تيسير النجار: مع الخبرة يصبح الكاتب أكثر مرونة
نهاية العمل الأدبي أو ما يمكن أن نسميه إذا جاز التعبير "القفلة"، سواء في القصة القصيرة أو الرواية، أمر شديد الأهمية للكاتب والمبدع، وهو ما يطرح السؤال، هل نهاية العمل الأدبي تكون مسبقة في ذهن الكاتب، أم أنها تتغير من حين لأخر، أم أن سير السرد وحبكته، ومصائر شخصيات العمل الأدبي وموضوعه هي التي تفرض هذه النهاية؟ وغيرها مما يخص هذه الجزئية شديدة الأهمية في العمل الإبداعي الكتابي.
وحول هذا الأمر، قالت الكاتبة الشابة تيسير النجار: "لأن النهاية حيلة بشرية، يحمل الجزء الأخير في متتالية مثل "أسرة سعيدة" هذا الاسم، وأنا متفقة معه جدًا، لا توجد نهاية في الحياة الواقعية، وكذلك العمل الأدبي أظن لكل نهاية تعديل جديد يصبح معه العمل مختلفًا".
واستطردت مؤلفة "جئتك بالحب": "أحيانًا تبرق برأسي الفكرة وأشرع في كتابتها أجدها تأخذني إلى مكان آخر لم أفكر به في البداية، دائمًا ما أترك نفسي للقلم والخيال، مثل بساط ريح يتهادى فوق العالم وينزل كيفما يريد، مثلًا في رواية كأنك لم تكن، كنت في البداية خائفة من الكتابة والتشعب، أن تنفرط مني حبال الرواية، أو يصاب القارئ بالملل، لي صديق نبهني مرة أن الكاتب أحيانًا يرتبط على نحو عاطفي ببعض الشخصيات أو القطع وليس لحاجة العمل الأدبي إليها، لكنني حسمت القرار وكتبت كل ما أردت، وبعدها حذفت حوالي خمسة عشر ألف كلمة، وهذه خطوة كنت أجبن منها لوقت قريب، ومع هذه المجزرة في الحذف تغيرت النهاية بالطبع".
وأوضحت: "ثم أنهيت الرواية وكنت راضية عنها وأرسلتها إلى الشاعر الصديق محمد حمدي أبو السعود حتى يراجعها ويدققها وحسب، لكن بعد حوار طويل معه اقتنعت بوجهة نظره وغيرت النهاية، واعتبر نفسي محظوظة بتعاملي معه ولن يكون الأخير، مع الخبرة يصبح الكاتب أكثر مرونة ويفعل ما لصالح العمل الأدبي وفقط، ومن تلك المرونة أن لا يلتزم الكاتب بالنهاية التي توقعها في البداية بل بما يميل إليه ويراه أكثر مناسبة للعمل".