رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صناعة «سوبر هيرو» مصرى بجودة عالمية وتجربة إنتاجية ضخمة وشجاعة

فيلم موسى
فيلم موسى

تجربة إنتاجية ضخمة.. هكذا يمكننا وصف فيلم موسى، الذى يعد أول فيلم مصرى من بطولة «روبوت»، فى تجربة مميزة تجمع ثلاث شركات كبرى هى «سينرجى»، و«نيوسينشرى» و«أفلام مصر العالمية».

تحلت الشركات الثلاث بشجاعة كبيرة للإقدام على إنتاج الفيلم، متحدية مخاطر مقارنته بأعمال عالمية مشابهة عن الأبطال الخارقين مثل الرجل الوطواط والعنكبوت والرجل الأخضر، وانعكاس ذلك على إيراداته، لكن لننحِّ المقارنات جانبًا ونسلط الضوء على جماليات الصنعة مع الأخذ فى الاعتبار أنها التجربة الأولى من نوعها فى السينما المصرية.

تدور أحداث العمل، قصة وسيناريو وإخراج بيتر ميمى، حول شاب منطوٍ يعانى من اضطرابات نفسية ثم يتحول إلى بطل خارق.

بطل الفيلم هو «يحيى» كريم محمود عبدالعزيز، الطالب فى قسم الميكاترونيكس بكلية الهندسة، الذى يظهر عبقرية وموهبة فى حل الطلاسم الفيزيائية المعقدة، ويعيش مع والده «صالح الخياط» الذى يجسده الفنان حسن عبدالله، بعد أن توفت والدته عقب ولادته بساعات.

يسعى «يحيى» للتخلص من الشعور بالمهانة والإذلال أمام حبيبته «مريم»، الفنانة سارة الشامى، التى يحاول أن يثبت لها وللعالم أنه ليس الفتى الضعيف الذى يضربه زملاؤه فى حرم الجامعة، فيخترع «روبوت» يطلق عليه اسم شقيقه الذى ولد ميتًا، قبله، وبمساعدة صديقته «ريكا» أسماء أبواليزيد، يحاول الانتصار للعدل والانتقام لوالده الذى قُتل أمامه على يد مجموعة من المجرمين، لتبدأ سلسلة من الانتقامات ينفذها الروبوت ضد مجرمين آخرين.

ولا يمكننا إنكار المجهود المتميز لشركة «أروما» فى صنع مؤثرات بصرية لا تقل جودة عن مثيلاتها من الأعمال العالمية، مدعومة بديكورات الفنان أحمد فايز الذى نجح فى خلق أجواء غرائبية بديكورات وأثاث منزل قديم وسط القاهرة ملحق به كوخ منفصل وحديقة لتظهر لنا صور كأنها من فيلم عالمى.

وتنضم للعناصر المميزة موسيقى المبدع خالد الكمار الذى استطاع توظيف أغنية فيروز «كانوا يا حبيبى» برتمها الحاد المرتفع فى مشهد حريق المنزل، ثم يبرهن على حرفيته فى تحولات موسيقى الأغنية لتتناسب مع المشاهد الدرامية التى تلت الحريق من رعب «يحيى» وحزنه وجبنه واختبائه وتخليه عن والده، بنقلات موسيقية سلسة تعبر عن تحولات المشاعر. 

وقدم ضيوف الشرف «الكثيرون» أدوارًا مهمة، على غرار عرف هوليوودى، حيث يستعين مخرجو الأفلام بأبطال أعمال أخرى ناجحة جرى عرضها قبل وقت قصير من عرض الفيلم لأداء أدوار صغيرة، مثل الاستعانة بأحمد حاتم بعد نجاح فيلمه الهرم الرابع، ليكون صديقًا ليحيى عبر الـdeep web أو الإنترنت المظلم، لتقديم المساعدة له.

ويظهر ضيوف الشرف فى الفيلم فى مساحات صغيرة، مثل أحمد مالك وأحمد العوضى، باستثناء أمير كرارة الذى جرى توظيفه للتنويه إلى وجود جزء آخر من الفيلم.