنهت العام الأول تخصص بيانو، قائلة: «يكفي أنهم مؤمنين بموهبة سارة، وقدرتها، وانها تستحق أن تدرس وتتعلم لأن الموهبة لا بدّ أن تثقل بالدراسة».

وأشارت إلى أن الأجمل، هو تأثير ذلك على شخصية سارة والتي أصبح لديها ثقة كبيرة في نفسها، وتشارك في مسابقات، وأصبحت هي من تُعرف نفسها والمقطوعة التي سوف تعزفها، قائلة: «اكثر ما يسعدني هو وجود مكان ودور لأولادنا من ذوي القدرات الخاصة، وأنهم يستطيعوا المنافسة بين جميع زملائهم من الأصحاء بدون اي مشكلة، فلديهم طاقة وقدرة، وهم في محاولات مستمرة، وكل ما كانوا يحتاجونه هو الفرصة أنهم يثبتوا موهبتهم في جميع المجالات».  

وأشارت إلى أن آخر مسابقة شاركت بها سارة هي: « تالنت بالعربي» والتي نظمتها وزارة الشباب والرياضة، وسارة وصلت للتصفيات النهائية وتنافست في المرحلة العمرية من 8إلى 12 سنة وكانت الطفلة الكفيفة الوحيدة في منافسات العزف، وحصلت على جائزة الموهبة الاستثنائية، وهو شيئ اسعدنا جميعا، واعطي لنا أمل أنه برغم من ظروفها يمكنها تحقيق خطوة متقدمة في ذلك المجال، لافتة أنها تحلم بأن ابنتها تستطيع أن تعزف في دار الأوبرا، والمشاركة في مسابقات خارج مصر وتمثل مصر.