في ذكرى ميلادها..
جيهان السادات.. السيدة الأولى التي قالت نعم في وجه كلمة لا
وافتها المنية منذ قرابة الشهر وأكثر، لكن ذكرى ميلاد السيدة جيهان السادات التي تحل اليوم الأحد 29 أغسطس، تبعث طاقة نور لكل الحالمات بتغيير واقعهن، والمصرات على صنع مستقبلهن على الرغم من التحديات.
فالفتاة المدللة ابنة السيدة الانجليزية والطبيب المصري صفوت رؤوف، لم ترضخ منذ نعومة أظافرها لأي قرار لم يكن يتماشى مع أهوائها، فعندما قالوا لا لزواجها من الضابط المعتقل سابقا محمد أنور السادات خوفا على استقرار حياتها معها قالت هي نعم.
وكانت نعم للزواج من السادات على عكس رغبة أسرتها، ليست القرار العكسي الوحيد الذي تتخذه جيهان المولودة في 29 أغسطس عام 1922، والراحلة عن عالمنا في التاسع من يوليو العام الجاري، سيدة مصر الأولى (أول من أخذ اللقب) كانت لكل نعم يقولها العالم ويفرضها عليها لاءات منها في المقابل، ولكل لاءات العالم نعم واصرار من جيهان.
فزوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كان لها دورا بارزا في السياسة المصرية لا سيما في النهوض بقضية حقوق المرأة.
وكان من المتوقع أن تبقى جيهان السادات بعيدة عن الأنظار إلا أنها صممت على المضي في طريق مختلف، فقد كانت تدرك جيدا وضع المرأة وبدأت في وقت مبكر في الدعوة للتغيير.
وكرست جيهان حياتها لخدمة النساء والمجتمع، واسست لمبدأ العمل الإنساني والدور الميداني لزوجة الرئيس، فقد أنشأت في عام 1967 جمعية تعاونية في قرية تلا، بمحافظة المنوفية التي ينتمي إليها زوجها، حتى تتمكن الفلاحات من الحصول على درجة من الاستقلال الاقتصادي عن أزواجهن من خلال تعلم الحرف اليدوية.
وخلال حرب عام 1973، ترأست الهلال الأحمر المصري وجمعية بنك الدم المصري، وكانت الرئيس الفخري للمجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، كما كانت رئيسة الجمعية المصرية لمرضى السرطان، وجمعية الحفاظ على الآثار المصرية، والجمعية العلمية للمرأة المصرية، وجمعية رعاية طلاب الجامعات والمعاهد العليا، التي جمعت الأموال لشراء الكتب والملابس للطلاب، كما أنشأت دورا للأيتام ومرفقا لإعادة تأهيل المحاربين المعاقين.
للتأكيد على تعليم المرأة، التحقت جيهان بجامعة القاهرة لدراسة الأدب العربي في سن 41 وتخرجت في عام 1978، وحصلت على درجة الماجستير في عام 1980.
وفي عام 1984، طلب منها رئيس جامعة ساوث كارولينا الأمريكية ،التي منحتها درجة الدكتوراه الفخرية في عام 1979 أن تقوم بالتدريس فيها فقبلت الدعوة.
وبعد وفاتها، قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي منحها وسام الكمال، مع إطلاق اسمها على محور الفردوس (طوله نحو 9 كيلومترات، شرق القاهرة) بحسب بيان رئاسي.