استمرار النزاع تسبب في ضائقة نفسية كبيرة لدى جميع المواطنين في جميع أنحاء شمال إثيوبيا
الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر: الوضع الإنساني في تيجراي مصدر قلق كبير
نشر موقع "ريليف ويب" التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، والذي يعد أكبر بوابة معلومات إنسانية في العالم، تقرير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بشأن الوضع في تيجراي بإثيوبيا، مؤكدا أن الحالة الإنسانية هناك لا تزال مصدر قلق كبير، حيث يحتاج أكثر من 16 مليون شخص إلى مساعدة عاجلة.
وأوضح التقرير أن الحرب التي شنتها الحكومة الإثيوبية على قوات دفاع تيجراي أسفرت عن خسائر في الأرواح، وإصابات بشرية متعددة، إلى جانب تدمير الممتلكات والبنية التحتية، وفقدان سبل العيش، مما تسبب في ضائقة نفسية كبيرة لدى جميع المواطنين في جميع أنحاء شمال إثيوبيا.
ولفت التقرير إلى أن استمرار العنف في تيجراي، وامتداد الصراع إلى منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين، أدى إلى نشوء حركة سكانية جديدة، مضيفا إنه لا يزال هناك انقطاع في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات، وكذلك انخفاض في توافر النقد والغذاء والوقود، جنبا إلى جنب مع تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بسبب الآثار المتتالية للأزمة.
حالة شديدة من انعدام الأمن الغذائي الحاد
وكشف إنه ما يقدر بنحو 5.5 مليون مواطن في تيجراي، والمناطق المجاورة لمناطق عفار وأمهرة المجاورة، تعاني الآن من حالة شديدة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للتحليل الذي أجرته مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)- وهي مبادرة عالمية متعددة الشركاء تتألف من 15 وكالة تابعة للأمم المتحدة ومنظمة إقليمية وغير حكومية- والذي أظهر أنه يوجد أكثر من 400 ألف شخص في المنطقة في المرحلة الخامسة من التصنيف الدولي للظروف الكارثية ، وهو أكبر عدد من الأشخاص تم تصنيفه في هذه الفئة منذ أزمة 2011 التي حدثت في الصومال.
وتابع أن هطول الأمطار الأقل من المتوسط المتوقع لبقية عام 2021 يهدد بتفاقم ازمة انعدام الأمن الغذائي والاحتياجات الإنسانية الأخرى أكثر فأكثر، بالتزامن مع زيادة مخاطر العنف حيث تتنافس المجتمعات والسكان المتضررين على موارد مائية محدودة في المنطقة الشمالية من إثيوبيا.
تزايد موجات من العنف العرقي
وذكر أنه في مناطق أخرى من إثيوبيا، لا تزال الحالة الإنسانية مصدر قلق كبير أيضا، ويشمل ذلك منطقة شمال شيوا وأوروميا الخاصة في منطقة أمهرة ، والتي شهدت موجات من العنف العرقي، أدت إلى نزوح 358000 شخص، كما توجد مخاوف بشأن الوضع المتدهور في بني شنقول-جوموز ، حيث تكتسب الجماعات المسلحة غير المعروفة زخمًا في المناطق الغربية من المنطقة وتقيد الوصول إليها.
تفاقم مخاطر العنف المرتبط بالانتخابات
وأشار التقرير إلى أن تأجيل الانتخابات (حتى سبتمبر 2021) في هذه المناطق وأجزاء من منطقة أوروميا ؛ إلى جانب الإعلان المتأخر عن النتائج في بعض مراكز الاقتراع في أوروميا ، يثير مخاوف بشأن التصورات حول انتظام إجرائها مما قد يؤثر على قبول مجموعات المعارضة للنتائج، مبينا أنه في ظل هذا الوضع الأمني المعقد، تستمر هذه العوامل في تفاقم مخاطر العنف المرتبط بالانتخابات.
تفاقم ازمة اللاجئين
وأوضح التقرير أن الصراع في تيجراي وتدهور الأوضاع الإنسانية ادى إلى زيادة عدد الوافدين الفارين من المنطقة بحثًا عن الأمان عبر الحدود، حيث أبلغت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) ومفوض الحكومة السودانية لشؤون اللاجئين (COR) عن وصول ما مجموعه 55،493 شخصًا اعتبارًا من 31 يوليو 2021.
وتابع التقرير أنه من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أعلى مستوياته بمجرد اكتمال عمليات التحقق، وتشمل هذه الأرقام أيضًا ما يقرب من 897 شخصًا من مجموعة "القيمانت" العرقية الذين عبروا الحدود في أواخر يوليو 2021.