«فنجان دانتيل».. مبادرة نسائية لدعم المرأة نفسيًا للاستشفاء بالفن
مبادرة نسائية، فريدة من نوعها، انطلقت في مسار جديد؛ هدفه هو دعم المرأة نفسيًا عن طريق الفنون، حيث دُشنت المبادرة بمحافظة الإسكندرية، بفريق عمل مكون من العنصر النسائي فقط، وبمسمى أنثوي تحت شعار «فنجان دانتيل» لتجتمع بفعاليات المبادرة السيدات والفتيات باختلاف أعمارهن واهتماماتهن لدعم بعضهن البعض مستعينين بأنواع الفنون المختلفة.
وقالت أميرة مجاهد باحثة ماجستير في مجال التنمية الثقافية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، ومؤسس منصة القهوة البحرية، إن «فنجان دانتيل» هي مبادرة نسائية لدعم المرأة نفسيًا عن طريق الاستشفاء بالفن بكل أنواعه وعلى رأسه الغناء، لما له من تأثير فعال ومردود إيجابي على السيدات.
وأضافت، لـ«الدستور»، أن المبادرة أحد مشروعات منصة القهوة البحرية، والتي هي أول مقهى ثقافي رقمي على مستوى الوطن العربي، وانبثق منها عدة مشاريع وورش عمل، موضحة أنها استوحت الفكرة من فيديو على السوشيال ميديا لكورال نسائى فقط وكانت تقوده مطربة تونسية، وهو عمل إبداعي رائع، ومن هنا جاءت شرارة الفكرة ولكن مع اختلاف كبير بالمحتوى، حيث تم تطوير الفكرة بشكل نافع ومفيد أكثر.
وأوضحت أن تحمسها للفكرة جعلها تفكر بكيفية تنفيذها بشكل علمي، من خلال أن تنظم جلسات للسيدات يمزج بها ممارسة الفن مع وجود شخص متخصص او طبيبة نفسية، لكي يكون الهدف من الجلسة هو الدعم النفسي، حيث بدأت البحث عن العلاج الفن وكان من ضمن مشتقاته هو العلاج بالغناء، وهو علاج مهم تستخدمه الكثير من الجمعيات والمستشفيات في أمريكا، حيث يكون له تأثير إيجابي على مرضى السكتة الدماغية، ومشكلة التلعثم سواءً للصغار أو الكبار.
وتابعت أنه بجانب الاستعانة بالطبيبة النفسية، تم الاستعانة أيضًا بشخص دارس ومتقن للغناء، حيث انضم لفريق المشروع الفنانة أمنية عبده، أحد مطربات فرقة الموسيقى العربية بالإسكندرية، لتدريب السيدات على المقامات وأصول الطرب، الذي كان له تأثير كبير على السيدات لتحسين الحالة المزاجية لهم.
•فكرة الإسم
ولفتت إلى أن فكرة اسم فنجان دانتيل، جاءت بعد عقد جلسة عصف ذهني لاختيار اسم يناسب فكرة المبادرة بالتعاون مع الروائية هبة الله أحمد، حيث أن المبادرة ولدت من رحم منصة القهوة البحرية، وهي جلسات للسيدات الذي يكون شيئا أساسيا بها احتساء القهوة، فكان الاسم الأول فنجان، ولإعطاء الفنجان صبغة نسائية جاء اسم دانتيل والذي هو رمز للشياكة والأنوثة، ومن ثم تم الاستقرار على مسمى «فنجان دانتيل»، كما تم تصميم شكل الفنجان اهداءً من إحدى الصديقات دعاء ابو الليل التي تطوعت به للمبادرة.
• محتوى الجلسة النسائية
وأوضحت أن الجلسة تكون بدايتها تشارك الحديث بين السيدات في أي قضية أو مشكلة يكون بها قاسم مشترك، وكل سيدة تعرض مشكلتها ويتم الرد عليها من خلال المعالج النفسي، ثم يتم التشارك بالغناء، بالتدريب على الأغاني التي يكون لها طابع فلكلوري مصري للاعتزاز بتراثنا وثقافتنا، مؤكدة أن أساس الفكرة دعم المرأة نفسيًا من خلال الاستشفاء بالفن ولكن بشكل غير نمطي.
ولفتت أن المبادرة خاصة بالسيدات لذلك حرصت أن يكون فريق العمل سيدات فقط، ولكن من الممكن الاستعانة بالرجال في اشياء ثانوية إذا تطلب الأمر، مشيرة إلى أن الجلسة تضم السيدات من كل الأعمار، واختلاف الاهتمامات، والمستويات الاجتماعية والثقافية، والوظائف، ومع ذلك لمسنا التناغم بين الجميع من أول يوم.
وتابعت أنه سيتم عمل العديد من الفعاليات الفنية خلال جلسات مشروع «فنجان دانتيل»، حيث تمت إضافة بجانب الغناء؛ الرسم مع الاستعانة بالفنانة منة أبوالفتوح، كما ستتم إضافة الكتابة ايضا بأسلوب السيكو دراما، وكل أساليب العلاج بالفن وفقًا لبرنامج كل جلسة ليكون برنامج متنوع للسيدات يضم مزيج بين أنواع الفن المختلفة من الغناء والرسم وغيرها، بالإضافة إلي التحدث عن المشاكل التي تواجهنا لنخرج تلك الطاقة بالفن.
وأشارت إلى أن المبادرة بدأت بمجموعة من الأصدقاء، ثم كان التوسع وبعد جلسة المشاورة، وتم تدشين المبادرة بحضور 50 سيدة، للتعرف على الفكرة أكثر، والتي لاقت إعجاب الجميع وذلك بسبب خروج السيدات من ضغوط الحياة، حيث الهدف من المبادرة الدعم النفسي للمرأة والتي هي عماد الأسرة لتتجاوز بها الضغوط.
ولفتت إلى أن عدد المشاركات في الجلسات يكون محدودا، نظرا للإجراءات الاحترازية، وتفاجئنا بأن الإقبال فاق التوقعات، وكان من المقرر أن تقام جلسة شهرية، ولكن مع زيادة العدد ستتم مضاعفة الفعاليات لتغطية الأعداد التي تريد الانضمام، وسيتم بث أجزاء من الجلسات عبر السوشيال ميديا، ليشاهدها الجمهور ويتفاعل معها، مؤكدة أن تلك الأجزاء ليس بها عرض المشاكل وحلها نظرا لخصوصية جلسات الدعم النفسي التي نقدمها.
وأضافت أن جزءا من الدعم النفسي للسيدات كان بشكل المكان المزين بالورود، وطريقة استقبال السيدات من خلال هدية تذكارية كارت بتصميم بسيط وشيك من تصميم المهندسة علياء عبيد، فضلا عن إضافة الشيكولاتة التي من المعروف عنها أنها تحسن مزاج المرأة لذلك حرصت على أن تكون مع الإهداء التذكاري، الذي برغم بساطته لكن كان له مردود كبير على الحاضرات.
وأوضحت أن ما يتميز به مشروع «فنجان دانتيل» هو تميز الفكرة نفسها، التي لم يسبقنا أحد بها، حيث إنها مبادرة خدمية هدفها دعم السيدات، متمنية أن تعمم المبادرة لأن سيدات مصر تستحق ذلك، وهو ما يكون له دور في تطوير تمكين المرأة، ونصل من خلال تلك المبادرة للعالم ونكون سفراء في العديد من الدول لما للمبادرة من طابع تراثي تعبر عن ثقافة الشعب المصري.