«حلم الطفولة».. كيف انطلقت مسيرة باولو كويلو الأدبية؟
74 عاما مرت على ميلاد الكاتب باولو كويلو، الذي ولد في مدينة ريو دي جانيرو، ثاني مدن البرازيل، وهو صاحب أشهر وأهم الروايات البرازيلية وهي "الخيميائي" لعام 1988، الذي نشرها بعد عدة مؤلفات ولكنها لم تلاق نجاحا كبيرا.
تطغى البساطة على أعمال باولو كويلو، وهذا ما أكده من قبل، مشيرا إلى أن البساطة برأيه هي قمة الجمال، وهو لا يريد مطاردة البلاغة والزخرفة والتعقيد، بل أن يكتب كما لو كان الذين سيقرؤونه أطفالا أقبلوا على الحياة لتوهم.
وعند سؤال باولو كويلو عن كيفية كتابته لرواياته، كشف عن أنه كتب "الخيميائي" في أسبوعين، مستطردا: إذ نعيش لحظات في هذه الحياة وفي كل لحظة من اللحظات تكتبها في روحك ثم تنثرها على الورق.. المناخات العربية الإسلامية ساحرة ورائعة وكتابي القادم سأكتب فيه عن دبي التي ستكون حاضرة بامتياز فيه مع هذه التجربة، وتجربة السجن التي كانت هي الأخرى لمرات ثلاث، عرفت أن الإنسان السوي عند الآخرين هو ليس ذلك المتمرد.. من هنا انطلقت مسيرتي الإبداعية مع الأغاني الشعبية والصحافة والتأليف للدراما فعوضت ما فاتني حتى وصل بي الأمر إلى كتابة الأدب، محققا بذلك حلما راودني منذ الطفولة المبكرة، إن الزمن مهم في حياة كل واحد منا، ولكن بإمكان الإنسان أن يسطر زمنه بالشكل الذي يريد.. العزيمة القوية والطموح الكبير قد يوصلان الإنسان إلى تحقيق ما يريد.
وعن سر افتتانه بالشرق وسحره أوضح: قرأت القرآن وأحتفظ به بجانب سريري رغم أنني كاثوليكي، وقد اقتنيت نسخة مترجمة للفرنسية من القرآن، وأنا أتمعن في كثير من معانيه، فهو يحتوي على مفاهيم وقيم رائعة وقد تحدثت بذلك لكثير من الأصدقاء وأتعرض إلى ذلك في لقاءاتي المختلفة، من خلال أحداث الرواية.
وأضاف: أنني أنظر إلى قرائي بكل حب، فالتفافهم حولي وحرصهم على اقتناء كتبي يعطيني بهجة غير عادية.. بالمرة.. وهذا من أفضال الكتابة علي التي لا يمكنني بأي حال من الأحوال أن أتنكر لها.
وفي مقال للكاتب ساسي جبيل بمجلة "الحياة الثقافية" بعددها رقم 174 الصادر بتاريخ 1 يونيو 2006، قال إن الروايات التي يكتبها كويلو تغرف من حياته، فهي جوانب من مسيرته الذاتية والحال أن سيرته الذاتية تشكل في حد ذاتها رواية مدهشة الفصول، إذ افتتن الرجل بالكتاب منذ وعي في لحظة حماسة غريبة ركب الحافلة من ريو دي جانيرو في البرازيل وذهب إلى بوينس آيرس في الأرجنتين فقط لمقابلة بورخس، وحين التقاه وقف أمامه صامتا ولم ينبس بكلمة واحدة ثم عاد أدراجه إلى مدينته.