مع تسجيلها في أوروبا.. كيف طورت مصر مواقع رحلة العائلة المقدسة؟
تتمتع مصر بمكانة دينية هامة، فمر من خلالها أنبياء الله، وتركوا آثارهم بها لتتحول إلى مناطق مقدسة يسعى لها أصحاب الديانات المختلفة للتبرك بها ومشاهدتها، وكان لمصر حظ كبير بمرور المسيح وأمه مريم من خلال أرضها، وجابوا مصر من شرقها حتى جنوبها.
وظلت رحلة العائلة المقدسة لمصر، غير رسمية حتى زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس لمصر ومباركته لأيقونة مسار رحلة العائلة المقدسة نهاية عام 2017، وأعلن أن مايو 2018 هو بداية إدراج مصر في برنامج حج الفاتيكان.
وإتمامًا لاعتراف بابا الفاتيكان بمسار العائلة المقدسة في مصر، وضعت إيطاليا وأوروبا أمس مسار رحلة العائلة المقدسة علي خريطة المسارات السياحية الدينية في إيطاليا وأوروبا، الدستور في السطور التالية استعرضت القصة الكاملة لتطوير مصر مواقع رحلة العائلة المقدسة منذ 2017 وحتى الآن.
سمنود أول مسار رسمي
وضعت وزارة السياحة بالتعاون مع الآثار خطة لتطوير مسار العائلة المقدسة استعدادًا لاستقبال أفواج الحجاج من كل الدول، وبدأت رحلة تطوير مواقع المسار منذ عام 2017 وحتى بداية العام الجاري، وافتتحت مصر في يناير الماضي أول منطقة أثرية بالمسار التاريخي، والتي تقع بمدينة سمنود في محافظة الغربية بدلتا مصر، ثم تلتها في مارس الماضي افتتاح مشروع تطوير موقع تل بسطة، وفى منطقة شجرة مريم تم الانتهاء من تطوير المنطقة والخدمات أوشكت وقاربت على الافتتاح وكنيسة جبل الطير فى سمنود ستنتهى الأعمال بها فى سبتمبر.
وشمل تطوير مواقع مسار العائلة المقدسة الموقع الأثري، ويمتد إلى المحيط العمراني الأشمل والذي يضمن تحسين المناخ السياحي ويوفر الفرصة لدى المجتمع المحلي للتفاعل مع الأنشطة السياحية.
بداية التطوير
بعد إعلان بابا الفاتيكان اعتماد مسار العائلة المقدسة في مصر، حولت مصر المشروع إلى مشروع قومي، وشكلت لجنة معنية بمسار رحلة العائلة المقدسة، وطافت مريم العذراء مصر بالمسيح لمدة 5 سنوات، ومعهما يوسف النجار هربا من بطش هيرودس، قادمة من فلسطين إلى مصر عبر العريش في سيناء، ووصلت إلى بابليون، ثم اتجهت نحو الصعيد جنوبي البلاد واختبأت هناك فترة، ثم رجعت العائلة المقدسة إلى فلسطين مرورا بوادي النطرون واجتازت دلتا النيل مواصلة طريقها عبر سيناء.
ويشمل برنامج رحلة العائلة المقدسة 25 موقعا تبدأ من الفرما إلى تل بسطة حتى مسطر ثم إلى سخا وبعدها وادي النطرون الذي يحتوي على 4 أديرة (دير الأنبا بيشوي ودير السيدة العذراء ودير البراموس ودير القديس أبو مقار)، ويتابع المسار طريقه إلى المطرية في القاهرة، وتتجه بعد ذلك مسيرة الأماكن المقدسة إلى مجمع الأديان في القاهرة، وبعدها إلى كنيسة المعادي ثم إلى البهنسا وصولا إلى كنيسة جبل الطير الأثرية التي تحتوي على المغارة المقدسة، ويكمل مسار العائلة المقدسة الرحلة إلى دير المحروق بأسيوط حيث أول كنيسة شيدت في مصر (تحقيقا للنبوءة المذكورة في سفر أشعيا)، حيث أقامت العائلة المقدسة لأكثر من 6 أشهر وبعدها إلى جبل درنكة أو مغارته التي تضم مجموعة من الأيقونات.
المشروع القومي لرحلة العائلة المقدسة
واجتذب "مسار العائلة المقدسة" اهتماما عالميا كبيرا في أكتوبر 2017، بعد اعتبار بابا الفاتيكان المسار "رحلة حج مسيحي".اقتربت مصر من إنهاء مشروع تطوير وترميم مواقع مسار العائلة المقدسة في مصر، التي يبلغ عددها 25 موقعاً، وخصصت وزارة السياحة والآثار 41 مليون جنيه، لتنفيذ البنية التحتية الخاصة بالمسار، بالتنسيق مع وزارة التنمية المحلية، كما نظّمت هيئة التنشيط السياحي عدداً من الرحلات التعريفية للسائحين والإعلاميين الأجانب لتعريفهم بالمسار ونقاطه.
وفي مايو عام 2018 أُدرجت زيارة المسار بشكل فعلي ضمن زيارات الفاتيكان الرسمية، وفي أعقاب هذا القرار، استقبلت مصر أول وفد لـ"حج رسمي" من الفاتيكان في يونيو 2018؛ حيث مكث الوفد لمدة 5 أيام، وضم 52 شخصية، بينما رأسه رئيس إقليم لاتسيو وأسقف مدينة فيتربو. وقد سبق هذه الزيارة وصول حجاج مسيحيين غير رسميين من الهند والفلبين.