سمكري وميكانيكي.. مراكز علاج وهمية «لرد المرضى على البارد»
فتحت قضية سمكري البني آدميين وعمله دون رخصة وبأوراق مزورة وكذا تسببه في عاهات مستديمة لبعض ممَن طرقعت أجسادهم على يده وعلى رأسهم الفنانة ساندي ملف المراكز الوهمية التي تدعي العلاج الطبيعي، وكذا بعض الأفراد التي تعمل هي الأخرى بشكل منفرد وأغلبها تجد في القرى ملجأ لمزاولة نشاطها والتي ربما الفارق بينها وبين ذلك السمكري أنه كان يخرج بفيديوهاته على يوتيوب أما هؤلاء فهم يعملون بشكل أكثر خفاءً.
مواطن: «آلام فظيعة ومفيش نتيجة بعد كده»
“م. ف” يروى أنه ظل يعاني سنوات من آلام الظهر والمفاصل إلى أن نصحه أحد أصدقاءه بالذهاب الى أحد الأشخاص الذين اشتهروا بعمل "الطرقعة" للجسم، موهمًا أنه بذلك عالج عدد من الأشخاص: “ذهبت وكنت على أمل الشفاء مما ظللت أعاني منه سنوات، ومن أجل ذلك تحملت بالكاد الألم الشديد الذي تعرضت له نتيجة هذه الطقطقة وسماعي لصوت ضلوعي كاد يقتلني، ثم لم أدر بعدهاةبجسمي فشعرت وكأن كل جزء فيه بمكان”.
يتابع"دفعت للراجل 200 جنيه تمن الجلسة" وانتظرت بعد ذلك أي تحسن أو نتيجة إيجابية، فلم أجد شيئًا سوى آلام الطقطقة التي ظلت معي أيامًا، فقررت ألا أعود مرة أخرى لهذا الرجل واستعوضت الله في المبلغ الذي دفعته.
مواطن: عجلة ثقيلة وحادة على الظهر.. آلام مبرحة دون نتيجة
شخص اشتهر في محافظة في المنوفية يستخدم آلة حديدية ثقيلة تشبة "العجلة" يدعي عند تمريرها على الظهر والرقبة بأنها تذهب الآلام.
يقول أ. م ذهبت إلى هذا الشخص بعد أن تعرضت لإصابة كبيرة في ظهري، ويتابع أنه تعرض لآلام مبرحة فور أن مر هذا الرجل على ظهره بهذه الآله، لكنه تحمل هذا الألم لعله يشفى ألا أن النتيجة أنه لم يشعر بأي تحسن ولا كان من نصيبه سوى الآلام التي تخملها جراء، مرور هذه الآلة الغريبة.
ساندي: تسبب لي في عاهة مستديمة
وروت الفنانة ساندي تفاصيل أزمتها مع ي.خ المعروف بـ"سمكري البني آدمين"، محذرة الجميع منه وذلك بعد إلقاء القبض عليه، موضحة أن أزمتها معه منذ عامين كانت تحذر خلالها الجميع منه عبر حساباتها الشخصية على مواقع التواصل، موضحة أنها على مدار عامين تمارس علاجًا طبيعيًا بسببه، وأنه كاد أن يتسبب لها في حدوث شلل رباعي موضحة أنه تسبب في حدوث إعاقة لها مدى الحياة لا يمكن العلاج منها: "عملي غضروف في الفقرة التانية بجانب دماغي، ولازم أعمل علاج طبيعي عشان أعيش زي الناس، والغضروف لمس النخاع الشوكي، لو كان قطعه، كنت اتشليت أو مت".
نقيب أطباء العلاج الطبيعي: لا بد من تشديد العقوبة على منتحلي صفة الطبيب
أكد الدكتور سامي سعد، نقيب أطباء العلاج الطبيعي لـ"الدستور"أن ما فعله هذا المنتحل هو أمر غريب للغاية على الطب الذي لا يمت له بصلة، وأخص هنا المنتحل بأن مجرد مظهره العام لا يوحي بكونه ينتمي إلى هذه المهنة السامية".
أضاف سامي أن المنتحل اكتسب شهرته من خلال تعامله مع أغلب الفنانين، ونشره لفيديوهات وهو يقوم بحركاته الاستفزازية على أجسادهم، موضحًا أنه استطاع جمع عدد كبير من زبائنه بهذه الطريقة، نظرًا لاعتبار المواطنين الفنانين هم قدوتهم التي يحتذوا بها في كل شئ.
أوضح سامي أنه كان ينبغي على الفنانين الانتباه قبل التعامل مع هذا (المجرم النصاب) لكي لايعرضوا أنفسهم للخطر، وكذلك أي مواطن حاول تقليدهم وذهب لهذا المنتحل إلا أنه ذكر أنهم جميع أكدوا عدم درايتهم على الإطلاق بأنه يعمل بأوراق مزورة دون تراخيص أو مؤهلات لعمله.
تابع نقيب أطباء العلاج الطبيعي موضحًا أن ما كشف هذا "النصاب"، هو ورود العديد من الشكاوى وعلى رأسها شكوى الفنانة ساندي وتصريحها بأنها تعرضت لعاهة مستديمة، مضيفًا أنه الأمر وصل بهذا السمكري إلى ممارسته حركاته الغريبة على حديثي الولادة، وهو الأمر الذي وجد أنه في غاية الخطورة وينبغي التدخل السريع لوقف ما يقوم به.
أشار سعد إلى أن النقابة لها حق الضبطية القضائية لمثل هؤلاء المنتحلين، ومن يتخذون العلاج الطبيعي شعارًا للتربح الحرام الذي يأتي بالضرر على صحة المريض، مؤكدًا أنه لا بدّ من تعديل قانون انتحال صفة الطبيب بتشديد العقوبات حتى تكون رادعًا لكل من يسول له نفسه انتحال مهنة عظيمة كالطب، وتعريض حياة المواطنين وصحتهم للخطر.
أستاذ طب طبيعي: لا يوجد ما يسمى بالطرقعة
أكدت الدكتورة عزة الجوجري، أستاذ الطب الطبيعي بعين شمس، أنها تتعجب من قيام بعض الأشخاص حاملي بعض المؤهلات الأخرى كخريجي كليات التربية الرياضية بالعمل كأطباء علاج طبيعي، وهو ما يعد وسيلة من وسائلهم لتحقيق الربح على حساب صحة المرضى، موضحة أن أخطار عمل ما يسمى بالطقطقة تصل إلى أن تكون أخطار كبيرة كالتسبب في انزلاق غضروفي أو شلل، أو كسور خطيرة قد يتطلب علاجها أشهرًا طويلًا، مؤكدة أنه لا يوجد في العلاج الطبيعي ما يسمى بـ (الطقطقة) وأن كل ذلك لا يخرج عن نطاق الخرافات والدجل.
وشددت عزة إلى ضرورة توخي المواطنين التعامل مع أي من المراكز المجهولة التي يعمل فيها أناسًا غير متخصصين، بل يجب التأكد من هوية هذه المراكز والعاملين بها وكذا التأكد من رخصتها لمزاولة هذا العمل.
القانون: حبس مدة لا تجاوز سنتين و200 جنيه غرامة
ينص قانون مزاولة مهنة الطب رقم 415 لسنة 1954 وتعديلاته، على مجموعة من العقوبات يتعلق بعضها بمزاولة المهنة على وجه يخالف أحكام هذا القانون، وانتحال لقب طبيب، وفتح أكثر من عيادتين، ففي المادة (10) من القانون أنه «يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنتين وبغرامة لا تزيد على مائتي جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من زاول مهنة الطب على وجه يخالف أحكام هذا القانون، وفى حالة العود يحكم بـ العقوبتين معا».
جهود لإغلاق مراكز مشابهة
في الوقت نفسه تم القبض كذلك على شخص آخر يمارس ما يمارسه سمكري البني آدمين بالإسكندرية، لكنه يطلق على نفسه "ميكانيكي" كما تم إغلاق مركزين للعلاج الطبيعي المخالفين بمحافظة بني سويف مايو الماضي.