منيرالقادري: الانهيار الأخلاقي آفة العصر الحالي
قال الدكتور منيرالقادرى رئيس المركز الأورومتوسىطى لدراسة الإسلام اليوم، ورئيس مؤسسة الملتقى العالمى للتصوف، إن أكبر آفة على الإطلاق في العصر الحالي هي الإنهيارُ الخُلُقِيُّ، و إهمال تزكية النفوس وطلب مقامات التربية الأخلاقية وتنمية الذات وتطويرها، لافتا الى أن غالبية الناس تنتظر أن يأتي التغيير والإصلاح من غيرهم، دون الحاجة إلى بذل أي جهد لتغيير أنفسهم، متناسين أن أساس أي إصلاح أو تغيير حقيقي يبدأ من الداخل.
وأكد القادري، خلال مشاركته في فعاليات ليلة الوصال الصوفية، أن التربية الإحسانية تهدف إلى تشكيل أمة قرآنية بمقاصد عرفانية تعم البشرية كنفس واحدة، عن طريق تغيير حال الأفراد من الكفر إلى الإيمان ومن الشرك إلى التوحيد وتغيير باطنهم من الأخلاق المذمومة إلى الأخلاق المحمودة، في صحوة صوفية أخلاقية احسانية عرفانية تروم تغيير حياة الأفراد و المجتمعات وإصلاحها، صحوة اتخدت الحكمة والموعظة الحسنة سبيلا للدعوة إلى الله.
وتابع أن كل إصلاح لا يجعل من التربية على الأخلاق وإصلاح النفوس نقطة انطلاقه مصيره الفشل، وأن الأخلاق هي الغاية من كل تدين، وهي الوسيلة لكل ارتقاء، مشددا على أهمية دور الشباب في إحداث التغيير الإيجابي وضرورة تحسين تمثيلهم ومشاركتهم في التنمية، خاصة في ظل المتغيرات التي تعرفها الحياة المعاصرة من انتشار للأوبئة والصراعات.
وأوضح أن أي أمة ترغب في التقدم والنمو يجب ان تصب جهودها وخططها المستقبلية على تربية الإنسان و تكوينه وتطوير قدراته، معتبرا أن الإنسان هو الاستثمار الحقيقي، منوها إلى أن التربية الأخلاقية تسعى إلى احداث التغيير المرغوب في تكوين الشباب بصقل جواهر روحهم، ووقايتهم وتكوين وعيهم الديني وحسهم الوطني على نحو سليم، من غير غلو أو تزمت أو تطرف، من خلال عملية بناء شاملة و فعالة لحياة الفرد و المجتمع.