رئيس الملتقى العالمي للتصوف: المواطنة الصالحة والإيجابية من ثمرات التربية الروحية
قال الدكتور منير القادرى بودشيش رئيس الملتقى العالمي للتصوف ورئيس المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، إن بناء جيل صادق مؤمن بقيم المواطنة الصادقة وقيم التضحية من أجل الوطن هو السبيل لتحقيق تنمية متكاملة متوازنة ومستدامة، تماشيًا مع رؤية الملك محمد السادس، والمعبر عنها في خطابه بمناسبة الذكرى الـتاسعة عشرة لعيد العرش المجيد، موردًا مقتطفا منه: "إن المغرب، بماضيه وحاضره ومستقبله، أمانة في أعناقنا جميعًا، لقد حققنا معًا، العديد من المنجزات في مختلف المجالات، ولن نتمكن من رفع التحديات وتحقيق التطلعات إلا في إطار الوحدة والتضامن والاستقرار، والإيمان بوحدة المصير، في السراء والضراء، والتحلي بروح الوطنية الصادقة والمواطنة المسؤولة" وكذا قوله في ذات الخطاب: "ما أحوجنا اليوم، في ظل ما تعرفه بلادنا من تطورات، إلى التشبث بقيمنا الدينية والوطنية الراسخة، واستحضار التضحيات التي قدمها أجدادنا من أجل أن يظل المغرب بلدًا موحدًا، كامل السيادة وموفور الكرامة ".
وأكد "القادرى" خلال مشاركته فى فعاليات “ليالي الوصال الصوفية” التى نظمتها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، على أن من العوامل الحاسمة فى عمليات التغيير في المجتمع و تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، إيجاد فرص حقيقية لمشاركة جميع فئات المجتمع و خصوصا الشباب في اتخاذ القرارات، وذلك من خلال تمكينهم من الانخراط فى الحياة العامة والقضايا الوطنية بما يمكنهم من استشعار أهمية قيم التضامن والتكافل والتأزر بين جميع فئات المجتمع ويسمح بصقل مهاراتهم وبناء قدراتهم وتعزيز قيم الولاء والانتماء في نفوسهم، وثانيًا بتشجيعهم على المشاركة في العملية الانتخابية و نبذ الأفكار الهدامة والعدمية والابتعاد عن دعاة التيئيس، وكذا بإبراز أهمية التصويت لديهم كواجب وطني لاختيار الإنسان المناسب في المكان المناسب وصيانة مصالح البلاد والعباد، وأن الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها، وإنما وسيلة لإقامة مؤسسات ذات مصداقية، تخدم مصالح المواطنين وتدافع عن قضايا الوطن ومصالحه العليا.
وأضاف: "تنشئتهم على قيم العطاء والبذل والتضامن ليكونوا ركيزة الوطن ومستقبله، والتحلي بخصال الغيرة والتضحية والوطنية الصادقة، والتشبث بمقدسات الأمة وثوابتها الوطنية، مخلصين لوطنهم و ملكهم، قادرين على تحمل أعباء المسؤولية الوطنية بصدق وإخلاص.
واختتم مداخلته بالتأكيد على أن المواطنة الصالحة والإيجابية التي هي من ثمرات التربية الروحية تجعل الإنسان يسعى قدر جَهْدِهِ وفي مجاله لتحمل مسؤولية التغيير نحو الأفضل في وطنه، عملًا بالحديث الشريف: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته" وأيضًا بدفع الضرر عنه بمقتضى العلم والعمل، إنطلاقا من الثوابت الدينية والوطنية والقيم الأخلاقية والعقل والحكمة ونبذ التطرف والعنف ونشر ثقافة السلم والسلام والمحبة والوئام.