رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هانى خليفة: أبحث عن أعمال مختلفة لم أقدمها من قبل

المخرج هانى خليفة
المخرج هانى خليفة

المخرج هانى خليفة.. فنان صاحب فكر سينمائى ودرامى راق، وتشهد له أعماله المميزة، التى كان آخرها فيلم «سكر مُر» عام ٢٠١٥، لكنه اختفى بعده عن الأنظار لانشغاله بتحضيرات عدة مشروعات فنية، وأبرزها فيلمه الجديد «القاهرة مكة». 

 

فى حواره مع «الدستور»، يقدم هانى خليفة تحليلًا للحالة الفنية عامة، والسينمائية والدرامية خاصة، وكيف يمكن توظيف التقنيات الجديدة والجرافيك فى صناعة أعمال مختلفة وتحقيق زخم فنى، وفى نفس الوقت تجتذب شرائح الجمهور المختلفة.

■ هل لغيابك عن السينما أسباب أخرى غير عدم توافقك مع السيناريوهات المعروضة؟ 

- إطلاقًا، من بعد «سكر مُر»، الذى شارك فى بطولته كريم فهمى، وآيتن عامر، وأحمد الفيشاوى، وعدد آخر من الفنانين، لم أجد سيناريو أو فكرة تجذبنى للعمل عليها، ولم أعد أفرق بين السينما والمسلسلات، لذلك أحاول أن أجد فكرة جيدة تقنعنى وفقط، كل الألوان بالنسبة لى واحدة، المسلسلات التى تتطلب ١٥ ساعة دراما أو الفيلم الذى يستغرق ساعة ونصف الساعة، أنا أعمل فى كليهما بنفس الطريقة، غير ذلك فإن المسلسلات تصل للجمهور فى بيته، ولا يضطر أن ينزل إلى السينما، وأيضًا مع تطور صناعة الدراما واقتصارها على ٨ أو ١٠ حلقات صار الشكل مختلفًا. 

■ أتفضل العمل فى نسخة عربية من قصة عالمية مثل «ليالى أوجينى» أم قصة أصلية؟

- أفضل بالطبع العمل على قصة أصلية لها مؤلف معروف وليس مجرد قصة عالمية نحولها إلى اللغة العربية، لأنه من الصعب أن تعطى لتلك القوالب الجاهزة حياة، وإذا كان «ليالى أوجينى» لاقى النجاح والمشاهدة، فذلك لأن أسماء عبدالخالق وإنجى قاسم كاتبتان رائعتان لديهما ما ترويانه، وتحول المسلسل لقصة صالحة لنا وليس مجرد قالب عالمى تم تمصيره، أمر ناجح، وهى أعمال فى حد ذاتها تحتاج إلى جهد ضخم وضغط من أجل تحويلها لعمل مصرى، لأن هذه الأعمال تأتى من بلاد مختلفة الثقافات عنا، لذلك نُعيد كتابة الخطوط الدرامية على طريقتنا وليس مجرد تمصير، حتى لا نستخدم القالب الخارجى للحكاية وإنما نستخدم نقاط هجوم وحكى ورحلة العمل نفسه.

مثلًا أغلب من يشترون القالب لا يشاهدون المسلسل كاملًا، وإنما يتركونه للكُتاب القادرين على إعادة صياغته، هناك مسلسل ٣٠٠ حلقة مثلًا يتم تقسيمه إلى مواسم حاليًا، أما قديمًا فكان من الأسهل شراء قوالب قصيرة مثل «جراند أوتيل»، أما «ليالى أوجينى» فكان مسلسلًا طويلًا، ما يخلق تحديًا فى كيفية ضبط إيقاع الأحداث وتحويلها إلى ١٥ أو ٣٠ ساعة حسب مدة العرض المتاحة.

■ كيف ترى اتجاه الجمهور لمتابعة الأشكال الجديدة من الأفلام التى تجمع بين الفانتازيا أو الرعب والحركة؟ 

- المعضلة الكبرى والأساسية هى أن المراهقين والشباب يُمثلان الشريحة الأكبر من زوار دور السينما حول العالم، وهم من يحققون الإيرادات، على خلاف الجمهور الذى تجاوز الثلاثين، والذين صارت إيراداتهم أقل كثيرًا، وهذا ما يحدث فى صالات السينما الغربية. الفارق الوحيد أن الأفلام الغربية إنتاجها ضخم ونوعيات الأفلام متعددة، هكذا تجدين أفلامًا مستقلة وأخرى تجارية وثالثة تجمع عددًا من النجوم الكبار، هذا بخلاف التقنيات الجديدة فى طرق البث، وهى المنصات الرقمية التى نافست صالات العرض، فيمكن القول إن هذا الاتجاه جاء نتيجة تطور عام وليس فقط ذائقة الجمهور، ولا يتعلق بموضة أو فترة سينمائية سوف تمر مثل أى فترة، لكنها موضة عالمية.

وأضرب مثلًا بفيلم «موسى» وأبطاله الخارقين والروبوت، هذه نوعية أفلام نستوردها بالفعل، لذلك شىء رائع أن نصنعها هنا، خاصة بعد تطور التقنيات التى حققت نقلة فى الصناعة بشكل ملحوظ، والاعتماد على الجرافيك الذى تطور أيضًا وأصبح شيئًا أساسيًا ومهمًا.

فى الوقت نفسه، فإن النوعيات الفيلمية الأخرى ستظل موجودة، مثل فيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيرى الحاصل على سعفة مهرجان «كان»، بمعنى أن هناك إنجازات على جميع المستويات.

أما عن نوعية الأفلام الواقعية التى تستطيع التأثير على الجمهور، فلا أعتقد أن هذا وقتها بعد جائحة عالمية، نحن ما زلنا نلملم شتاتنا، والجمهور متعطش للخروج والانطلاق والمشاهدة فى دور العرض التى حُرِم منها لفترة طويلة، فإذا لم يستطع المنتجون جذب الجمهور فسيلجأ للمنصات والمشاهدة المنزلية لأفلام مختلفة.

هذه المنصات لا بد من الاعتراف بأهميتها وتطور تقنياتها ونجاحها، وهذا يذكرنى بالجمهور قديمًا الذى اعترض على الصورة السينمائية الملونة، وظل ينعى زمن السينما الصامتة والفن الجميل، كما سموه، والتقنيات جعلت الصناع لا يستخدمون «الخام» والمعامل والطباعة الآن، إلا قلة منهم. المهم أن نفهم التطور ونتقبله، لا أن نهاجمه.

■ ألم تفكر فى صناعة فيلم ضمن هذه الموضة الجديدة؟

- بالتأكيد فكرت فى الخروج بأعمال جديدة ومختلفة، لم أقدمها من قبل، لكن المهم البحث عن تجارب جديدة، وللأسف فإن الظروف الحالية جعلت كل شىء مرتبكًا، خاصة أن أزمة كورونا عطلت مشروعات كثيرة، لكنى ليس لدىَّ مشاريع حالية تجذبنى للعمل عليها، سواء رعبًا أو فانتازيا.

فيلم «شايننج» مثلًا لستيفن كينج يصنف رعبًا، لكنه ليس مرعبًا، بل هو الرعب المختلف الذى يميل للإثارة، فلا بد من قصة شيقة تحمل ملامح الرعب مثل هذا الفيلم، وأتمنى أن أقدم عملًا كوميديًا.