خالد إسماعيل: أخضع للسياق الدرامى الذى تفرضه على التجربة المختزنة
نهاية العمل الأدبي أو ما يمكن أن نسميه إذا جاز التعبير "القفلة"، سواء في القصة القصيرة أو الرواية، أمر شديد الأهمية للكاتب والمبدع، وهو ما يطرح السؤال، هل نهاية العمل الأدبي تكون مسبقة في ذهن الكاتب، أم أنها تتغير من حين لأخر، أم أن سير السرد وحبكته، ومصائر شخصيات العمل الأدبي وموضوعه هي التي تفرض هذه النهاية؟ وغيرها مما يخص هذه الجزئية شديدة الأهمية في العمل الإبداعي الكتابي.
وفي هذا الصدد، قال الروائي خالد إسماعيل: الكتابة نوعان، كتابة "يوسف إدريس" وكتابة "نجيب محفوظ"، أوبصيغة أخرى: كتابة الوهج النابع من التجربة، وكتابة التخطيط العقلى البارد، حيث أن كتابة "الوهج" فوارة، تلزم الروائي والقاص بما تمنحه له من مغريات درامية، فيمتثل لها، وتغريه بالسير وراءها، وبالتالي يكون مخزون العقل غير الواعي هو المسيطرعلى الكتابة، والعكس نجده في كتابة التخطيط العقلي.
وأضاف "إسماعيل": "فالوعي والعقل الواعي هو من يبني ويرسم ويصوغ بداية من اختيار "الموضوع" وجمع المعلومات، وبناء الشخصيات، حتى رسم ووضع النهايات، وهنا أقول إنني أنتمى للطريقة الأولى، طريقة الوهج النابع من مخزون التجارب، فأكتب، وأخضع للسياق الدرامي الذي تفرضه على التجربة المختزنة، وفي النهاية أجدني متوقفًا عند نقطة محددة، وليس عندي "نهاية" مغلقة، عندي "توقف" ليبدأ كل قارئ عمله الذهني، فيقرأ ويضع النهاية أو يرفض التوقف فيكمل بخياله ما نقص عندي، والكتابة القائمة على الانفتاح على التجارب والحياة لا تعرف معنى "النهاية" أو كلمة "تمت"، فالنهايات عندي دائمًا مفتوحة".
وبدوره، قال الكاتب الروائي محمد العون: "بالنسبة لي تأتي نهاية القصة أو الرواية تبعًا لسير الأحداث فى معظم الحالات، يمكن تحديد نقطة البداية وانطلاق الأحداث، الفكرة الخام عن موضوع العمل وكيف يمكن الدخول في عالم الرواية، عادة في هذه المرحلة لا أفكر في النهاية أبدًا، ولا كيف ستنتهي، أظل أتابع الشخصيات وهي تنمو وتتطور عبر السرد وتشابك أحداث العمل وتصاعد البناء الدرامي له، هناك الكثير من الشخصيات تظهر أثناء الكتابة لم تكن موجودة في الخيال عند البداية، هذه الشخصيات تفرض نفسها بعد ذلك وتصنع لنفسها مكانًا في بنية الرواية، وهناك أيضًا مواقف وأفكار جديدة تأتي خلال عملية الكتابة".
وأضاف: "نهاية العمل غالبًا لا تتضح إلا في الجزء الأخير، تبدأ في التبلور عند الصفحات الأخيرة، ربما فقط في الروايات التاريخية يمكن تحديد النهاية وفقًا للأحداث التاريخية نفسها، لكن بشكل عام، لا تكون واضحة تمامًا إلا عند الصفحات الأخيرة أيضًا".